رفض فنانون التوقيع على استمارة حملة "عشان تبنيها"، التي تطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالترشح لولاية رئاسية ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في 2018, من أجل "استكمال ما بدأه من إنجازات"، بحسب الحملة. وتعددت أسباب الرفض ما بين كون حملات الترشح للرئاسة, لا تحتاج لتوقيعات وإنما إلى جهد وعمل وبرنامج انتخابي, يستحق التصويت للمرشح, أو لأسباب تتعلق بحجم الانجازات الحقيقة التي استطاع السيسي إنجازها خلال ولايته الأولى. ورفض الفنان أحمد صلاح السعدني, التوقيع علي استمارة دعم السيسي, مرجعًا ذلك إلى أن "الأمر يتم بناء على ضغوط سياسية على النجم أو الشخص الشهير بالمجتمع, وهو الذي يجعلها خارج نطاق قيمتها الأساسية". وأشار إلى أنه حتى في حالة دعمه لترشح السيسي لانتخابات رئاسية جديدة وأمله في الفوز بها, إلا أنه يفضل أن يتم ذلك عن طريق صناديق الاقتراع, "وليس من خلال توقيعات وهمية". في نفس السياق, اعتبر الفنان صلاح عبدالله, وهو من المؤيدين للسيسي, أن "التوقيع علي استمارة لإظهار شعبية الرئيس, أمر غير محبذ, ويظهر الرئيس في موقف الضعف, وإنما سيرشحه الناس البسطاء عن طريق إنجازات ملموسة على أرض الواقع, استفاد منها جمهور المواطنين, وتجعلهم مقتنعين بانتخابه لولاية ثانية". الفنانان عمرو واكد، وخالد أبو النجا, والمعروف عنهما معارضة السيسي, لم يوقعا هما الآخران على استمارة "عشان تبنيها", وأعلنا رفضهما لترشح لولاية رئاسية ثانية, وأعربا عن أملهما في ظهور مرشح توافقي تجمع عليه القوي الوطنية, ملوحين بأنهما سيقاطعان الانتخابات الرئاسية من الأساس في حال عدم الاتفاق على ذلك. وقال الدكتور حازم عبدالعظيم, القيادي السابق بحملة ترشح السيسي في انتخابات 2014, إن "حملات التوقيعات على شاكلة "عشان تبنيها" تقف وراءها المنظومة الأمنية في مصر, التي تهدف بشكل أساس لنشر الوهم بين المواطنين, أن شعبية الرئيس مرتفعة, وإنها تحقق نجاحات على مستوى الشارع وفي الأرض". وأضاف: "الحملة أكدت أن شعبية السيسي تراجعت بشكل كبير عما كان خلال فترة ولايته الأولى, والتي كان يعتمد فيها علي تأييد شعبي واسع, بعد إزاحته حكم جماعة الإخوان المسلمين, والرئيس المعزول محمد مرسي". من جهته, اعتبر محمد سعد خير الله, عضو جبهة "التضامن للتغيير", أن حملة "عشان تبنيها" تهدف بشكل أساس إلى تمديد مدة رئيس الجمهورية لتصبح 6 سنوات بدل من 4 فقط, عن طريق جمع أكبر عدد من التوقيعات, بالضغط علي موظفي الجهاز الإداري للدولة, بالنقل أو الإقالة في مقابل التوقيع علي الاستمارة, وهو ما يفسر العدد الكبير للتوقيعات الذي وصلت إليه الحملة في وقت قصير جدًا. وأضاف خير الله ل"المصريون": "التوقيع على استمارة الحملة أشبه بإعلان قبول الوصاية والخضوع للرئيس السيسي, وهو ما لا نراه في المجتمعات الديمقراطية الناضجة, حيث تكون المنافسة مقتصرة علي صندوق الانتخابات, وليس عن طريق مبايعة بتوقيع استمارات من فنانين ورجال أعمال لهم مصالح خاصة مع النظام السياسي".