تجري اليوم المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في تسع محافظات ، حيث يجري التنافس بين 1706 مرشحا على 144 مقعدا ، ومع أن معظم التوقعات تؤكد أن الحسم في الغالبية العظمى من دوائر هذه المرحلة مؤجل لجولة الإعادة ، إلا أن معظم المراقبين ينظرون لهذه المرحلة باعتبارها صراعا خاصا بين مرشحي الحزب الوطني ومرشحي جماعة الإخوان المسلمين ، خاصة بعدما نجحت الجماعة في الفوز ب 34 مقعدا في المرحلة الأولى . وينظر المراقبون لهذه المرحلة باعتبارها الاختبار الحقيقي لمدى التزام الحكومة بنزاهة الانتخابات ، وعدم تكرار السيناريو الذي شهدته انتخابات عام 2000 ، حيث جرت المرحلة الأولى في أجواء شبه نزيهة ، لكن الحكومة والأجهزة الأمنية تدخلت بقوة في المرحلتين الثانية والثالثة لحسم مقاعدهما للحزب الوطني . من جانبها ، توقعت مصادر سياسية رفيعة المستوي بالحزب الوطني ، خلال لقاء تقييمي عقدته أمس هيئة مكتب الحزب وأطلعت "المصريون" على تفاصيله ، أن تكون هناك جولة إعادة على معظم المقاعد التي يتم التنافس عليها في المرحلة الثانية للانتخابات والتي تجرى منافساتها اليوم في تسع محافظات . وتوقع المشاركون في الاجتماع أن تكون المرحلة الثانية من الانتخابات أكثر سخونة من المرحلة الأولى، بعد أن حشد الحزب الوطني وجميع الأحزاب والقوي السياسية كل قواها للفوز في هذه المرحلة ، موحية بذلك بأن الانتخابات ستكون حرة بعيدة عن التدخلات الحكومية . وتجرى الانتخابات في 72 دائرة بالمحافظات التسع ، وهي الإسكندرية, والغربية, والقليوبية, والبحيرة, والإسماعيلية, والسويس, وبورسعيد, وقنا ، والفيوم ، ويخوضها 1706 مرشحا بينهم 144 مرشحا للحزب الوطني و81 لقائمة المعارضة و52 لجماعة الإخوان المسلمين و1429 للمستقلين والقوي السياسية الأخرى ، فيما من المقرر إجراء جولة الإعادة السبت 26 نوفمبر. ومن أبرز مرشحي الوطني في هذه المرحلة د. يوسف والي بدائرة أبشواى بالفيوم والمهندس أحمد الليثي وزير الزراعة بوادي النطرون في البحيرة ود. محمود أبو زيد وزير الري في دائرة نهطاى في الغربية ود. عبد الأحد جمال الدين في زفتي بالغربية وعبد الوهاب قوطة في بورسعيد والدكتور مصطفي الفقي في دمنهور بالبحيرة والصحفي محمود معروف في طوخ بالقليوبية . ومن أبرز مرشحي المعارضة خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع في كفر شكر بالقليوبية.. كما تخوض الانتخابات 37 سيدة منهن 7 بالقليوبية و5 بالغربية وواحدة بالفيوم و5 بقنا و9 بالإسكندرية و3 في بور سعيد و2 بالسويس و2 بالإسماعيلية و3 بالبحيرة . وأكد مراقبون أن المعركة الانتخابية للمرحلة الثانية قد تحمل العديد من المفاجآت ، التي يصب التكهن بها ، خاصة في ظل الفضيحة التي مني بها الحزب الوطني ومرشحيه في المرحلة الأولى ، وبين ما حققه الإخوان المسلمون ، الذين حصدوا نحو 34 مقعدا برلمانيا رغم تدخلات الحكومة ، التي غيرت النتائج لصالح مرشحي الحزب الوطني في العديد من الدوائر. وأكد المراقبون أن هذه المرحلة تكاد تكون أخطر بالنسبة للحزب الوطني وتعد مأزقا حقيقيا لمرشحي الحزب الوطني خاصة في مواجهة العديد من الوجوه التي تتمتع بالشعبية العريضة في دوائرها. وفي المقابل ، فإن منافسات هذه قد تصب في صالح مرشحي التيار الإسلامي ومرشحي المعارضة والمستقلين ، إذ إن هناك دوائر تؤكد فيها المؤشرات والمعطيات والدلائل أنها لن تكون في صالح مرشحي الحزب الوطني . ومن هذه الدوائر ، عدد من دوائر بورسعيد والتي يخوض فيها البدري فرغلي معركته الانتخابية مرشحا لحزب التجمع والدكتور أكرم الشاعر عن التيار الإسلامي وأيضا الدكتور أحمد الخولاني بدائرة الشرق ومحمد مصطفى شردي عن حزب الوفد بدائرة المناخ والدكتور مصطفى عيد مرشح الإخوان عن نفس الدائرة في مواجهة مرشح الحزب الوطني عبد الوهاب قوطة . ويخوض حزب الغد المعركة في دائرة المناخ بالمرشحة المحامية بشرى عصفور وهي أحد الأعضاء المستقيلين من حزب الوفد منذ عدة