إذا كانت شركة سامسونج دجاجة تبيض ذهباً لكوريا الجنوبية.. وإذا كانت تويوتا دجاجة تبيض ذهباً لليابان.. برشلونة وريال مدريد أيضاً دجاجتان تبيضان ذهباً لأسبانيا..برشلونة وريال مدريد شركتان تطبق فيهما وعليهما أحدث أساليب الادارة ومثلما نحدث طلابنا في قاعات الدراسة عن سامسونج وأبل ومرسيدس وماكدونالدز نحدثهم أيضاً عن برشلونة والريال وشيلسي ومانشستر..الخ..الشركات العالمية تستقطب وتخطط وتنافس وتناور وتبدع وتحلق ويسطع بريقها في سماءالعالم..والأندية العالمية كذلك.. نحن (نتسمر) على مقاعدنا ونحن نشاهد مباراة بين فريقين عالميين..متعة تأسر حواسنا وتشغل عقولنا..فكر وخطط ولياقة وسرعة وتحركات وانضباط ومرونة وإبداع..يقولون أن الملعب عندهم يبدو صغيراً جداً وعندنا يبدو كالمحيط!! المشهد الذي نراه في الملعب العالمي هو المشهد الأخير في العرض..هو مشهد العميل عندما يحصل على منتجه المفضل فيطبع عليه قبلة دافئة ثم يضعه في قلبه وعقله ويشكر من صنعه.. المشاهد التي تسبقه لا نراها على الهواء.. هي مشاهد صناعة متكاملة وبامتياز..الأندية العالمية تبحث عن القدرات والمواهب الكروية في كل أركان الأرض..تبحث عنهم في أدغال أفريقيا وفي غابات الأمازون..تجلبهم وتجري عليهم عمليات إنتاجية مثلما يحدث تماماً في المصانع..يدخلون مواد خام فيخرجون لاعبون يوزنون بالذهب وباليورو..ماكينات تدور بقوة ومهمتها صناعة شخصية اللاعب وفكره ومهاراته..التدريب في الغرب مدارس ونظريات تتطور كل يوم..اللاعب المحترف ليس هو المنتج الوحيد أو المُخرج الاستثنائي في الصناعة المبهرة..والملعب ليس هو الساحة الوحيدة للعرض المدهش..هناك لاعبون آخرون ومصانع أخرى..عشرات المليارات يتم تداولها بين أطراف عديدة وفي سوق كبير شعاره كرة مستديرة..الأندية في الغرب تسوق منتجات كثيرة تحمل علامتها التجارية..وتسوقها في العالم بأسره..والشركات العالمية تدفع للأندية العالمية عشرات المليارات لتحصل على حقوق رعايتها..وأقدام اللاعبين هدف عظيم لشركات التأمين..والأندية العالمية تطرح أسهمها في البورصات العالمية ويتهافت عليها المستثمرون من كل أنحاء العالم.. لهذا يتصدر نادي ريال مدريد قائمة أعلى النوادي قيمة في العالم بقيمة سوقية بلغت 3,645 مليار دولار يليه برشلونة بقيمة سوقية 3.594 ثم مانشستر يونايتد بقيمة سوقية 3.317 مليار دولار..أما تنظيم المسابقات والبطولات وتسويقها في الغرب فهو علم وفن وقصة أخرى عجيبة...هذا في الغرب فماذا عن الشرق؟ الكرة في ملاعب الشرق مملة وبطيئة وعقيمة..لا يوجد صناعة لكرة القدم في الشرق..كرة القدم في الشرق (سبوبة) وسياسة ومصالح وطريقة ناعمة للتعامل مع غضب الشعوب..لا تخطيط ولا تطوير ولا إبداع..تربيطات و(تظبيطات) وأشخاص بعينهم يسيطرون على مقدرات اللعبة.. ومصالح ذاتية تقتل الابداع وتخنق المواهب.. كرة القدم في الشرق لعبة يلعبها الصغار ويستثمرها الكبار.. لهذا.. في الشرق يحتفلون بالوصول إلي بطولة كأس العالم.. وفي الغرب يعلنون الحداد إذا لم يحصلوا عليه !!