يبدو في زمننا هذا أن الموضوعية هي رابع المستحيلات.. الغول والعنقاء والخل الوفي..والموضوعية!! من أبسط قواعد الموضوعية أن الأحكام العامة لا تؤسس على مشاهدات فردية ، فكيف تطلب مني إستنتاج حكم عام مبني على كلمة فرد أو فعل شخص أو إفرازات موقف؟! من أبسط قواعد الموضوعية النظرة الشمولية للأحداث والمعطيات فكيف تطلب مني أن أركز معك في حدث ربما يكون مهماً بالفعل وأتجاهل معك تغيراً وتحولاً هو الأكبر والأبرز والأخطر والأجدر بالتركيز والتحليل؟! من أبسط قواعد الموضوعية أن نربط بين الأسباب والنتائج، فكيف تطلب مني الترحيب بمخرجات تقر بداية بنفعها وتميزها وخيريتها ثم تطلب مني قبول فصلها عن آلية صنعها؟! من أبسط قواعد الموضوعية أن أنظر للمزايا في الأشياء مثلما أركز على عيوبها، فكيف تطلب مني الترحيب بعيوب الأشياء مع رمي مزاياها في أقرب سلة مهملات؟! كيف تطلب مني قبول تحليلك لأسباب الخلل بينما تهمل سبب كبير وواضح للخل لمجرد أن إبرازه سيصب في مصلحة طرف أنت لا تقبله شكلاً ولا موضوعاً؟! المشكلة أن الموضوعية جسداً متماسكاً وشديد الحساسية.. أي محاولة مقصودة أو غير مقصودة لاضفاء لمسة شخصية أو عاطفية أو نفسية على هذا الجسد وبزعم أنها موضوعية تظهر بشكل واضح..وربما فاضح..