اتخذت قيادات ائتلاف "دعم مصر" البرلماني، خطوات جادة، خلال الفترة الماضية، سعيًا للتحول لحزب سياسي، بدأت بافتتاح عدة مقرات جديدة بالمحافظات، وتشكيل لجنة قانونية لدراسة إجراءات تدشين الحزب. ويضم ائتلاف "دعم مصر" في عضويته 7 أحزاب تحت قبة البرلمان وهم: "حماة الوطن، ومصر بلدي، ومستقبل وطن، والمؤتمر، والشعب الجمهوري، والحرية، ومصر الحديثة"، بواقع 101 نائب من أصل 350 نائبًا بالائتلاف. في الوقت الذي رفضت فيه معظم الأحزاب التي يتشكل منها الائتلاف فكرة اندماجها داخل كيان حزبي واحد باسم "دعم مصر"، قائلة إن انضمامها للحزب المقترح يلغي هويتها السياسية. من جانبه، نفى أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن، اندماج حزبه داخل حزب ائتلاف "دعم مصر"، مشددًا على أنه لم تجر معهم أية نقاشات في هذا الصدد، وتابع:"حتى الآن لا يوجد أي نقاش لتحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب". وأضاف رشاد أنه إذا عرض عليه الاندماج في حزب "دعم مصر"، لن يقبل، وتابع:" أنا كحزب هرفض الاندماج في حزب تاني، لأني موجود فعليًا ونحمل فكرة وحق الشباب الذي أسس الحزب.. إني أنا أندمج في حزب آخر ماذا يقدم الحزب الجديد عما أقدمه.. ما الداعي أنى أعمل أحزاب جديدة خاصة أننا نريد تقليل عدد الأحزاب". في السياق ذاته، قال الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب "المؤتمر"، وعضو هيئة مكتب ائتلاف "دعم مصر" البرلماني، إن "كل ما يجري داخل الائتلاف حاليًا هو دراسة إمكانية تحوله لحزب، وفي النهاية من الصعب تغيير النواب المستقلين المنضوين فيه الصفة التي انتخبوا على أساسها نوابًا في البرلمان". وعن إمكانية اندماج "المؤتمر" في "دعم مصر"، أكد "صميدة" أنه "ليس من السهل على أي حزب أن يتخلى عن اسمه أو نوابه بالانضمام إلى حزب آخر"، مشيرًا إلى أن "المؤتمر" قائم بقياداته ونوابه. وأضاف أن "الحزب مع الائتلاف تحت قبة البرلمان فقط، وموضوع أن يتخلى "المؤتمر" عن اسمه ويندمج مع "دعم مصر" حال تحوله لحزب، أمر يحتاج إلي دراسة عميقة"، متابعًا: "لا نستطيع أن نرمي 7 سنين هي عمر الحزب". وقال النائب محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب "حماة الوطن"، إن "الحزب أحد مكونات ائتلاف "دعم مصر" تحت قبة البرلمان، وفي حال تحول الائتلاف لحزب فلن نندمج معه". وأضاف، أن "الائتلاف لم يتفاوض أو يرسل أي خطابات رسمية لحزب حماة الوطن بشأن الاندماج تحت رايته في حاله تحوله إلى حزب، وفي نفس الوقت لا يوجد أي مشاورات حول هذا الأمر داخل الحزب". وتابع: "حزب حماة الوطن مستمر، وله قواعده في الشارع، وأنشط الأحزاب الموجودة على الساحة، ونرحب بكل القوى السياسية والأحزاب للاندماج تحت مظلة "حماة الوطن"، بشرط أن يكون الحزب الذي يريد الاندماج متوافق معنا في التوجه السياسي المخلص لمصر، وفي الرؤية والأفكار والمبادئ والتوجه والسياسة العام للدولة". من جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن "رفض بعض الأحزاب السياسية الانضمام لحزب "دعم مصر" المزمع تشكيله هو شيء متوقع، لأن كل الأحزاب الرافضة للاندماج مع حزب "دعم مصر" تحكمها أهداف محددة أنشئت من اجلها، وهي تري أن الاندماج لن يحقق لها الأهداف التي أنشئت من أجلها، خاصة وأنها في مركز قوة الآن ولها نواب بالبرلمان". وأضاف غباشي ل "المصريون": "رفض الأحزاب الانضمام لحزب "دعم مصر" ليس معناه أنها مختلفة معه سياسًيا على الإطلاق بل هي تحاول الحفاظ علي هويتها السياسية التي تشكلت علي أساسها". وشدد على أن "الأحزاب الرافضة للاندماج تخشي من إسقاط عضوية نوابها في البرلمان إذا اندمجوا مع حزب "دعم مصر" كما ينص قانون مجلس النواب على أنه في تحول النائب عن الصفة التي انتخب من أجلها تسقط عضويته فورًا". ووصف غباشي، المناخ السياسي في مصر الآن بأنه "ملبد بالغيوم ولن تتضح الرؤية السياسية إلا بعد تشكيل حزب "دعم مصر" على أرض الواقع ومعرفة الأحزاب المندمجة للحزب فعليًا والرافضة له".