كشفت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية عن أن زيارة سياسيين ألمان من حزب "البديل لألمانيا" إلى سوريا ولقائهم مفتي حكومة بشار الأسد؛ يسعي لإدراج سوريا بين البلاد الآمنة، ومن ثم ترحيل اللاجئين السوريين من ألمانيا لبلادهم، في حين يستغل "الأسد" الزيارة لإضفاء صفة الشرعية على حكومته. وقالت الصحيفة الألمانية إن عددً من النواب الألمان المنتمين لحزب "البديل من أجل ألمانيا"المعروف بتطرفه لسوريا، زاروا دمشق يوم الاثنين الماضي، والتي خطط لها منذ عدة أسابيع، والتقي الوفد بعدد من ممثلي الأديان والمعتقدات المختلفة ومنشآت تعليمية بجانب ممثلي حكومة نظام "الأسد". ولفتت "تاجس شبيجل" إلى موقف المفتي حينما لفت إليه الأنظار عام 2011، عندما هدد بالانتقام إذ ما تم قصف سوريا، مصرحًا "أقول للجميع في أوروبا و أمريكا، سيكون هناك عمليات انتحارية من قبل أناس متواجدين بالفعل في بلادكم"، إلا أنه تحدث في لقائه مع سياسيين حزب "البديل" بصراحة عن فصل الدين والدولة. وأوضحت الصحيفة أن وفد الألماني برر رحلته إلي سوريا بأنهم يريدون تكوين صورة عن الأوضاع هناك ومدى تقدم إعادة أعمار سوريا، ولكن الهدف الرئيس وراء الزيارة واضح ألا وهو تأكيد وإثبات مطلبهم باعتبار سوريا بلد آمن، وذلك حتى يتمكنوا من إرسال السوريين المتواجدين في ألمانيا هناك مرة أخرى؛ إذ أن هناك قرار بمنع الترحيل إلي سوريا، إلا أن حزب "البديل" كان قد تقدم العام الماضي مقترحًا للبرلمان الألماني طالب فيه الحكومة للتفاوض مع "نظام الأسد" حول اتفاقية عودة السوريين المتواجدين في ألمانيا، مستندين إلى ذلك بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية صنفت سوريا كبلد آمن. وأكدت أن وزارة الخارجية الألمانية لازالت تحذر من السفر إلي سوريا، إذ جاء في تحذير السفر "أن على كل الألمان الذين لم يغادرا البلد بعد مطالبين بمغادرة دمشق"، فضلًا عن أن السفارة في دمشق مغلقة الآن ولا يمكن تقديم أي مساعدة قنصلية هناك. وتابعت الصحيفة: "على العكس فأنه تم توصيل صورة طبيعية عن دمشق، إذ نشر "بليكس" على "تويتر" صورة لسيدات في الشارع مرتديات البناطيل الجينز الزرقاء بدلًا من ارتدائهن الحجاب الأسود، وأخريات يجلسن على البارات، معلقًا على الصورة لا يمكن تصور ذلك في مكة ولا حتى في برلين في منطقة "نيوكولن" للأسف"، مع العلم أن "بليكس" على علم بأن في نيوكولن يسمح للعدد كبير من السيدات التجول في الشارع بدون حجاب". وفي السياق ذاته، يقول أستاذ العلوم السياسية، يان فيلكنز، من جامعة هامبورج، "إن تلك الصورة التي رسمها حزب البديل عن سوريا، تتفق مع تلك الروايات التي تبثها الحكومة الروسية، والتي تقضي بأن بتصوير سوريا دولة متحضرة بها مناطق آمنة، مضيفًا أنه قد غض الطرف عن العنف الذي يحدث في الغوطه الشرقية". وأكد " فيلكنز" أن الزيارة تساعد حكومة "الأسد" كونها زيارة رسمية من وفد غربي، حتى وأن كان حزب البديل مجرد حزب صغير، إلا أن الزيارة تعد بداية ل"للأسد"، لاسيما أن الاعتراف الغربي بحكومة "الأسد" كحكومة شرعية يعد هدفًا بعيدًا للقيادة السورية، الأمر الذي لديه أهمية كبيرة من الناحية الإستراتيجية.