في السياسة.. ليست هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة. إنها مثل كرة القدم "اللي تكسب به العب به".. لكن بعض الناس لا يرى ذلك. إذا أردت أن تكون لاعبا سياسيا فلا معنى أن تتمسك بكل أفكارك القديمة عن الأشخاص. مثلا لا تحب عمرو موسى لكنه شخصية دولية مؤثرة مسموعة الصوت وهو الذي استطاع بعدة تغريدات أن يوقف ولو مؤقتا السعي القوي من مجلس النواب لتعديل الدستور من أجل بقاء السيسي فترة أطول. لماذا إذن تطاله الحملات والتشويه والتشنيع لأنه كان يوما عضوا في جبهة الإنقاذ التي كان لها الدور الأكبر في خلع مرسي. لماذا نشخصن القضايا بتلك السذاجة أو العدوانية؟! الأمر نفسه يطال الآخرين الذين اختلفوا مع معسكر مرسي أو مع جماعة الإخوان مثل الدكتور البرادعي والفريق الدكتور أحمد شفيق والدكتور حازم عبدالعظيم وبعض مشاهير الإعلاميين مثل باسم يوسف ويسري فودة. والحقيقة أنهم الأقوى صوتا في المعارضة حاليا، والنظام يخشاهم أكثر من مرسي نفسه أو أنصاره الذين ينتمون إلى مدرسته الايديولوجية نفسها. لنكن صرحاء.. العالم ليس مستعدا لقبول سياسي يعبر عن مدرسة أيديولوجية إسلامية من أي تنظيم. سواء من الإخوان، وهم الجماعة غير المقبولة في الأوساط السياسية الدولية، أو من أي تيار إسلامي آخر. قواعد اللعبة للمعارضين الإسلاميين يجب أن يغيروها بأنفسهم إلى القواعد السياسية الصحيحة، فحقبة مرسي أصبحت من الماضي ولن تعود، وهو وأنصاره سيظلون في السجون في ظل استمرار النظام الحالي، والحل الوحيد هو السعي لدمقرطة الأوضاع بتمكين الدستور والقانون والتداول السلمي للسلطة. هذه مرحلة رجال آخرين ليسوا من المنتمين للتيارات الإسلامية. رجال من الساسة الدهاة المقبولين عالميا، الذين لا يُخشى منهم جر الدولة إلى الأسلمة. ما المانع أن يكون واحد من هؤلاء الساسة الذين ذكرتهم هو رجل المرحلة الذي يحتشد الجميع وراءه ليترشح ويخاطب مصر ببرنامجه الانتخابي ويلعب على أخطاء السيسي في الأربع سنوات التي تولى فيها، وهي للأسف الشديد أخطاء للركب يمكن التهديف فيها بسهولة شديدة وبدون عصلجة من المدافعين. [email protected]