رحب عدد من الأقباط بتصريحات أحمد شفيق المرشح الرئاسى فى مؤتمره الصحفى أمس، والذى وجه خلاله العديد من الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتحديد فيما يتعلق بأنها تلاحق الأقباط فى منازلهم ومتاجرهم، فيما انتقد البعض الآخر تصريحاته مؤكدًا أنه يسعى لاجتذاب الكتلة التصويتية للأقباط لصالح جولة الإعادة وذلك من خلال مهاجمة منافسه الإسلامى الذى لا يريده الأقباط. واعتبر رمسيس النجار، مستشار الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، أن شفيق يمثل الرجل المدنى، مؤكدًا أن من حق الإخوان أن يحاولوا اجتذاب كتل تصويتية من الأقباط كأحد المرشحين، لكنه أشار فى هذا المنطلق أيضًا إلى أن من حق أحمد شفيق أن يجتذب أصوات الأقباط. وأبدى ثقته فى تصريحات شفيق وما أشار إليه من وعود للأقباط، مضيفًا أنه رجل متمرس فى العمل السياسى، كما أنه اعتلى مناصب سياسية كثيرة وسوف يدير مصر بأسلوب مدنى لتحقيق مصالح المصريين. ورأى أن الانتقادات الموجهة له بأنه ضمن رموز النظام السابق وأنه سوف يقوم بالعفو عن مبارك وحاشيته بمجرد وصوله لكرسى الرئاسة لا تثير أى قلق تجاه الأقباط، خاصة بعد أن قال إن الإخوان كانوا ضمن النظام السابق وعلى علاقة به، فكل منهما لا يستطيع المزايدة على الآخر. من جانبه، رأى المفكر والكاتب جمال أسعد أنه من الطبيعى أن تخرج تصريحات شفيق بهذا الشكل، لاسيما بعد فترة الصمت التى انتهجها فيما بعد نتائج الجولة الأولى، وما آلت إليه محاكمة مبارك من انتقادات شديدة اللهجة ضده وتخوفه من إمكانية سحب البساط من تحت قدميه بعد محاكمة مبارك، فأراد أن يحشد حشوده من الجميع وليس الأقباط فقط استعدادًا لجولة الإعادة. وأكد أسعد أن أصوات الأقباط من البداية مؤكد وصولها لشفيق، حيث إنهم يعتبرونه مثالا للدولة المدنية مع استمرار رفضهم للدولة الدينية؛ خوفًا من الإسلاميين معتبرًا أن تصويت الأقباط لشفيق ليس تصويتًا طائفيًا لأنهم ضمن عدد من الكتلة الصامتة. وأشار مجدى صابر، نائب رئيس المكتب الإعلامى لاتحاد شباب ماسبيرو، إلى أن كلا المرشحين سواء شفيق أو مرسى يحاولان أن يجتذبا الأصوات القبطية لصالحهما لكننا فى النهاية كاتحاد لا نثق فى هذا أو ذلك، متهمًا كلا المرشحين بالنفاق إلى حين تحقيق مصالحهم الشخصية، كما أكد أنه شخصيًا لا يثق بأحمد شفيق لكونه ينتمى للنظام السابق الذى ما زلنا كثوار نحتج ضده إلى الآن. فيما اعتبر صابر أن كثيرًا من تصريحات شفيق كان مفادها أنه يحاول الدفاع عن الأقباط بعد أن أدرك الجميع مدى حجم الكتلة التصويتية لهم، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أنهم لن يلجأوا لانتخاب كلا الطرفين على أمل أن ينجحا الفترة الحالية مع مختلف قوى الثورة فى طرح وتحقيق المجلس الرئاسى المدنى المكون من مرشحى الثورة ومنهم حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح بجانب محمد مرسى للاتفاق على أن يشمل المجلس الرئاسى شخصية الدكتور محمد البرادعى.