مازائيل: مقابلة السيسي ونتنياهو نسيم منعش للعلاقات وهدفها الإدارة الأمريكية وجاءت بعد وقف المساعدات العسكرية هل يبشر اللقاء بالتطبيع في وقت لم تهتم فيه وسائل الإعلام العربية بالاجتماع؟ قال تسيبي مازائيل، السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر، إن "لقاء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس عبدالفتاح السيسي هو أشبه بنسيم منعش للعلاقات بين الدولتين"، وذلك في مقال له بصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية. وأضاف: "العلاقات الهامة بين القاهرة وتل أبيب تجرى بشكل عام بصورة سرية، لهذا فإن اللقاء بين القائدين المصري والإسرائيلي يؤكد أهمية الولاياتالمتحدة بالنسبة لمصر، ورغم ذلك لابد من اتباع سياسة الحذر تجاه التقارب بين القاهرةوموسكو، فالأمر قد يقود إلى تقارب أخر بين المصريين والإيرانيين". وتابع: "لقاء السيسي ونتنياهو في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بلا شك يمثل نسيما منعشا للعلاقات بين الدولتين، ولم يبق إلا أن نرى : هل تبشر تلك المقابلة بتدفئة العلاقات والتقدم صوب التطبيع، في الوقت الذي لم تهتم فيه وسائل الإعلام العربية باللقاء بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي؟". ولفت مازائيل إلى أنه "في العام الأخير قام المصريون بعدة خطوات إيجابية إزاء إسرائيل منها فتح مكاتب سفارتها وزيارة وزير الخارجية سامح شكري لتل أبيب، ورغم ذلك فإن هذه الخطوات بقيت على مستوى الدول ولم تتطور لتكون على مستوى الشعبين المصري والإسرائيلي"، مضيفا أن "علاقات القاهرة وتل أبيب تجرى بشكل عام بصورة سرية، كالتعاون الأمني إزاء الإرهاب الإسلامي في سيناء والمحادثات الثنائية لقيادات الدولتين". وأوضح أن "إسرائيل تعمل بشكل كبير لدى أذرع الإدارة الأمريكية المختلفة من أجل تحسين علاقات الولاياتالمتحدة مع مصر والتي تضررت بشكل كبير في فترة باراك أوباما وأجبرت القاهرة على التقارب مع موسكو؛ وخلال السنوات الثلاث الأخيرة أقامت مصر مع سوريا علاقات تقارب في مجالات سياسة واقتصادية وأمنية". وقال: "في هذه المرحلة يبدو أن لقاء نيويورك بين السيسي ونتنياهو الذي يعتبر الأول في علنيته، هدفه هو الإدارة الأمريكية؛ فالرئيس المصري يرى أنه رغم تقارب بلاده مع روسيا إلا أن الولاياتالمتحدة لا زالت حليفا استراتيجيا للقاهرة وأنها قادرة على منحه ما تحتاجه الأخيرة من دعم سياسي وعسكري واقتصادي". وأشار إلى أن "الحفاظ على السلام مع إسرائيل والعلاقات الإيجابية معها هو أمر إيجابي يريد السيسي استغلاله جيدًا، ومع ذلك فإن اللقاء مع نتنياهو جاء على خلفية تدهور العلاقات مع واشنطن بعد إعلان خارجيتها في ال22 من أغسطس الماضي إيقاف 95 مليون دولار من المساعدات الأمريكية العسكرية السنوية للقاهرة والتي تصل إلى 1.3 مليار دولار وتعليق 200 مليون دولار آخرين". واستكمل: "لا أحد يعلم من يقف وراء هذا التحرك الأمريكي والذي لم يكن متوقعًا؛ هل حاولت جهات بالخارجية الأمريكية إحراج ترامب؟ هل علم الأخير بالأمر مسبقًا ووافق؟ فرغم هذا الإجراء اتصل رئيس الولاياتالمتحدة بنظيره المصري في اليوم التالي لقرار إيقاف المعونات وأكد أن الدولتين حلفاء من الدرجة الأولى". وقال: "رغم ذلك فإن مصر تعاني ضائقة شديدة؛ فالعلاقات مع روسيا عميقة ومتنوعة وبالتأكيد تسبب حالة من عدم الراحة بالنسبة للولايات المتحدة، وقد تعهدت موسكو بتوفير طائرات (ميج 29) ومروحيات هجومية (مي 40)، كما تمول روسيا إقامة 4 مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء بمنطقة الضبعة بمبلغ يصل إلى 27 مليار دولار، عبر قروض على المدى الطويل وبفائدة منخفضة، وعلاوة على ذلك هناك المناورات والتدريبات المشتركة بين جيشي الدولتين". وختم: "ربما الأخطر من كل ما سبق هو أن مصر تتوافق مع روسيا فيما يتعلق بسياسة الأخيرة في سوريا وتوقفت عن شن هجوم على إيران؛ كما أن القاهرة متواجدة في لقاءات العاصمة الكازاخستانية لمناقشة الوضع بسوريا والتي تشارك فيها روسياوإيران وتركيا وتبلور إطار سياسي عسكري جديد في البلاد، يعتمد على استمرار نظام بشار الأسد وتواجد إيراني لا يعرف أحد حدوده". وأضاف: "على خلفية هذا الوضع الخطير والمليء بالإشكاليات، من الصعب أن نعطي تقديرات حول أهمية اللقاء بين السيسي ونتنياهو، فهذا المقابلة تؤكد بلا شك الحرص المصري على السلام مع إسرائيل وأهمية واشنطن في نظر وعين القاهرة، لكن هذه المقابلة لا يمكنها إخفاء مشكلة القاهرة المتعلقة بعلاقتها مع روسيا وأمريكا وما يخص إسرائيل في هذه المسألة".