تشهد جولة الإعادة للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ، والتي تجري اليوم في 74 دائرة بمحافظات القاهرةوالجيزة والمنوفية والمنيا وبني سويف وأسيوط والوادي الجديد ومطروح ، مواجهة حادة وشرسة ، تدور بشكل أساسي بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين ، الذي نجحت في الدفع ب 42 من مرشحيها لخوض لجولة الإعادة ، فيما مني الحزب الوطني بخسارة فادحة في الجولة الأولى ، رغم التدخلات الأمنية الواسعة لإنقاذ رموز الحزب من خسارة فعلية أمام المرشحين المستقلين ومرشحي الإخوان . وحذرت قيادات بارزة بالحزب الوطني من تعرض الحزب لهزيمة أخرى في جولة الإعادة ، التي يتنافس عليها 97 مرشحاً للحزب الوطني في مواجهة 169 مرشحاً منهم 42 مرشحاً للإخوان و 7 مرشحين لجبهة التحالف و 120 للمستقلين للفوز ب 133 مقعد المتبقيين من الجولة الأولي ، حيث إن فوز جميع مرشحي الحزب في جولة الإعادة يعني حصول الحزب الوطني علي 122 مقعداً من 146 جملة المقاعد التي جرى التنافس عليها في هذه المرحلة ، وبالتالي يكون الحزب قد خسر 42 مقعداً ، وهي أقل مما حققه الحزب في انتخابات عام 2000 . وحقق الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم تقدما في الجولة الأولى من المرحلة الأولى وشغل فيها 26 مقعدا من 164 مقعدا جرت عليها المنافسة ، وجاءت جماعة الإخوان المسلمين في المرتبة الثانية بفوزها بأربعة مقاعد ، وفاز مستقل واحد. ولم يفز أي من مرشحي نحو عشرة أحزاب وجماعات معارضة شكلت ائتلافا انتخابيا باسم الجبهة الوطنية للتغيير . وأكدت تلك القيادات أنه لا يوجد أمام الحزب الوطني أملاً في زيادة عدد المقاعد إلا من خلال ضم المستقلين الذين يخوضون جولة الإعادة مع استخدام كافة الأساليب المتعارف عليها لتغيير النتائج لصالح مرشحي الحزب ومن يخوض الإعادة علي برنامج الحزب. وطالب مرشحو الحزب الوطني من القيادات العليا بالحزب ضرورة مساندتهم وتعبئة كافة أجهزة الدولة لمناصرتهم للخروج من الخندق المظلم والمصير المجهول الذي يواجهونه في تلك المعركة خاصة من قبل مرشحي الإخوان ، الذين حققوا أعلى الأصوات في الجولة الأولي . وعلى صعيد الأوضاع داخل الدوائر بالقاهرة ، تشتد المنافسة في دائرة الساحل ، حيث يواجه علي رضوان مرشح الحزب الوطني جبهات عديدة لإسقاطه ، يقود بعضها زملاؤه داخل الحزب بالإضافة إلي مرشح الإخوان الدكتور حازم محمد فاروق الذي كان الأقرب للفوز لولا تدخلات اللحظات الأخيرة وإرهاب المواطنين وتحذيرهم من التصويت لصالحه . وتشهد دوائر بولاق أبو العلا حرباً ضارية علي مقعد الفئات بعد أن حسم إيران النيفاوي معركة العمال من الجولة الأولي ، وتدور هذه الحرب بين سطوة الحزب الوطني والأمن ممثلة في اللواء بدر الدين القاضي وهو لواء سابق في جهاز أمن الدولة أما الطرف الثاني وهو المال فيتمثل في رجل الأعمال الشهير محمد المسعود والذي تفوق علي منافسه في الجولة الأولي بفارق 1500 صوت وكانت الجولة الأولي قد شهدت تجاوزات من جانب الحزب الوطني تمثلت في الاعتداء علي أنصار محمد المسعود بلجنة مدرسة السلام ومحاولة منح المسعود نفسه من دخول اللجنة كما أنه سبق ذلك اعتقال عدد من أنصار المسعود ، واستجوابهم في جهاز أمن