أثارت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدم تكرار "المذابح" في سجل زيارات النصب التذكاري لضحايا "الإبادة الجماعية" في رواندا، حفيظة رافضي الفض الأمني لاعتصامي "رابعة العدوية"، و"النهضة" صيف 2013. ووفق تدوينات عبر منصة "فيسبوك"، اليوم الأربعاء، استغرب معارضون للفض الذي وقع عندما كان السيسي وزيرًا للدفاع في صيف 2013، تلك الدعوة التي جاءت بعد يوم واحد من حلول الذكري الرابعة للفض، الذي وصفه معارضوه ب"المذبحة". فيما اعتبر مؤيدو النظام، أن هذا الغضب غير مبرر وأنه "تلاعب بالعقول". وأسفرت عملية الفض عن سقوط 632 قتيلاً، منهم 8 شرطيين، حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت الألف. وأمس الثلاثاء، وصل السيسي إلى رواندا، في جولة إفريقية تستغرق 4 أيام وتشمل 4 دول بينها تنزانيا والجابون وتشاد، بهدف تعزيز العلاقات مع إفريقيا. وبحسب بيان للرئاسة المصرية، توجه السيسي لزيارة النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في رواندا (في 1994 وخلفت آلاف الضحايا) وتفقد متحفًا يحوي توثيقًا للمذابح التي جرت هناك في تسعينات القرن الماضي. ووقع السيسي، في سجل زيارات بكلمات أعرب خلالها عن أسفه ل"سقوط الضحايا الأبرياء" وتمنياته ب" ألا تتكرر مثل هذه الأعمال البشعة وأن يعم السلام كافة بقاع العالم". وأكد الرئيس، "أهمية التعايش المشترك بين مختلف أطياف البشر". هذه الكلمات التي دونت في سجل الزيارات بالمتحف الرواندي، أثارت حفيظة معارضين مصريين للفض الأمني، لليوم الثاني على التوالي، والذي يرونه ومنظمات حقوقية دولية أنه "مذبحة"، وهو توصيف اعتادت الحكومة، رفضه والتأكيد على استخدام القانون في هذا الصدد. وعبر "فيسبوك"، قال حساب "أبوبكر العيساوي" إن السيسي "يزور متحف ضحايا مذبحة روندا ويخلّف وراءه سنوية مذبحة رابعة". وكون الزيارة تأتي بعد يوم من الذكري الرابعة للفض، أمر لفت انتباه الحقوقي، أحمد مفرح، والإعلامي المعارض بالخارج، أسامة جاويش عبر صحفتهما ب"فيسبوك". وقال حساب "Ahmed Almohamady " عبر "فيسبوك" :"بصرف النظر عن التقارب الواضح في الأحداث (بين رواندا ورابعة)، فإن السيسي ذهب لرواندا ليرثي ضحايا المذبحة، ويؤكد على ضرورة التعايش المشترك"، واضعا علامة تعجب. في المقابل، انتقد حساب يحمل اسم "Sallay Dlimi " ب"فيسبوك"، هذا الاستغراب، قائلا إن ما ذكره السيسي "كان مادة لسخرية لدى وسائل الاعلام التابعة والمتعاطفة مع الإخوان المتأسلمين، خاصة أنها تصادف سنة رابعة مرت على ما يسمى عندهم بمذبحة رابعة العدوية، أو ما يطلق عليها البعض مذبحة الديمقراطية"، واصفة الأمر أنه تلاعب بالعقول. وعلى هامش الذكرى الرابعة لفض رابعة، أمس الأول الاثنين، اعتبرت صحيفة أخبار اليوم أن فض رابعة هو "اليوم الوطني للقضاء على إرهاب الإخوان"، بينما وصفته نظيرتها "الأهرام" بأنه "بداية تثبيت الدولة".