كما تعود الشعب المصري منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة تعكس توجه الشعب المصري ورأس الحربة في الدفاع عن الثورة ومواجهة رموز النظام السابق وفضح فسادهم، فبمجرد إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة وصعود كل من الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق لجولة الإعادة امتلأت صفحات موقع "فيس بوك" بالصور والتعليقات والوسائل المبتكرة في الدعاية لمرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، ولمشروع النهضة الذي يحمله، وعلى الجانب الآخر دعاية مبتكرة للمرشح المنافس تسير في نفس طريق الدعاية السابق ذكرها وان اختلفت باختلاف الأشخاص. وفى محاولة من مؤيدي مرسى للتأثير على الناخبين جعلوا من مشروع النهضة والذي يتبناه مرشح الحرية والعدالة، بدأوا بالتعريف بالمشروع، من حيث إنه في إطار التعريف بمشروع النهضة وأهدافه بشكلٍ مبسطٍ قام عددٌ من أعضاء (الفيس بوك) بتداول سلسلةٍ من الصور تشرح أهداف مشروع النهضة وتضم صورة الدكتور مرسي كقائدٍ له، خاصةً أنه المشروع الذي شارك فيه 1000 خبير، و16 لجنة استشارية متخصصة، و12 ملفًا حيويًّا لنهضة متكاملة، أُعدت بعد دراسة متأنية تضمنت زيارة 50 دولة ودراسة 25 تجربةً للنهضة في العديد من الدول. وأشارت إحدى الصور التي نشرتها صفحة "رابطة الإخوان بالعالم" إلى أن أحد أهم أهداف النهضة، إطلاق الحريات السياسية ووقف الاعتقالات السياسية والمحاكمات الاستثنائية وتأكيد حق محاكمة كل مواطن أمام قاضيه الطبيعي. وعلق أحد زوار الصفحة على هذه الصورة قائلاً: أنت أمل مصر في النهضة ربنا معاك"، ويقول آخر في تعليقه "أفلح إن صدق". كما نشرت عددٌ من الصفحات روابط تحميل مشروع النهضة، بالإضافةِ إلى برنامج "مرسي رئيسًا"، والذي يتضمن خطة عمل لمدة 4 سنوات، لتنفيذ خطوات النهضة التي تتم خلال هذه الفترة، وقد لاقت هذه الروابط إقبالاً كبيرًا لتحميل المشروع والتعرف على أهدافه. وعلى الجانب الآخر بدأ مجموعة من الشباب مؤيدي الفريق شفيق هجومًا مضادًا عن طريق صفحة أخرى على موقع التواصل الفيس بوك تحت اسم "نعم لشفيق" حاولوا خلالها التنديد بمساوئ الإخوان المسلمين، وتخويف الناخبين من توليهم رئاسة مصر. إلا أن مؤيدي مرسى ردوا عليهم وقاموا بنشر صورة، تحمل شعار "النهضة إرادة شعب" لتؤكد أن مرشحهم هو الأفضل من بين جميع المرشحين المتقدمين للرئاسة حاليًّا لأنه مارس العمل البرلماني، وعمل في مؤسسة دولية، ومدعوم بأكبر كتلة دعم شعبي وبرلماني، وأنه الوحيد الذي لم يطلب المنصب. ويعلق شهاب الدين أحمد على هذه الصورة قائلاً: إن د. مرسي رجل جدير بالرئاسة فهو شخصية ممتازة ومتواضع وليس به من صفات الغدر والتلون لينال الرضا كبعض المرشحين الآخرين. ويضيف: "وبعدين أنت تختار مشروع ممتاز ولا تختار فرد، الفكرة أن المشروع والكيان والمنظومة هي اللي هتساعد الرئيس على التقدم، افهموا بقى والله أنا مش من الإخوان بس صوتي للدكتور محمد مرسي إن شاء الله" أما أم عمر صيام فتعدد الأسباب التي ستجعلها تعطي صوتها للدكتور مرسي في الانتخابات القادمة وهي- التزامه الشديد وحفظه للقرآن الكريم ووضوحه في المطالبة بتطبيق شعار "الإسلام هو الحل"، وأدبه الجم وتواضعه وعمله بعيدًا عن أعين الكاميرات، ونضاله ضد مبارك واعتقاله 3 مرات آخرها يوم جمعة الغضب، بالإضافة إلى تفوقه في كل مجالٍ يدخله سواء بالتدريس في عددٍ من الجامعات أو في مجال البحث العلمي الذي أبدع فيه بعشرات الأبحاث بأكثر من مؤسسة كان منها وكالة ناسا للفضاء. وتستكمل حديثها عن مميزاته قائلةً إنه تميَّز كذلك في مجال العمل السياسي؛ حيث كان رئيسًا للكتلة البرلمانية للإخوان ووقع عليه الاختيار كأفضل برلماني على مستوى العالم في الفترة البرلمانية 2000- 2005م ، وأصبح بعدها رئيسًا للقسم السياسي للإخوان، وبعد الثورة رئيسًا لأكبر حزبٍ في مصر، ولا يخفى على أحدٍ حبه لمصر حيث عُرضت عليه الجنسية الأمريكية فرفضها وترك راتب 1500 دولار في الثمانينيات ورجع ليعمل في مصر ب150 جنيهًا. إلا