الدولة وذلك لترهيب أنصاره ومنعهم من الالتفاف حوله . وفي دائرة شبرا ، تشتد المنافسة بين المستشار محمد جويلي مرشح الوطني واللواء فادي الحبشي المستقبل علي مقعد الفئات بعد الخلافات الحادة بين جويلي وزميله علي مقعد العمال رضا وهدان ، واتهام جويلي لوهدان بأنه خانه وقام بمساعده المرشح المستقل وتأكيد جويلي بأنه لولا الخيانة لحقق الفوز من الجولة الأولي ، مؤكدا أنه لن يضع يده مرة أخري في يد وهدان الذي يواجه في الإعادة عادل صليب بطرس. وتشتد المنافسة في دائرة المطرية بين عاطف الأشموني مرشح الحزب الوطني على مقعد الفئات في مواجهة ثلاثة من المستقلين علي مقعد العمال أبرزهم مرشح الإخوان محمود مجاهد ، صاحب أعلي الأصوات في الجولة الأولي. وفي شرق القاهرة ، تشهد دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة معركة شرسة بين مرشحي الحزب الوطني مصطفي السلاب وثريا لبن أمام مرشحي الإخوان الدكتورة مكارم الديري وعصام مختار ، وإن كانت المؤشرات تؤكد فوز مصطفي السلاب بمقعد الفئات وفوز عصام مختار بمقعد العمال . وفي دائرة الجيزة ، ما زالت الأمور حتى الآن في صالح مرشح الإخوان المهندس عزب مصطفي في مواجهة مرشح الحزب الوطني بدر محروس . في دائرة التبين ، تشتد المنافسة بقوة بين مصطفي بكري الذي حقق نسبة عالية من الأصوات وتفوق على مرشح الحزب الوطني نبيل الجابري الذي لا توجد له شعبية سوي مساندة الحزب له ، وفي المقابل ما زالت أسهم مرشح الإخوان علي فتح الباب مرتفعه جداً في مواجهة مرشح الحزب الوطني محمد مصطفي علي مقعد العمال بالتبين. في دائرة أطفيح ، ما زالت الأمور بها غموض حول التوقعات المحتملة بين مرشح الإخوان جمعه محمد البدري ومصطفي الغيات المرشح المستقل علي مقعد الفئات وحمدي عبد الرحمن (وطني عمال) ومحمد عبد التواب (مستقل عمال). في دائرة بولاق الدكرور ، تحتدم المنافسة ويصعب التكهن بها بين مرشح الإخوان جمال عشري ومرشح الوطني أحمد سميح درويش بينما تؤكد المؤشرات فوز مرشح الحزب الوطني علي مقعد العمال عمر زايد علي منافسه المستقل المندوه الحسيني . فيما أكدت التوقعات عن حدوث مفاجئات من العيار الثقيل في دوائر المنوفية خاصة دائرة تلا والتي يخوض فيها الشقيقان طلعت ومحمد السادات جولة الإعادة في مواجهة مرشح الحزب الوطني محمد عطية بسيوني ومرشح الإخوان حسن سعد حسن الصواف. وتؤكد المؤشرات ضياع مقعد الفئات من الحزب الوطني بالإضافة إلي مقعد العمال الذي ضاع في الجولة الأولي. وفي دائرة شبين الكوم ، أصبحت المنافسة فوق صفيح ساخن بعد خروج الدكتور أمين مبارك مرشح الحزب لتصبح المواجهة بين رجل الأعمال أحمد كليلة علي مقعد الفئات والمرشح الإخواني رجب أبو زيد الذي توفق علي كليلة بأكثر من 7 آلاف صوت . وفي دائرة قويسنا ، تدور المنافسين بين المستقلين ومرشحي الإخوان بعد خروج مرشحي الحزب الوطني ، وتؤكد المؤشرات أن مرشح الإخوان عيسي عبد الغفار سوف يحصل علي مقعد العمال بالدائرة بعد تفوقه في الجولة الأولي وحصوله علي أعلي الأصوات التي تزيد عن 21 ألف صوت في حين لم يحصل منافسه المستقل مصطفي إبراهيم إلا على 6566 صوتاً ، كما تؤكد المؤشرات حصول مرشحي الإخوان عن عدد من المقاعد في بني سويف وأسيوط والمنيا.