من الهجوم على الارتكازات الأمنية بالعريش, إلى نقاط تأمين كرم القواديس، مرورًا بالبنك الأهلي بالعريش مرة أخرى, توالت هجمات الجماعات الإرهابية في سيناء ضد قوات الجيش والشرطة بشمال سيناء، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الجماعات المسلحة, واستشهاد نحو 14 عسكريًا, بحسب بيانات العقيد تامر الرفاعي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة. تزايد الأعمال الإرهابية بهذه الوتيرة، جاء بعد أيام من توقيع اتفاق المصالحة برعاية مصرية بين الفرقاء الفلسطينيين, وقرب تسلم الحرس الرئاسي الفلسطيني لمعبر رفح، وانتقال مهام إدارة شئون قطاع غزة لحكومة الوفاق الفلسطيني, ما دفع مراقبين إلى ربط تصاعد وتيرة الهجمات بالاتفاق. وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي ل "المصريون" إن "توقيع المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، أدى إلى حصار جماعات العنف المسلح ووضعها في مأزق خانق, فحكومة الوفاق في القطاع ستعمل على تطهير المعسكرات والأماكن التي تتواجد فيها التنظيمات الإرهابية, كمان أن الترتيبات المصرية أجبرت حركة حماس على مهاجمة التنظيمات المسلحة, الأمر الذي دفع بعناصر التنظيمات إلى شن هجمات إرهابية". وأضاف مظلوم: "يحاول التنظيم الإرهابي في سيناء، إثبات تواجده وعدم انهياره بعد تضييق الخناق عليه وقطع طرق الإمداد وبسط قوات إنفاذ القانون قبضتها على سيناء بالكامل, كما أن العمليات التي قام بها في الآونة الأخيرة واستهدفت أحد مصانع الأسمنت التابعة للقوات, وآخرها كان البنك الأهلي والاستيلاء على أموال خزينته، يؤكد انهيار التنظيم بشكل كامل، وبهذه العمليات يعلن انهياره وفشله, حيث أثبت أنه غير قادر على استهداف المناطق العسكرية, والاقتراب منها سيكبده خسائر فادحة في المعدات والأرواح, وعلى ما يبدو أنه يعانى من أزمة مالية". من جانبه، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "غزة كانت تمثل عمقًا استراتيجيًا للتنظيم، ففيها كانت يتواجد بعض رؤوسه، ومنها كانت تنطلق عناصره لشن هجمات ضد الجيش في سيناء، والتسلل إلى ليبيا لمساعدة فرع التنظيم هناك، ولكن بعد توقيع المصالحة، ماذا سيكون عليه وضع تنظيم داعش, بعد حصاره من كل الجهات"؟ وأشار إلى أن "الوضع الحالي للجماعات المتطرفة، أصبح تحت قبضة حديدية قوية في غزة ومصر، ولن يتحمل الضربات المتتالية ضده سواء في غزة أو في سيناء، فحاول بهذه العملية تخفيف الحصار عنه، وتوجيه المعركة لاتجاه آخر، وهو يمارس معركته الأخيرة للبقاء، وما حدث له من خسائر فادحة خلال الأيام الماضية وفي مواجهات أخيرة مع القوات المسلحة, يؤكد أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويتبقى فقط إعلان وفاته رسميًا في مصر وتطهير سيناء من عناصره".