واصل آلاف المتظاهرين تجمعهم بميدان التحرير، وذلك لليوم الثانى على التوالى، احتجاجًا على الأحكام التى صدرت أمس الأول بتبرئة ستة من كبار معاوني وزير الداخلية الأسبق وعلاء وجمال مبارك، نجلى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، على الرغم من صدور حكم بالسجن المؤبد بحق الرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلي. وقام المتظاهرون بنصب الخيام فى أماكن متفرقة بالميدان، لكنهم رفضوا نصب أى منصة حزبية وأقاموا أيضًا المستشفيات الميدانية فى أماكن متفرقة لتقديم الإسعافات الأولية للمعتصمين، وتواجد فى الميدان شباب من ألتراس الأهلى والزمالك ونشطاء من حركات كفاية و6 إبريل وشباب من الإخوان المسلمين وأنصار حمدين صباحى وحازم أبو إسماعيل والجبهة الوطنية للتغيير، مطالبين بإعادة محاكمة الرئيس المخلوع ومعاونيه وحل اللجنة العليا للانتخابات وإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى. وتجمع العشرات من المتظاهرين بالقرب من شارع محمد محمود حاملين أعلامًا مصرية، ورددوا هتافات: "القضاء العالى.. حسنى عليهم غالى"، و"حاكموا حسنى من البداية.. الإعدام هو النهاية"، وعلق نشطاء حركة كفاية لافتة ضخمة فى الميدان باللون الأصفر، كتبوا عليها: "الشهداء يستحلفونا عدم الرضوخ للمؤامرة"، و"لا بديل عن محاكمات ثورية". وطاف عشرات المتظاهرين ميدان التحرير صباح أمس للمطالبة بالقصاص من الرئيس المخلوع ورموز نظامه، وهتف المتظاهرون فى حديقة الميدان: "سامع أم شهيد بتنادى.. هاتوا حقى وحق ولادى"، و"القصاص القصاص.. ضربوا اخواتنا بالرصاص"، و"قالوا عنى بلطجى.. وأنا مصرى ثورجى"، و"وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تانى من جديد". وانضم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي حل رابعا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة إلى المتظاهرين، حيث طاف معهم الميدان تنديدًا بالأحكام الصادرة بتبرئة مساعدى العادلي. وأصيب أبو الفتوح ليلة أمس الأول بحالة إغماء بسبب التدافع الشديد من قبل الآلاف من أنصاره لاستقباله بعد وصوله للمشاركة فى تظاهرات التحرير، ونقل أبو الفتوح إلى ميدان التحرير عبر سيارات الإسعاف المتمركزة فى شارع قصر العينى بسبب شدة التزاحم حوله وشعوره بالاختناق. وفى فترة الظهيرة، تجمع المتظاهرون بالقرب من مجمع التحرير وذلك للاحتماء من أشعة الشمس والحرارة المرتفعة، ورددوا الهتافات المناهضة للمجلس العسكرى وللفريق أحمد شفيق قائلين: "يسقط يسقط حكم العسكر"، "الشعب يريد إعدام المخلوع"، "الشعب يريد تطهر القضاء". وانطلقت مسيره حاشد من ميدان التحرير مرورًا بميدان طلعت حرب متجهة إلى دار القضاء العالى للتنديد بحكم البراءة، شارك فيها الآلاف من النشطاء والمواطنين وانضمت إليهم مسيرة من طلاب كلية الألسن رافعين لافتات مكتوب عليها: "من الألسن للتحرير.. ارحل ارحل يا مشير"، و"الألسن قالتها قوية.. الميدان هو الشرعية"، و"قادمون بجراءة قتل أخويا.. ازاى براءة". وطالب المشاركون فى المسيرة بإلغاء الأحكام الصادرة أمس الأول وإعادة محاكمة المتهمين أمام محاكم ثورية والقصاص للشهداء وإلغاء نتيجة الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة وتشكيل مجلس رئاسى من المرشحين الخاسرين والمستقلين من الثوار لإدارة الحكم فى البلاد خلال الفترة المقبلة وتطبيق قانون العزل السياسى على الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية بالإضافة الى تطهير القضاء والإعلام. وشهد الميدان حلقات نقاشية موسعة بين المتظاهرين وبين بعض المواطنين المارين باتجاه أعمالهم، حيث يرى المعتصمون ضرورة العودة إلى الميدان مرة أخرى لوقف إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل مجلس رئاسى مدنى من عدد من المرشحين الذين خرجوا من سباق الانتخابات ومستقلين وتطهير القضاء والإعلام وتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز النظام السابق بشكل علنى. بينما يرى الطرف الآخر أن محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته ومساعديه تعتبر فى حد ذاتها مكسبًا من مكاسب الثورة باعتباره أول رئيس فى تاريخ مصر يحاكم ويدخل السجن أيضًا فى مشهد مذل يعتبر عظة وعبرة لكل من سيأتى بعده وضرورة العمل على تهدئة الأوضاع حتى انتهاء جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أن الانتخابات هى بداية الطريق الصحيح لوضع البلاد على طريق الديمقراطية وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب المصرى. وعلى الصعيد الميدانى، ما زال الميدان مغلقًا أمام حركة سير السيارات، حيث ما زالت الحواجز الحديدية موضوعة بجميع مداخله، بينما يعمل رجال المرور بداية من ميدان عبد المنعم رياض وبداية تقاطع شارع قصر النيل والبستان ويقومون بتحويل خطوط سير السيارات بعيدًا عن الميدان لتفادى الاختناقات المرورية فى الوقت الذى غابت فيه اللجان الشعبية المكلفة بتأمين الميدان عن جميع تلك المداخل.