نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقال رأي لكاتب والصحفي عمرو خليفة، محللاً فيه سياسات الخوف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن مصر أصبحت أرض خوف جديدة تحيط بمواطنيها. وتابع الصحفي والمحلل السياسي المصري، عمرو خليفة، أن في ظل النظام الحالي يلعب الخوف دورًا بارزًا في الحياة العامة للمصريين. وتحت شعار "مرحبًا بكم في أرض الخوف"، يشير "خليفة" في مقاله، إلى قول فيفيان ماثياس - بون، الأستاذة المساعدة للعلاقات الدولية في الشرق الأوسط في جامعة أمستردام بأن: "الخوف يلعب دورًا بارزًا في الحياة العامة المصرية". ورغم أن أساليب الخوف كانت فريدة من نوعها بالنسبة لنظام المصري، فقد كان الخوف منذ فترة طويلة سياسة انقسام وآلية قهر تستخدمها الأنظمة الشمولية في جميع أنحاء العالم لقطع الناس عن بعضهم البعض والاحتفاظ بالسلطة لمدة أطول. وذكر "خليفة"، أن في ظل نظام "السيسي" أصبح العنف هو الفرضية الفريدة لحكم البلاد، منذ الإطاحة بمحمد مرسي عام 2013، ومنذ ذلك الحين حدث تحول كبير في نموذج ترهيب المصريين، حيث إن الحكام الذين كانوا يتمتعون بالسلطة الشمولية منذ ثورة 1952، اعترفوا بأن الأمل أو بعض مظاهر تقرير المصير المصري يهدد هيمنتهم السياسية - الاقتصادية. وباء التعذيب .. في هذا الصدد، وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بشكل صحيح التعذيب بأنه وباء في مصر، مضيفة أن "الرئيس المصري منح ضباط الشرطة والأمن الوطني بشكل فعال الضوء الأخضر لاستخدام التعذيب متى أرادوا ذلك"، وعلق الكاتب على ذلك، بأن ما لا يقل أكثر صعوبة من التعذيب هو قبول وصمت الملايين من المصريين؛ تجعلنا نفكر فيها كمنهجية ديكتاتورية غير مرئية. وأضاف أن الهدف من ذلك ليس مجرد أن تلد الخوف داخل الضحية ولكن لتحويله إلى مصنع متحرك من الخوف، قادر الضحية على نقله إلى العائلة والأصدقاء والمعارف. كما أعتبر "خليفة" أن الاغتصاب أمر محوري في كوكتيل إرهاب الدولة السرطانية، موضحًا أن وحشية الاغتصاب هو سلاح مميت ضد كلا الجنسين، واستخدامه كسلاح تعذيب الهدف منه التجريح المتعمد، يعني أن يصمتوا الضحايا حتى أنفاسهم الأخيرة. الرغبة في القتال.. في هذا الشأن، نوهت "فيفان" أن ما ينتج عقب ازدياد موجات التعذيب والانتهاك ليس الخوف دائمًا، ففي أحيان كثيرة يكون "الرغبة في القتال" هي رد الفعل على وحشية الأنظمة، حيث تخرج الجماعات الإرهابية من رحم التعذيب. وفي السياق ذاته، اتفق خبراء الرأي على أن "الخوف هو أبشع كلمة في الوجود، جذر كل الشر وأكبر خطر على السعادة". وعلى الرغم من أن هذه الصفعات مصممة بشكل جيد للحد من حرية التعبير، إلا أن هناك الذين يجرؤون على الكلام، بل ويعترف العالم بجهودهم، ويعد محمد زارع، ناشط ومدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الذي فاز بجائزة مارتن إنالز، مثالًا حيًا على ذلك. وقال"زراع"، الذي منع من السفر لاستلام جائزته، للصحفيين "إن هذه الجائزة تخص عشرات الآلاف من المواطنين المصريين الذين تعرضوا للتعذيب أو السجن أو الاختفاء أو القتل على مدى السنوات الست الماضية، كما أنها ليس أكثر من الوقوف ضد الفساد والاستبداد بالوسائل السلمية". عقوبة الجبن واختتم الكاتب والمحلل، عمرو خليفة، مقاله، قائلاً: "كما يقول المحللون، يمكننا أن نحاول التنبؤ متى سيحدث انفجار، ولكن للقيام بذلك يجب تجاهل الحقيقة البشعة: وهي أن الخوف ممكن أن يشل الصوت".