احتشد آلاف المتظاهرين أمس بميدان التحرير في "مليونية الإصرار" تلبية لدعوة قوى وحركات سياسية للمطالبة بإعادة محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه الذين شاركوا في قمع المتظاهرين فى ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى وقف إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لحين تطبيق "قانون العزل" لاستبعاد الفريق أحمد شفيق وعزل النائب العام. وقام المتظاهرون بنصب منصتين إحداهما لحركة "شباب من أجل العدالة والحرية" أمام "هارديز" بجوار الجامعة الأمريكية، والأخرى لقوى ثورية على الجزيرة الوسطى أمام مجمع التحرير، بينما أغلق أفراد اللجان الشعبية جميع مداخل ميدان التحرير ووضعوا الحواجز الحديدية لمنع مرور السيارات مما تسبب في حدوث مشادات كلامية بينهم وبين قائدى السيارات من ناحية المتحف المصرى. وطالب المتظاهرون بعدم رفع صورة لمرشح معين إلا أنهم اتفقوا على رفع كل حزب وتيار سياسى الشعار الذى يريده، مرددين هتافات "المرة دي بجد مش هنسيبها لحد"، "يارب يارب دي بداية الغضب"و"يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح"، و"ضحكوا علينا وقالوا محاكمة.. والعصابة لسه حاكمة". فيما طاف العشرات أرجاء ميدان التحرير للتأكيد على مطالب الثورة واحتجاجا على دخول الفريق أحمد شفيق حاملين صور شهداء 25 يناير، في حين شهدت التظاهرة تواجداً ملحوظا للجماعة الإسلامية التى رفعت صور الشيخ عمر عبد الرحمن وطالبوا بالتدخل للإفراج عنه. ونظم عشرات المتظاهرين مسيرة من الميدان إلى مجلس الشعب، عبر شارع قصر العينى، للتأكيد على مطالبهم المتمثلة فى تفعيل قانون العزل السياسى على فلول النظام السابق، وإبعاد أحمد شفيق عن انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية، وإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه، وردد المتظاهرون هتافات، "سامع صوت الشهيد بيقول اوعى تدى صوت لفلول"، و"بلدك رجعتلك.. حافظ عليها" و"البلطجى أبو درع وشومة اللى مسمى نفسه حكومة، وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد، يسقط يسقط حكم العسكر". وحضر شقيق الشهيد مصطفى إبراهيم يحمل صورة أخيه ومعه مشنقة رمزية، متهما القضاء بإهدار حق شقيقه شهيد جمعة الغضب بالأحكام الصادرة على قتلة الثوار. وأكد أنه سيقتص بيده إذا لم ينصفه القضاء، مطالباً بإعدام كل رموز النظام السابق فى ميدان التحرير ليكونوا عبرة . وقامت اللجان الشعبية بإلقاء القبض على 3 بلطجية حاولوا الاعتداء على أحد شباب "الإخوان المسلمين" بعدما حاولوا سرقته وقاموا بالتحفظ عليهم داخل احدى الخيام بعد تقييدهم لحين تسليمهم إلى رجال الشرطة وأوضح مصباح محمد مسئول اللجان الشعبية انهم وجدوا بحوزتهم 5 هواتف محمولة وأكثر من حافظة أموال وتم التحفظ عليهم. وقال أسامة عز العرب المنسق ل "الجبهة الثورية"، إن مشاركتهم فى مليونيه أمس جاءت للمطالبة بالقصاص لدماء الشهداء، مضيفا أنهم سيشكلون محاكمه ثورية لمبارك وأعوانه بعد المسرحية الهزلية التى قام بها المجلس العسكرى خلال الفترة "الانتقامية" على حد قوله، والتى أشرف عليها المستشار أحمد رفعت. وأشار إلى أن المحاكمة ستعقد برئاسة محمد الدماطى وكيل نقابه المحامين وعضوين من لجنة الحريات وثلاثة يمثلون الادعاء مع حضور أكثر من 100 شاهد مع توافر الأدلة القاطعة التى تدين المتهمين. وحول فكرة تشكيل مجلس رئاسى، أكد عزب العرب على ضرورة الالتفاف حول مرشح الثورة الوحيد فى جولة الإعادة، مشيرًا إلى أنه فى حال التزوير لصالح أحمد شفيق ستكون الشرعية الثورية هى الحاكمة بعد فشل المسار السياسى، وأكد أن ميادين مصر على أهبة الاشتعال. وقال عبده قاسم منسق رابطة مصابى الثورة إن الهدف من جمعة الإصرار هو استمرار الثورة والدفاع عن أسر الشهداء والمصابين ،المتمثلة فى القصاص العادل ،مشددا على اننا لم نسمح بإعاده نظام مبارك حتى لانعود للوراء. وأكد محسن راضى وكيل لجنة السياحة، عضو مجلس الشعب إن مشاركته فى جمعة "الإصرار" جاءت للتأكيد على استمرار الثورة والمطالبة بمحاكمات عادلة لقتلة الثوار، مطالبا بمحاكمة كل من أخفى أو أتلف أدلة إدانة المتهمين فى قتل الثوار، وتطبيق قانون العزل على الفريق احمد شفيق ،و إقالة النائب العام . وناشد راضي جميع القوى والحركات الثورية والوطنية بتوحيد الصف فى هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد، قائلا: "أنقذوا الثورة حتى لا تضيع على يد رموز النظام السابق"، مستنكرا الاتهامات ضد الإخوان بأنهم قاتلو الثوار، مشيرا إلى أن توفيق عكاشة وفريقه الإعلامي هم المروجون لشائعات قتل الإخوان للثوار فى "موقعة الجمل". بينما اعتبر الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام ل "الجمعية الوطنية للتغيير"، أن الثورة منذ بدايتها سارت فى سياق لا يؤدى إلى نتائج ملموسة لتحقيق مطالب التحول السلمى ، مشيرًا إلى أنّنا بدأنا بطريقة خاطئة حيث أننا لم نأت بالدستور أولا، وهو الخطأ الذى ندفع ثمنه الآن . واعتبر أن فكرة المجلس الرئاسى جاءت بعد فوات الأوان وإجراء أول جولة من الانتخابات الرئاسية، ولا طائل من الحديث حوله الآن.