وضعت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية مصير الجمهورية الثانية المصرية فى اتجاهين الأول: تحالف القوى الثورية والإسلامية لوصول مرسى إلى سدة الحكم لمنع عودة النظام السابق. أما الاتجاه الثانى: فهو قيام فلول الوطنى المنحل وبعض الأقباط ورجال الأعمال وعامة المواطنين الذين لا ينتمون لتيارات سياسية أو دينية بدعم شفيق وتسليمه مقاليد السلطة فى مصر وعودة النظام السابق إلى الحكم والقضاء على الثورة. فالأمر فى النهاية يرجع إلى قدرة أى اتجاه على حشد صفوفه أمام صناديق الانتخابات لإنجاح مرشحه. مرسى الأقرب للفوز بدعم قوى الثورة أجمع الخبراء والمحللون أن مرسى هو الأقرب للفوز بكرسى الرئاسة، خاصة أنه يلتف حوله كل القوى الإسلامية على رأسها حزب "الحرية والعدالة" و"النور" و"الأصالة" ومعظم القوى الثورية وعدد لا بأس به من الأحزاب بالإضافة إلى مؤيدى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وبعض مؤيدى حمدين صباحى. ولكن حذر الخبراء والمحللون من إنفراد الإخوان بالسلطة، مطالبين بأن يقوم الإخوان بالتنسيق مع القوى الثورية والإسلامية عبر مبادئ مشتركة تجعلهم جميعًا فى خندق واحد وراء مرسى محذرين فى الوقت ذاته من فشل الإخوان فى التوصل لاتفاق بينهم وبين القوى الثورية، والتى من الممكن أن تقاطع انتخابات الجولة الثانية من الماراثون الرئاسى مما يعطى الفرصة للفلول للتوحد وحشد قواهم خلف شفيق ووصوله للحكم فى مصر. وفى إطار ذلك رصدت "المصريون" أراء المحللين ورؤساء الأحزاب وأساتذة الإعلام للوقوف على أرائهم حول ماهى القوى السياسية والتيارات التى ستقف وراء مرسى وشفيق فى جولة الإعادة. فى البداية يقول الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن القوى السياسية التى ستعطى للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة هى الأقباط وفلول الحزب الوطنى المنحل وأغلب رجال الأعمال ورجال الجيش الذين هم على المعاش ورجال الشرطة أيضًا الذين هم على المعاش وكل من له خلاف مع التيار الإسلامى. وعن القوى السياسية والتيارات الثورية التى ستدعم الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان فى جولة الإعادة، قال الخبير الإستراتيجى: إن كل القوى الإسلامية والثورية التى تتصدر الساحة السياسية الآن على رأسها "الحرية والعدالة" و"النور" و"الأصالة" والائتلافات الثورية وجميع تيارات الثورة، شريطة أن يسعى الإخوان إلى عمل ما يسمى بميثاق وطنى شفاف وكبير مكتوب أشبه بالعقد يضمن ويحقق مطالب القوى الوطنية حالة فوز مرسى بالرئاسة حتى لا ينفرد الإخوان بالسلطة. وأضاف سيد أحمد أنه لو قام الإخوان بعمل هذه الوثيقة وأرسلوا رسالة للأقباط بأن مطالبهم وحقوقهم فى أمان فى ظل قيادة مرسى لمصر سيلتفون حول مرسى ويرفعون دعمهم عن شفيق فى جولة الإعادة لأنه هناك عقلاء داخل الأقباط ممكن أن تستمع جيدًا للإخوان، وأنه من مصلحة الكنيسة التحالف مع القوى الثورية لفوز مرسى بالرئاسة فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. الشفافية مطلوبة من الإخوان الآن وأشار سيد أحمد إلى أنه يجب على جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية المتمثل فى حزب "الحرية والعدالة" صاحب الأغلبية بمجلس الشعب أن يعطوا ضمانات حقيقة لكل القوى السياسية والثورية لحشد التأييد اللازم لمرسى فى الإعادة ولا يعتمدوا على التكتيك السياسى الذى خاضوا به الانتخابات البرلمانية الماضية والذى أقلق الجميع. ونوه سيد أحمد بأن الشفافية مطلوبة الآن من الإخوان لحشد كل القوى الثورية حولهم وعليهم أن يعطوا ضمانات بتشكيل حكومة ائتلافية فى حالة فوز مرسى بالرئاسة، وأن يكون ذلك موثقًا وليس كلامًا عبر وسائل الإعلام فقط. وأضاف: أنه على الإخوان أن يستمعوا جيدًا إلى مطالب اليسار والليبراليين والقوى الإسلامية وإذا فشل الإخوان فى الوصول لتحالف موثق مع القوى السياسية فإن هذه القوى ستمتنع