انتقدت المعارضة فى تونس «تدني الخطاب السياسي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ،بعد ان نعت زعيم أكبر تكتل معارض ب «الفاسق» والذي أثار موجة من الجدل في البلاد، فيما أكدت الناطقة باسم الرئاسة أن المصطلح المذكور لا يعني «تكفير» الشخص المذكور. وكان حمة الهمامي الناطق باسم «الجبهة الشعبية» (أكبر تكتل معارض) اتهم الرئيس الباجي قائد السبسي بالتخطيط للانقلاب على الثورة التونسية والدستور والعودة إلى النظام الرئاسي وتمهيد الطريق نحو نجله (حافظ قائد السبسي) لرئاسة البلاد. وعلّق قائد السبسي، خلال حوار مع التلفزيون الحكومي، بقوله «تصريحات حمة الهمة لا يمكن أن تكون مرجعية للناس العقلاء»، مستشهدا بالآية القرآنية «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوما بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين (الحُجرات)»، موضحا أن لفظ «فاسق» لا يعني «الكفر» بل التذبذب وعدم الوضوح. واعتبر أن زعيم المعارضة (في إشارة إلى الهمامي) يجب أن يقوم بدوره على ألا يستخدم أسلوب الشتم والاستنقاص من شأن الناس، مؤكدا أنه ينبغي عليه احترام رئيس الدولة الذي قال إنه يمثل «مليونا وسبعمائة وسبعة وثلاثين ألف ناخب، ولكنه (حمة الهمامي) لا يمثل أكثر من مئتي ناخب». تصريحات السبسي أثارت جدلا كبيرا في البلاد، حيث كتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني «الباجي قايد السبسي قام البارحة، كما عوّدنا دائما، بعديد السقطات (حديثه عن المعارضة وحمّة وريكوبا) وأثبت مرّة أخرى أنّه لم ينجح في الارتقاء إلى رئيس لكلّ التونسيين، وبقي يتصرّف رئيس حزب ورئيس فئة من التونسيين!». وأضاف الباحث سامي براهم «طالما أنّ خطاب رئيس الدّولة مسجّل وتعرّض للمونتاج ، فقد كان أفضل وأكرم لشخصه ولمؤسّسة الرّئاسة حذف ما قيل عن زعيم حزب سياسي من كلام مخلّ لا يقبل من رئيس دولة في حوار متلفز على قناة وطنيّة، مهما كان الموقف من السياسي المعني بذلك الكلام». وتابع براهم «ليس مقبولا في حقّ رئيس الدّولة الذي كان حاضر البديهة في مجمل الحوار، أن ينتصر لشخصه ويصفّي حسابه مع خصم سياسي و يردّ له الصّاع صاعين، كان من المفروض أن يقوم المستشارون المحيطون برئيس الدّولة بدورهم في النصح والتّوجيه بما يحفظ لمؤسّسة الرّئاسة حيادها ووقارها وهيبتها من كلّ ما يخلّ بها». فيما أوضحت الناطقة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قرّاش أن لفظ «الفاسق» موجود في اللغة العربية و«في نطق رئيس الجمهورية بها لا يعني ما ذهبت له التأويلات على أساس الفسق بمعنى عدم الإيمان فلا علاقة لهذا بذاك»، ووصفت خطاب حمة الهمامي بأنه «غير عقلاني وغير رصين وفيه نوع من التجني على الساحة السياسية». وكان السبسي اتهم المعارضة في وقت سابق بممارسة «الإرهاب الفكري» على الحكومة ورئاسة الجمهورية، وهو ما أثار جدلا واسعا في البلاد.