مزيج من الغضب والحزن ينتاب عددًا كبيرًا من الفلاحين بمحافظة الغربية، نظرًا لنقص مياه الري، مما جعلهم عاجزين عن ري زراعتهم بعد جفاف الترع، التي يروونها من خلالها، ليضعهم هذا الأمر أمام كارثة حقيقية يواجهونها بمفردهم دون أن يتحرك أحد من المسئولين. ويواجه آلاف المزارعين بالمحافظة أزمة حقيقية تهددهم بالإفلاس لتوقيعهم على إيصالات لحين جمع المحاصيل؛ حيث يعاني أهالي القرى من نقص شديد في مياه الري تهدد مصدر رزقهم الوحيد، فأكثر من 50 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية مهددة بالبوار. "المصريون" ترصد تفاصيل الأزمة التي تسببت في موت الزرع، بعد جفاف الترع ونقص المياه، ولجوء الفلاحين إلى رى أراضيهم بمياه الصرف، الأمر الذي أدى أيضًا إلى التأثير على خصوبة هذه الأراضي. "الأرض عطشانة والترع شبه خالية من المياه وتحتاج إلى تطهير والزرع بيموت، وبيوتنا اتخربت بسبب موت الزرع"، هذا هو لسان حال الكثير من المزارعين بمحافظة الغربية، والذين يعانون نقص المياه الشديد لرى أراضيهم ما تسبب في تلف الزرع، فأراضيهم تروى كل شهر بدلاً من 15 يومًا لعدم توافر المياه. يقول أحمد خضر من أبناء قرية بنوفر التابعة لمركز كفر الزيات إن الترعة المغذية لأكثر من 500 فدان أصبحت مقلبًا للقمامة ومأوى للفئران والحشرات الزاحفة. وأضاف محمود عنبر مزارع فى قرية بنوفر أن أرضه الزراعية لم تأتها المياه منذ عامين؛ لأن الترعة المغذية لها والمساحات المجاورة لأرضه تحولت إلى مستنقع وليست مجرى مائي مما تسبب في نعومة وملوحة الأرض الزراعية بتلك المنطقة وزيادة تكلفة الري بسبب الاعتماد على الآبار الارتوازية. كما أوضح أحمد محمود مزارع بمركز المحلة أن إدارة الري تقوم بقطع المياه عن الترع، مما أدى إلى عدم وصول كميات المياه لنهايات الترع وإغلاق مياه المناوبات والبوابات المؤدية للترع الرئيسية والفرعية قبل مواعيدها مما يؤدي إلى بوار الأرض المزروعة والأرض التي يتم تجهيزها للزراعة. وتابع محمد سعيد "مزارع" بمركز السنطة أن الترع الخالية من المياه تحتاج إلى تطهير، ما تسبب في حالة من الغضب بين الأهالي، معبرًا بقوله "الزرع بيموت" و"بيوتنا اتخربت". "محمد فوزى" فلاح بمركز سمنود أكد أن ندرة مياه الري دفعت المزارعين إلى استخدام مياه المصارف لري المحاصيل واستخدام المياه الارتوازية فى المقابل تقوم مديرية الري بتحرير محاضر ضدنا بسبب استخدامنا لهذه المياه. وأضاف "السيد عمر "مزارع ل"المصريون": "عدم وجود تقسيم إداري للري أدى إلى عدم تحديد المسئولية داخل مديرية الري بينها وبين الفلاحين وتضارب القرارات، مما تسبب في ندرة مياه الري التي تهدد آلاف الأفدنة بالبوار. وتساءل "سلامة القطورى" مزارع بقرية كفر المحروق بدائرة مركز كفر الزيات، أنه في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن استصلاح آلاف الأفدنة يومًا بعد يوم في إطار خطة استصلاح ال1.5 مليون فدان، تتعرض عشرات الآلاف من الأفدنة الأخرى في الدلتا للبوار بسبب نقص المياه. شاهد الصور: