أسفرت نتائج انتخابات الرئاسة عن أن هناك جولة إعادة بين منافسين، أحدهما يمثل حزب "الحرية والعدالة" والآخر يمثل النظام السابق، حتى أصبحت الغالبية من جموع الشعب لا تريد الذهاب إلى صناديق الانتخابات فى جولة الإعادة؛ حيث إن جولة الإعادة أسفرت عن اثنين منافسين، هما الدكتور محمد مرسى - رئيس حزب الحرية والعدالة (مرشح الإخوان المسلمين) - الذين حققوا إنجازات كبيرة فى انتخابات البرلمان وحصوله على المراكز الأولى للشعب والشورى وأصبحوا غالبية فى مجلس الشعب والشورى وأصبحوا لديهم القدرة على اتخاذ القرارات بأغلبية. ولكن الشعب أراد أن يعطى لمرشح الرئاسة محمد مرسى درسًا مهمًا أن أسهم الحرية والعدالة فى انخفاض فى بعض المحافظات؛ لأن الإخوان لم يحققوا أى هدف من أهداف الثورة المجيدة حتى دماء الشهداء وحق المصابين والحرية والديمقراطية، أما ممثل النظام السابق فهو الفريق أحمد شفيق الذى ساهم فى نصر أكتوبر حتى تم اختياره وزيرًا للطيران فى عهد حسنى مبارك ثم رئيسًا للوزراء فى آخر أيام النظام السابق ووقعت فى عهده موقعة الجمل التى راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد وألفى مصاب من ثوار ثورة 25 يناير. الشعب أراد أن يقول للفريق أحمد شفيق إنه يشارك فى الانفلات الأمنى ضد الثوار، الشعب المصرى أثبت للعالم أنه صاحب ديمقراطية، ولم يُملِ عليه أحد أن يذهب صوته لشخص ما، بل كان على قدر من المسئولية حتى أسفرت صناديق الانتخابات خلال الجولة الأولى عن تصدر الدكتور مرسى - مرشح الإخوان المسلمين - للأصوات فى محافظات مصر بأكثر من خمسة ملايين ونصف، يليه الفريق أحمد شفيق بأقل من خمسة ملايين ونصف، يليه الحصان الأسود والفارس الشجاع حمدين صباحى، الذى انحاز للطبقة الكادحة ومحدودى الدخل والفقراء فى المركز الثالث أكثر من أربعة ملايين ونصف، يليه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح السياسى المعتدل بحوالى 4 ملايين صوت، ثم يليه عمرو موسى بحوالى أكثر من مليونى صوت، هكذا أسفرت النتائج وأصبحت الآن هناك جولة إعادة بين فارسين: هما الدكتور مرسى وشفيق، وأصبح هناك صراع على كرسى الرئاسة، وصراع على احتلال صاحب الرياسة والبرلمان والحكومة معًا ضد احتلال كرسى الرئاسة فقط. الخياران صعبان، وأحلاهما مُر نعطى لمرسى، وتكون الغلبة للإخوان المسلمين واستحواذهم على السلطة التنفيذية والبرلمانية معًا، أم نعطى لشفيق كرسى الرئاسة ليكون هناك توازن بين السلطات؟!، الكل أجمع على أن ما تأتى به الصناديق هو أمر لا محال، وأن هناك فريقًا يدعم مرسى؛ لتكون الدولة دينية، وفريق آخر يدعم شفيق؛ لتكون الدولة مدنية الشعب المصرى صاحب الإنجازات لمَن ينحاز للإخوان، ومرشحهم محمد مرسى، أم لشفيق مرشح النظام السابق؟!، هناك قوى سياسية تجتمع من أجل مصر لتحديد مصر مَن هو قائد مصر الجديدة (إخوانى - عسكرى)، شباب الثورة أصبحوا أمام الخيارين الصعبين، لو قاطعوا الانتخابات سيتم حسم المعركة لصالح أحدهما، الإخوان ينظمون مؤتمرات لجمع شمل الإسلاميين، والتوافق على رئيس مصر القادم الدكتور محمد مرسى، ومن جانب آخر يجتمع أعضاء الحزب الوطنى المنحل مع التيارات الأخرى للتوافق على رئيس مصر القادم الفريق أحمد شفيق. إن صناديق الانتخابات جاءت بهما كى تعبر إرادة الشعب عن المنافسة بين الخيارين الصعبين، أقول للسياسيين الذين يريدون تنازل الدكتور محمد مرسى لحمدين صباحى لخوض جولة الإعادة مع الفريق أحمد شفيق هذا مستحيل؛ لأن مرشح الإخوان هو الأقرب لقيادة مصر فى الفترة القادمة، بعد أن جاء فى المركز الأول من أصوات الشعب، فكيف التنازل بعد إلا إذا جاء أمر من مجلس شورى الجماعة بناءً على رغبة الغالبية؟!، وهذا غير وارد فى قاموس الجماعة. الشعب المصرى وقف بجانب حمدين صباحى وأبو الفتوح؛ لأنهما يمثلان التيار الوسطى غير المتشدد، ولكن كان الشعب فى عُرس ديمقراطى حقيقى؛ فالكل نال من أصوات الشعب، وخاصة مرسى، شفيق، حمدين، أبو الفتوح، موسى، حيث كانت المنافسة بين هؤلاء مبكرة جدًا، وحصل حمدين صباحى على نصيب الأسد من أصوات الشعب كافة، مع قلة الموارد لحمدين صباحى واستمر فى سباق الرئاسة مناضلاً، وسيكون لك حظ فى السباق القادم وتقرُّبك من الشعب باستمرار هو الوسيلة لتقدُّمك لكرسى رئاسة مصر، وأصبحت مطلوبًا لدى فئات الشعب كافة بعد المنافسة القوية والشريفة مع جهات منظمة وممولة، كانت أمنيات الشعب المصرى أن تكون الإعادة بين منافسين معتدلين هما حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح، كل الأمنيات الطيبة للشعب المصرى فى الاختيار الصعب يومى 16،17 يونيه 2012م؛ ليقول التاريخ كلمته.