أن الأمر اختلف شيئا فشيئا مع المشاهير الذين وجدوا في الفريق شفيق هدفهم حيث تناقل النشطاء بشكلٍ واسع في الكثير من الصفحات والمجموعات على شبكة "فيس بوك" صور للمشاهير المؤيدين له،وفي هذه الصورة يظهر عدد من الفنانين من بينهم زينة وأكمل ورامي صبري، أثناء مشاركتهم في سلسلة بشرية مؤيدة لشفيق بحي حدائق الأهرام حيث شاركوا اللافتات التي تدعو المارة للتصويت له. أما الكابتن هادي خشبه فكان له رأى آخر في المرشح الذي قرر اختياره لرئاسة الجمهورية، والذي نشرته بعض الصفحات في تصميم؛ حيث يقول "عندما التقيت الدكتور محمد مرسي وجدته هادئ الطباع شديد التواضع وحينما صلى بنا العشاء رأيته يقرأ القرآن بتأن وخشوع، فلما تحاورنا سألته عن انتمائه الرياضي، وعن الحملة الانتخابية وكان ينتقي كلماته وألفاظه بأدب جم فأسرني بحسن خلقه". وفي شكل آخر من أشكال الدعاية المبتكرة قام الشباب بتركيب 33 شاشة عرض كبيرة بالشوارع في مناطق شرق وشمال القاهرة لعرض لقاء الدكتور محمد مرسي على قناة CBC للجماهير؛ حيث تم توزيع الشاشات على المناطق التالية (الزاوية الحمراء، مدينة نصر، القاهرةالجديدة، الشرابية، حدائق القبة، شبرا مصر، مصر الجديدة، الخصوص، المطرية وأخيرًا في مدينة السلام)، كما جاء على صفحة (أنا مش إخوان وهنضم للحرية والعدالة) على الفيس بوك. والأمر نفسه حدث في المهندسين والدقي والمعادى حيث تم وضع شاشات مشابهة للمرشح الآخر. ولا تخلو منطقة المهندسين من مؤيدي مرسى حيث تم تعليق لوحة ,تحديدًا في شارع أحمد عرابي أسماء عدد من نجوم النادي الأهالي والزمالك والإسماعيلي الذين يؤيدون الدكتور محمد مرسي رئيسًا للجمهورية، كتب عليها: نجوم الأهلي والزمالك والإسماعيلي في فريق مشروع النهضة ويؤيدون الدكتور محمد مرسي رئيسًا للجمهور. المصريون في الخارج وكان للمصريين في الخارج طريقتهم الخاصة في دعم مرشحيهم حيث نشرت شبكة نبض الإخوان تحت عنوان (داعمون لمشروع النهضة بالخارج) صورة لعددٍ من الشباب المصري الداعم للدكتور مرسي في انتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن هذه المرة من أمام برج إيفل بفرنسا، وكذلك من ميلانوا بإيطاليا. وعلق محمد حموده على هذه الصورة بقوله "حرية وعدالة.. مرسي وراه رجاله، إن شاء الله مرسي رئيسًا لمصر من أول جولة"، أما محمد منعم فيقول في تعليق ضاحك "آه منكو يا إخوان لو حتى روحت القمر هتلاقيهم يلا يابو مرسي حضر نفسك للرياسة". وعلى صفحة "رد السهام عن جماعة الإخوان" نشرت صورة تظهر الحشد الكبير الذي يلتف حول مرسي في كل محافظات الجمهورية؛ ردًا على التضليل الإعلامي الذي طال جماعة الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة ابتداءً من مرشدها وحتى أصغر عضو فيها، والتي حاولت وسائل الإعلام من خلالها التركيز على انخفاض شعبية الإخوان في الشارع المصري كذبًا وفقًا لما قالته الصفحة،وتعلق ريتال أسامة على هذه الصورة قائلةً (قلنا النهضة إرادة شعب ويا المرسي نخطي الصعب)، وتقول هبة حامد: أقول لكل مَن يسب ويشتم "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفو، إنها الحقيقية وأراها بعيني دائمًا، وفقه الله للخير وجلبه على يده" وفى المحافظات لم يجد البسطاء أمامهم سوى وسيلة جديدة للدعاية، كما استخدم الشباب صفحات "الفيس بوك" لإظهار فعالياتهم لدعم مرشحيهم والتي كان منها مسيرة بالدرجات والسيارات على شاطئ البحر نظمها طلاب جامعة الإسكندرية في شكل منظم وهم يرتدون "تي شيرت" مطبوع عليها اسم وصورة مرشحهم، بالإضافةِ إلى مسيرة أخرى بالسيارات السرفيس بشبين الكوم دعمًا للدكتور مرسي. وفى محافظة أسيوط ابتكر مؤيدي مرسى طريقة جديدة للدعاية له حيث قاموا بوضع لافتات وصور كبيرة بحجم عربات القطار على عدد من القطارات كدعاية له. أما أحدث طريقة للدعاية الانتخابية فهي تلك التي استخدمها طلبة الثانوية العامة الذين ليس لديهم وقت كافٍ للمشاركة في حملة الدعاية الانتخابية حيث قرر عدد من الطلاب ارتداء حقيبة مدرسة مطبوع عليها اسم المرشح ورمزه الانتخابي.