جاء أول تمثيل أمريكى فى مصر بفتح قنصليه للولايات المتحدة بالإسكندرية فى 12 يناير 1832، وكان الوكيل القنصلى بريطانى يدعى جون جليدون، وحتى الآن أن هذه العلاقات تأرجحت بين التعاون والصراع عبر المراحل الزمنية المختلفة، وقد وصلت التفاعلات المصرية الأمريكية قمتها الصراعية عام 1967 حين اتخذت مصر قرارا بقطع العلاقات السياسية مع الولاياتالمتحدة، أما قمتها التعاونية فقد شهدتها السنوات الأخيرة من حكم السادات، وخصوصا بعد أن وافق من حيث المبدأ على منح الولاياتالمتحدة قاعدة عسكرية فى رأس بنّاس وبدأ يُفصح علنا عن رغبته فى أن تصبح مصر عضوا فى حلف شمال الأطلنطى. لقد عادت الولاياتالمتحدة إلى مصر والعالم العربى فى مرحلة السبعينيات بصورة مفاجئة بعد أن استطاعت الدبلوماسية الأمريكية أثناء فترة الحرب الباردة احتواء النفوذ السوفييتى وإبعاده من المنطقة وإذا كانت الولاياتالمتحدة قد نجحت فى الاحتفاظ بعلاقات اقتصادية وتجارية مزدهرة حتى مع الدول العربية الثورية مثل الجزائر وسوريا، فإن نجاحها كان أبعد بكل المقاييس بالنسبة لتطور علاقاتها بمصر، فبينما لم يكن ثمة علاقات دبلوماسية بين البلدين حتى عام 1970، وتم استئناف هذه العلاقات فى مارس 1974، وخلال سنوات قليلة استطاعت مصر أن تطور علاقات خاصة مع الولاياتالمتحدة. ومنذ عام 1978 أصبحت الولاياتالمتحدة بمثابة شريك كامل فى العلاقات المصرية الإسرائيلية والمصدر الرئيس للأسلحة وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر، الأمر الذى زاد من حدة الانتقادات الداخلية والعربية التى تعرض لها النظام المصرى من جراء ذلك إلى حد وصفه بالعمالة للولايات المتحدة. تمثل عملية السلام فى الشرق الأوسط محوراً أساسياً فى العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة. ورغم تقدير الولاياتالمتحدة للدور الذى تلعبه مصر على صعيد عملية السلام وتهدئة الأوضاع الإقليمية إلا أن ذلك لم يمنع ظهور بعض الاختلافات فى وجهات النظر بين الدولتين حول بعض القضايا خاصة مع تبنى السياسة الأمريكية للعديد من المواقف الإسرائيلية غير المقبولة، وتطورت العلاقات المصرية الأمريكية إلى أن وصل زهوتها فى عهد الرئيس مبارك، والسؤال الآن: ما هو مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية فى عهد أول رئيس مصرى منتخب وهو الكتور محمد مرسى. أحمد بهاء الدين شعبان: العلاقة بين مصر وأمريكا فى عهد مرسى ستكون على أفضل ما يرام يرى المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، المحلل السياسى والقيادى بالجمعية الوطنية للتغيير أن العلاقات المصرية الأمريكية فى ظل وجود الدكتور محمد مرسى ستكون على أفضل ما يرام، وذلك لأنه هناك اتفاقات مشروطة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين أمريكا، لتمرير الدكتور محمد مرسى رئيسا لمصر ومن تلك الضمانات عدم المساس بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، وبالأخص اتفاقية كامب ديفيد وعدم المساس بالمصالح الأمريكية بمصر، وما دامت أمريكا فهمت ذلك، فمن المتوقع ألا يحدث أى صدامات بين مصر وأمريكا، وقد وضح ذلك من خلال زيارة بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى واشنطن بعد انتخابات مجلس الشعب عدة مرات تباعا وكان الهدف من تلك الزيارات وجود اتفاقات بين الطرفين. وأضاف شعبان أن الأمور سوف تسير على ما كانت عليه العلاقات قبل فوز مرسى وأن الوصايا الأمريكية كانت وستظل إلى أن تتوفر إراده شعبية حقيقية وقوية لوقف هذا التسلط الغاشم. وتحدى المحلل السياسى الإخوان المسلمين وجميع التيارات الإسلامية أن يفتحوا ملف (قضايا التمويل الأجنبى) مرة أخرى ومعاقبة المسئولين على ذلك، لأنه ليس بمقدور مرسى أن يتحدث عن هذا القرار لأن هذا القرار أكبر من قدرته. مجدى حسين: أمريكا لا تريد أن تدخل فى صدام مع التجربة الإسلامية الوليدة تمنى مجدى حسين، رئيس حزب العمل أن ينتهى عصر التبعية بالولاياتالمتحدة وألا تدار مصر من واشنطن بعد الثورة، لكن هذا يتوقف على عزيمة الدكتور محمد مرسى نحو الاستقلالية، ويجب أن يعمل محمد مرسى على استقلال مصر من التبعية الأمريكية وإنهاء الطابع المؤسسى وإنهاء المعونة الأمريكية، لأن هذه المعونة تكون مشروطة بشروط وعدم السيرفى خط القروض عن طريق صندوق النقد، فهناك آليات للاستقلال لا بد أن نساعده فيها على ذلك. واعتقد أن مصر ستسير على هذا الاتجاه بدون الدخول فى مواقف عدائية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف أن هناك تفاهمات بين مصر وأمريكا بعد الثورة لكنها تفاهمات عامة وليست خاصة، وذكر أن الطرف الأمريكى لا يريد أن يدخل فى صدام مع التجربة الإسلامية الحديثة والوليدة، وكذلك فإن الدكتور محمد مرسى لا يريد أن يدخل فى صدام مع أمريكا. واعتقد حسين أن التغير السياسى سيأتى ولكن على مراحل عديدة ومتعاقبة. محمد حبيب: التكافؤ والندية ستحكم طبيعة العلاقات بين مصر وأمريكا فى المرحلة المقبلة وضع الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق ثوابت أصلية فى طبيعة العلاقة المصرية الأمريكية، ومن ضمن هذه الثوابت أن الإدارة الأمريكية ليست جمعية خيرية، على العكس من ذلك تماما، فهى صاحبة مشروع، ولها مصالح سواء فى مصر أو المنطقة بصفة عامة، ثانيا: إنه على أجندة الاجتماعات الأمريكية مسألة تأمين وجود وتفوق الكيان الصهيونى من المسائل المهمة بالنسبة إلى أمريكا، إضافة إلى النفط ووجوده فى المنطقة. ثالثا: تعتبر أمريكا مصر من الدول الكبيرة والتى لها وزن وحجم ولها دور أصيل فيما يتعلق بجيرانها سواء فى المستوى العربى والإسلامى. وأضاف حبيب أن الإدارة الأمريكية نفسها من مصلحتها أن تلعب مصر الدور الأكبر والأهم فى ملفات المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح الصهيونية. واعتقد الدكتور حبيب أن الوضع الآن سيتغير لأنه لا يكون هناك ضمانات مجانية تعطى لأمريكا أو غيرها من قبل مرسى، فالتعامل سيكون بتكافؤ وندية، وأن القرار المصرى سيكون فى عصر مرسى مستقلا غير مرهون بضغوط من أمريكا أو من غيرها وهو ما سيجعل أمريكا ستحاول بالضغط إعلاميا أو سياسيا أو اقتصاديا على النظام الجديد، لكن من البعيد أن يخضع النظام الجديد بهذه الضغوط، بل سيقف موقف الندية لأن مرسى لا يريد أن يتدخل أحد فى الشئون الداخليه للبلاد. سعيد اللاوندى:الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ستربط العلاقة المصرية الأمريكية حدد الدكتور سعيد اللاوندى المحلل السياسيى وخبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عنصرين رئيسيين تقوم