كان يعانق أهالى قريته وملابسهم عليها "طين الأرض".. الأهالى حملوا أتوبيسه على الأعناق.. وضع أموالاً فى البنوك لغلابة القرية كان ابنًا من أبناء مصر البارين وأحد أبطال القوات المسلحة المصرية، قدم العديد من البطولات، شغل منصب وزير الدفاع فى أواخر عهد الرئيس محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس المخلوع مبارك، كان متواضعًا محبًا للجميع وأهالى قريته الذين لا يذكرونه إلا بكل التقدير والتبجيل. "المصريون" عاشت مع أقارب وأهالى قرية المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، لتنشر بعض الأسرار الخاصة عن حياته، بقرية زهور الأمراء التابعة لمركز ومدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة. فى البداية، يقول محمد نجيب أبو غزالة، ابن عم المشير والصديق الشخصى المقرب له، إنه ولد فى قرية زهور الأمراء بالدلنجات فى عام 15 يناير 1930، لعائلة ترجع أصولها إلى قبائل أولاد علي. وأضاف، أنه عند زيارة المشير إلى القرية كان يتجول فى كل أنحاء القرية غير مقيد بمكان محدد، وكان محبوبًا من الجميع، فكان لا يتعالى على أحد ولا يتكبر عليهم. وأوضح، أنه كان يقوم بإيداع بعض الأموال فى البنوك للغلابة والمساكين الذين يحتاجون إلى المساعدة، ويذبح الأضاحى فى الأعياد وتوزيع اللحوم الخاصة بها على المساكين من أبناء القرية والقرى المجاورة، وكان يقوم بتوزيع الملابس على الفقراء فى الأعياد، فكان يتقرب من الجميع دون إحساسهم بأنه قد تدرج ووصل إلى مناصب قيادية عالية. وتابع: "المشير أبو غزالة، قام بتغيير اسم قرية قبور الأمراء إلى "زهور الأمراء"، حيث كان هذا الاسم لم يلق استحسان المشير، فقام بتغييره إلى اسم أفضل حتى يتم تداوله بين الأجيال القادمة بكل سهولة ويسر. وأشار إلى أنه كان يجلس دائمًا مع بعض الأشخاص المقربين وهم الحاج عبدالعظيم الضرير، وكان يعمل مخرجًا تليفزيونيًا، وحسن صقر، مزارع، وزغلول بركات، وكان يعمل فى الإدارة المحلية، وبعض المقربين من عائلتى هويدى وهندي. وقد أنجب "طارق"، ويعمل طبيبًا و"أشرف"، ضابط جيش، وولد توفى، وأنجب ثلاث بنات يعملن "محامية ودكتورة وسفيرة". وأكد أن المشير قام بعمل كثير من المشاريع فى القرية كإدخال الصرف الصحي، وإنشاء المدرسة الثانوية الميكانيكية، والثانوية الزراعية، ومدرسة زهور الأمراء ثانوى عام، ومدرسة الثانوية الصناعية التقدمية بنين، والثانوية الصناعية التقدمية للفتيات. وعن حب الناس للمشير يقول: كان فى زيارة إلى القرية، وعند مروره على أحد المزارعين الذى كان يعمل فى الأرض الزراعية، فجرى المزارع حتى يعانق المشير ويسلم عليه، ولكن الحرس الشخصى للمشير قد منعه، فمنعهم وحيا المزارع الذى كانت يداه متسختين بالطين نتيجة لعمله فى الأرض الزراعية، وقد قام وقتها باتساخ البدلة الخاصة بالمشير دون أن يتكلم المشير أو يغضب، وقال للحرس الشخصي: "ماتمنعش حد بيسلم عليّ". وعند زيارة المشير إلى القرية فى إحدى الزيارات، ومعه بعض المسئولين، حمل عدد من أبناء القرية الأتوبيس على الأعناق وبداخله المشير والمسئولون، تعبيرًا عن حبهم له. وغالبًا كان المشير عند زيارته للقرية يتناول الفطير والمش الفلاحى والقشدة، وكانت هذه الوجبة من أحب الوجبات المحببة إلى قلبه. وأشار إلى أنه تردد فى أيامه الأخيرة بأنه مصاب بمرض سرطان الحنجرة، حيث شكا فى أيامه الأخيرة من ألم فى الفك وبعد إجراء فحوصات له، تبين أنه مصاب بمرض السرطان، وقد تم نقله بعدها إلى فرنسا لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. وفوجئت قرية زهور الأمراء بموت المشير فى السادس من سبتمبر 2008م، حيث توفى فى مستشفى الجلاء العسكرى بمصر الجديدة عن عمر 78 عاما، وقد حدثت الصدمة لجميع أبناء القرية وجميع أبناء الجمهورية. وقد دفن فى المدفن الذى اشتراه لأسرته فى القاهرة، وقال بأنه ثانى يوم تم عمل جنازة عسكريه له فى القرية وكانت أكبر جنازة تشهدها القرية ومركز الدلنجات فى تاريخها. يذكر أن المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، ولد 15 فبراير 1930، وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949، وحصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى سنة 1961. كما تخرج فى أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة. تدرج فى المواقع القيادية العسكرية، حتى عين مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ثم وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربى وقائدًا عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقى إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربى وقائدًا عامًا للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعدًا لرئيس الجمهورية. شارك فى ثورة 23 يوليو 1952، حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك فى حرب 1948، وهو ما يزال طالبًا بالكلية الحربية، وشارك فى حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزًا. ولم يشارك فى حرب 1967، حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة، حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين. تزوج مرة واحدة من السيدة أشجان أحمد صبري، ابنة مفتش دوائر أملاك الأمير عمر طوسون، ورُزِقَ ب3 أبناء هم «هشام، وطارق، وأشرف»، و3 بنات هن «ليلى، وحنان، وإيمان»، وظهرت زوجته وهى ترتدى الحجاب، فمنحه المصريون صفة القائد المتدين. كان شغوفًا بحب لعب الكرة منذ طفولته، وهوايته الأولى كانت القراءة وكان محبًا للسهر، حتى إنه لم يكن ينم أكثر من 4 ساعاتٍ يوميًا من ال2 صباحًا إلى ال6 صباحًا، ولم يكن يدخن على الإطلاق، وعرف عنه تدينه وتأديته فريضة الحج 7 مرات.