عن التصويت مع الإخوان أو ضد الإخوان وسيتيح ذلك الفرصة للفلول لحشد قواهم لفوز شفيق لإمتلاكهم سياسة المكر والدهاء فى إدارة الانتخابات فيجب على الإخوان أن ينتبهوا لذلك. المنحل ورجال الأعمال الأقباط ومؤيدو موسى كروت شفيق على الجانب الأخر قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة وعميدة كلية الإعلام سابقًا، إن التيارات التى ستؤيد الفريق شفيق فى جولة الإعادة هم من أعطوا له فى الجولة الأولى مثل الفلول ورجال الأعمال وبعض الأقباط ومن كان يدعم عمرو موسى وبعض الطبقات المصرية التى تنظر لشفيق على أنه ذو خلفية عسكرية قادر على استعادة الأمن فى الشارع المصرى. أما عن القوى السياسية التى ستدعم المرشح الإخوانى محمد مرسى فى جولة الإعادة قالت عبد المجيد: بالطبع كل القوى الإسلامية وعلى رأسهم السلفيون وحزب "النور" ستقف مع مرسى فى جولة الإعادة وبعض الأحزاب السياسية ومن كان يدعم أبو الفتوح أيضًا سيقف مع مرسى مشيرة فى الوقت ذاته إلى أن القوى الثورية متأرجحة من حسم دعمها لمرسى فقد هددت بعض الحركات الثورية بمقاطعة الانتخابات وهذا سيكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات. وأشارت العميدة السابقة لكلية الإعلام إلى أنه ينبغى على الجميع أن يرضى بنتيجة الانتخابات لأننا فى النهاية أمام تجربة ديمقراطية فريدة والصناديق هى التى تحكمنا فى النهاية وهذه هى ديمقراطية مصر الثورة. وأوضحت أستاذة الإعلام أن الرئيس القادم لمصر سيكون رئيسًا انتقاليًا لمدة 4 سنوات، لأن مصر لا تزال فى مرحلة بناء الديمقراطية الحديثة بعد ثورة 25 يناير والأمور غير مستقرة وهناك ملفات ثقيلة تنتظر الرئيس القادم لمصر سواء جاء مرسى أو شفيق. ونوهت عبد المجيد بأنه من حق شباب الثورة التظاهر عند وجود شىء لا يرضون به ولكن فى حدود القانون وأن يكون ذلك بشكل سلمى ولا أتصور عودة المصريين للتحرير مرة أخرى. حزب الأصالة: كلنا جنود خلف مرسى من زاوية أخرى أكد الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السلفى، أن حزبه يدعم المرشح الإخوانى محمد مرسى منذ البداية ومن المرحلة الأولى وكل القوى الإسلامية ستؤيد مرسى بلا مجال للشك وحتى من كانوا يدعمون أبو الفتوح سيؤيدون مرسى وكل القوى الثورية أيضًا ستدعم مرسى. وأشار عفيفى إلى أن الشعب لن يسمح لشفيق بالفوز وإعادة إنتاج مبارك آخر قائلاً "كلنا جنود وراء مرسى". وأضاف رئيس حزب الأصالة أنه من يروج أن الإخوان يريدون الاستحواذ على كل شىء هذا خطأ كبير لأن الإخوان أخذوا الأغلبية فى مجلس الشعب والشورى بالصناديق الانتخابية وليس بالتزوير أليست هذه هى الديمقراطية التى قامت فى مصر بعد ثورة 25 يناير. وأوضح عفيفى أن الذى سيدعم شفيق فى الإعادة هم من أعطوا صوتهم له فى الجولة الأولى ولن ينجح شفيق إلا إذا حدثت مؤامرة، لأن مرسى هو الأقرب للفوز. ونوه عفيفى إلى أنه ينبغى على القوى الثورية عدم مقاطعة الانتخابات حتى نقطع فرصة الفرصة على الفلول. نرفض عودة النظام السابق من منطلق آخر أكد المستشار أحمد الفضالى، رئيس حزب السلام الديمقراطى، أن كل القوى السياسية ترفض عودة النظام السابق للسيطرة على مصر مرة أخرى وأن فلول الوطنى ومن دعم شفيق فى الجولة الأولى سيدعمه فى الجولة الثانية بالإضافة إلى عامة المصريين الذين لا ينتمون للتيارات الدينية أو السياسية. وعن القوى السياسية التى ستدعم مرسى قال الفضالى: كل القوى الإسلامية والدينية ستدعم مرسى بلا شك ولكن ينبغى ألا ينفرد الإخوان بالسلطة فى مصر ونعود إلى عصر النظام السابق . وأوضح رئيس حزب السلام الديمقراطى أن حزبه لم يقرر حتى الآن تحديد من سيدعمه فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لأن الأمر محل دراسة داخل الحزب والتنسيق مع الأحزاب الأخرى. وعن موقف القوى الثورية من دعم شفيق أو مرسى قال الفضالى: إن القوى الثورية انقسمت فمنهم من سيقاطع ومنهم من يدرس ولم يحددوا موقفهم بعد.