عليهما العلاقة بين أى من الدول هى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وأن أمريكا أحرص دول العالم على إقامة علاقات جيدة وقوية مع مصر، مما سيترتب عليه وجوب إقامة علاقة ود بينها وبين النظام الجديد مثلما كانت تفعل مع النظام القديم، فأمريكا لا تتعامل مع أشخاص بقدر ما تتعامل مع دولة بحجم مصر لها وضعها الإستراتيجى المهم فى المنطقة، ناهيك على أن أمريكا تعرف كيف ستتعامل مع الدكتور محمد مرسى وأنه كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة وعضو بارز فى جماعه الإخوان المسلمين، وأنه رجل عالم. وأضاف اللاوندى أن أمريكا حريصة على السلام فى المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل. وقال اللاوندى إن الشعب المصرى فاق من سباته ولن يرضى بالذل من جديد، وتوقع أنه لا يحدث صدام من قريب أو من بعيد بين مرسى وأمريكا مثلما حدث، ففى عهد مبارك النظام الأمريكى كان يعتبر مبارك امتدادا لشاه إيران فى المنطقة حارس المصالح الأمريكية فى المنطقة، وأن النظام السابق كان يحترم كلا من إسرائيل وأمريكا. وكشف اللاوندى أن المصلحة المشتركة ستكون هى طبيعة العلاقة بين البلدين فى عهد مرسى، ولكن الرئيس مرسى سيكون حريصا على كرامة الشعب المصرى والمواطن أكثر من غيره. عبد العليم الأبيض: جماعة الإخوان المسلمين جماعة برجماتية تتكيف مع الجميع توقع الدكتور عبد العليم الأبيض المستشار الإعلامى فى واشنطن سابقًا والخبير فى الإعلام الأمريكى أن العلاقة بين مصر وأمريكا فى عصر الدكتور محمد مرسى ستكون على وفاق ووئام تام بين مصر وأمريكا، لأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة برجماتية تستطيع أن تتكيف مع غيرها وفى جميع الظروف. وأضاف أنه لا يتوقع وجود أى صدامات بين مصر وأمريكا ما دامت مصالح أمريكا وإسرائيل لا يمسها أى أذى، فالطرفان يكونان فى حالة ود وصفاء ما دامت مصالح إسرائيل لا يمسها أذى. وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة انتهازية هدفها الأول والأخير مصالحها الشخصية. د. كمال حبيب: العلاقات تتوقف على فاعلية أطرافها أطرافها يقول الدكتور كمال حبيب العضو البارز بالإخوان المسلمين إن كل العلاقات فى مرحلة التكوين، شكلها يتوقف على فاعلية أطرافها، ولذا فإن العلاقات المصرية الأمريكية تتسم بالغموض فى السياسة الخارجية على الأقل فى الأمد المنظور لن تعرف تقلبات واسعة. وأضاف حبيب أن المصلحة المصرية ستكون الأولوية للرئيس المنتحب محمد مرسى. صلاح حسب الله: هناك تفاهمات ستكون بين مصر وأمريكا يرى الدكتور صلاح حسب الله أستاذ العلوم السياسية – جامعة بنها أن هناك تفاهمات واضحة ستكون بين مصر وأمريكا، مثلما كانت هناك تفاهمات فى عهد مبارك، فالفارق الوحيد بين الاثنين هو الذقن فقط وهذا واضح، عندما ذهب خيرت الشاطر إلى أمريكا أثناء الانتخابات وهذه التفاهمات هى نوع من الاتفاق بين مرسى وجماعة الإخوان المسلمين وبين أمريكا. وأضاف حسب الله أنه سوف تستمر وصاية أمريكا على الشعب المصرى، لأن الشعب لا يستخدم حق قراره بنفسه، ففى عهد مبارك كان يتخذ القرارات فردياً، ولا يهمه رأى الشعب، ونفس الكلام سيكون على مرسى الذى اعتقد أنه لا يختلف كثيرا عن مبارك إذا صحت الأقاويل بتفاهمات خيرت الشاطر مع أمريكا.