سنوات ، كما يدخل حلبة المنافسة في تلك الدائرة سيد متولي رئيس نادي المصري . وفي محافظة السويس ، يتنافس 67 مرشحا لاختيار أربع مرشحين إلا أن المؤشرات تؤكد أن الدائرة الأولى وناخبيها قد حسموا كلمتهم قبل بدء عملية الاقتراع لصالح مرشح الإخوان سعد خليفة ورفعت بشير المستقل وإن كان فاروق متولي النائب الحالي للدائرة ينتظر المعجزة. وفي الدائرة الثانية ، تبدو فرصة مرشح التيار الإسلامي عباس عبد العزيز قوية للفوز بمقعد الدائرة في مواجهة مرشح الحزب الوطني علي سليمان ويدخل حلبة المنافسة النائب السابق للدائرة رمضان أبو الحسن وكيل لجنة التعليم لمجلس الشعب السابق وغريب عبد المنعم النائب السابق أيضا وإن كان مقعد العمال في صالح قدري رسلان مرشح الحزب الوطني مشيرين إلى أن محافظة السويس ربما يحصد فيها التيار الإسلامي والمستقلين 3 مقاعد من المقاعد الأربعة المخصصة للمحافظة. أما محافظة البحيرة ، فتعد من المحافظات الصعبة التي من المحتمل أن يواجه فيها مرشحو الحزب الوطني سقوطا مدويا في بعض الدوائر أمام مرشحي الإخوان ، ومنهم الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ، الذي سيضع مستقبله السياسي والبرلماني أمام نائب الإخوان الدكتور جمال حشمت الذي يحظى بتأييد جماهيري واسع النطاق . وهناك أيضا الدكتور خالد سعد مرشح الإخوان بدائرة شبراخيت والذي يحظى بشعبية جارفة ، والمرشح محمد شتات الذي يخوض مواجهة شرسة في مواجهة المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة في دائرة وادي النطرون ، إضافة إلى عبد الحميد شكر مرشح الإخوان الذي يواجه مرشح الحزب الوطني اللواء فاروق المقرحي فضلا عن مرشحين آخرين للجماعة من ذوي الثقل الشعبي بدوائر محافظة البحيرة. وأكد المراقبون أن الإخوان ربما يحصد نحو ما بين 5 إلى 7 مقاعد بتلك المحافظة. وأشار المراقبون للأحداث بمحافظة الإسكندرية والبالغ عدد دوائرها 11 دائرة لاختيار 22مرشحا من بين 373 مرشحا يمثلون الحزب الوطني والإخوان وأحزاب المعارضة والمستقلين أن مرشحي الإخوان سوف يحصلون على 7 مقاعد ، والمعارضة والمستقلين على أربع مقاعد في حين سوف يحصد الحزب الوطني باقي المقاعد البالغة 11 مقعدا ، مشيرين إلى قوة مرشحي الإخوان بتلك المحافظة ومنهم مصطفى محمد مصطفى النائب الحالي لدائرة المنتزه وحمدي حسن وحسين إبراهيم نائبي دائرة مينا البصل وصابر أبو الفتوح وأسامة جادو والمحمدي السيد أحمد بدائرة الرمل ومحمود عطية بكرموز والدكتور متوكل مسعود بالدخيلة ، وهؤلاء المرشحون لهم قوة شعبية جارفة داخل دوائرهم بالإضافة إلى تواجد النواب الحاليين والمستقلين في نفس الوقت عادل عيد وكمال ومن المرجح أيضا أن يحصد مرشحو الإخوان العديد من المقاعد في محافظات القليوبيةوالغربيةوالفيوم وقنا . أما محافظة الفيوم ، فيواجه مرشحو الحزب الوطني منافسة شرسة بعد تحالف العديد من المرشحين بدوائر تلك المحافظة مع مرشحي الإخوان ، خاصة بدائرة بندر الفيوم بعد أن أهدي الحزب الوطني مقعد الفئات وربما العمال أيضا لمرشحي الإخوان بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها الحزب الوطني لتكون في النهاية لصالح مرشحي الإخوان مصطفي عوض الله النائب الحالي للدائرة علي مقعد الفئات وكمال نور عن مقعد العمال والذي يشغل موقع نقيب التطبيقين . وفي دائرة مركز سنورس ، يتنافس 13 مرشحاً سبعة عمال وستة فئات وأن كانت كافة المؤشرات تؤكد نجاح مرشحي الإخوان علي مقعد الفئات الأحمدي قاسم. وأكد المراقبون ، أن فرص مرشحي الحزب الوطني في هذه المرحلة تبدو ضعيفة للغاية إلا أنهم المحو في نفس الوقت إلى أنه ربما تحدث بعض التجاوزات من قبل أجهزة الدولة لتغير النتائج لصالح مرشحي الحزب الوطني ، مشددين على أن الساعات القليلة سوف تكشف عن العديد من المفاجآت وإن كانت المؤشرات والمعطيات تؤكد أن المعركة تبدو محسومة لصالح مرشحي الإخوان والمستقلين ومرشحي المعارضة ، وبدرجة أكبر مما حققوه في المرحلة الأولى .