قابل مراقبون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقترح السفيرة مشيرة خطاب، بشأن تأسيس "يونسكو مصري"، بالسخرية والتهكم، مؤكدين، أنه غير دستوري، فضلًا عن كونه غير منطقي، ولا يصح صدوره عن مرشحه سابقة على منصب مدير عام "اليونسكو". وكانت السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة، والمرشحة السابقة لمنصب مدير "اليونسكو" في الانتخابات الأخيرة، اقترحت تأسيس "يونسكو مصري"، مؤكدة أن مصر تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لذلك. وأضافت "خطاب"، خلال لقائها ببرنامج "نظرة" على قناة "صدى البلد"، أن "كل مواطن مصري كان نفسه مصر توصل لليونسكو، أنت في أيدك تعمل يونسكو مصري، الشعب الكبير لازم يكمل، المعركة منتهتش، وعندنا خيرة العقول والمثقفين، ودي نقطة البداية". وأكدت، أنها لم تنزعج من المرشح القطري رغم تقدمه في بداية التصويت، وأن قلقها كان منصبًا على المرشحة الفرنسية، مشيرة إلى أن القطري كان يتنافس على أصوات أخرى لم تكن في حساباتها، بينما انقسام الأصوات مع المرشحة الفرنسية كان سببًا فى تقدم ممثل الدوحة. دبلوماسى السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، استنكر مقترح السفير مشيرة خطاب، مضيفًا أن مثل هذه المقترحات لا تليق بمصر ومكانتها، فضلًا عن كونها غير منطقية ولا يقبلها أحد. وسخر قائلًا: "هل سيكون اليونسكو المصري مكون من مصر فقط، أم سيضم دولتين أو ثلاثة"، لافتًا إلى أن المنظمة تعني ضم أكثر من دولة. وفي تصريحه ل"المصريون"، أوضح أن سبب فشل المرشحة المصرية، يرجع إلى انتهاكات حقوق الإنسان داخل مصر، وعدم احترام الثقافة، وتراجع مستوى التعليم، متسائلًا " كيف بعد كل هذا تطالب خطاب بإنشاء يونسكو مصري". واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق، حديثه، قائلًا: "ما يحدث الآن مهزلة بكل المقاييس، الدولة أصبحت تتراجع في كل المستويات، اقتصادية وسياسية وخارجية وتعليم وصحة وغيرها". قانونى أما، عمرو عبد السلام، الخبير القانونى، فأكد أن المنظمات الدولية أو العالمية تنشأ باشتراك أكثر من دولة؛ حتى تستطيع أن تحصل على صفة الدولية، لافتًا إلى أن مقترح أنشاء "يونسكو مصري" غير دستوري. وأوضح عبد السلام ل"المصريون"، أنه لا يجوز أن تقوم دولة واحدة وفقًا للقانون الدولي والأعراف الدولية، بإنشاء منظمة خاصة بها، مؤكدًا أنها لن يكون لها أي صفة دولية وأيضًا ستكون بلا أي تأثير. ولفت الخبير القانوني، إلى أنه يجوز إنشاء منظمة تحت اسم منظمة "اليونسكو العربية"، على أن تدخل تحت إطار جامعة الدول العربية، حتى تحصل على صفة الدولية. نشطاء أيضا شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هجومًا عنيفًا على "خطاب"، حيث سخر الناشط وليد، قائلًا: "بعد ما خسرت معركة رئاسة اليونسكو.. عايزه يعملولها يونيسكو مصري!". وعلق مصطفى الجوهري عبر حسابه على "تويتر"، قائلًا: "أنا ما ليش دعوة اعملولى يونسكو مصري، طيب افتحي المكتبات واسألي عن الصحفيين المحبوسين الأول". وكتب أحمد سامي، معلقًا على المقترح "مشيرة خطاب تدعو لإنشاء يونسكو مصرية! أيوة ونعاقب كل الدول اللي بتهتم بالتعليم والثقافة". كما أبدت إحدى الناشطات على "تويتر"، استيائها قائلًة "وماله نعملها يونسكو مصري، مش عاوزه بالمرة نعمل أمم متحدة مصري تبقي بتاعتنا واحنا نجتمع ونشجب ونعقد مؤتمرات وناخد قرارات بالمرة؟". ورشحت مصر السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان السابقة لمنصب أمين عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ودارت المنافسة على ذلك المنصب بين تسعة مرشحين، هم السفيرة مشيرة خطاب، واللبنانية فيرا خورى، والقطري حمد بن عبد العزيز الكواري، والفرنسية أودرى أزولاى، والصيني تيشان تانج، وبولاد بولبلوجى من أذربيجان، وفام سان تشو من فيتنام، وجان ألفونسو فونتيس من جواتيمالا، وصالح الحسناوى من العراق. لكن في النهاية فازت المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، بانتخابات منصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، حيث حصلت الفرنسية في الجولة النهائية، على 30 صوتًا فيما حصل مرشح قطر حمد بن عبد العزيز الكواري على 28 صوتًا، وذلك من إجمالي عدد الأصوات البالغ 58 صوتًا.