هل تعرفونها؟ إنها الدولة التى غيرت السنن وقلبت فطرة المخلوقات وزرعت الخوف والجبن فى نفوس المواطنين فجعلت مثلاً "الحيطة لها ودان"، وجعلت العباد أربابًا والأحرار عبيدًا، وعمقت المفاهيم النفعية فى نفوس مواطنيها مثل "فتح عينك تاكل ملبن"، و"اجرى يا واد اخطف لك حتة"، و"إن دار أبوك خربت خد لك منها طوبة".. إلخ من المفاهيم النفعية، هذه الدولة هى التى كرست لنظرية "المال السايب يعلم السرقة".. ومن ثم جعلت المال العام كله مال سايب وقننت أساليب سرقته، بحجة أنه ليس له صاحب، هل تذكرون هذه الدولة التى استباحت دماء شبابها عندما خرجوا يطالبون ببعض حقوقهم بطريقة سلمية وحضارية راقية فجعلت سياراتها تسحقهم فتخرج أكبادهم وأحشاءهم على الرصيف بطريقة بشعة لتكون شاهدة على ظلمها وجبروتها ولتترك فى كل حى جنازة وفى كل شارع مصيبة، وذلك كله على مرأى ومسمع من العالم أجمع، هل تذكرون هذه الدولة التى قامت بتوزيع الثروات على المحاسيب ومنعتها الشعب المسكين الذى صار أبناؤه كالأيتام على موائد اللئام، إنها دولة النفاق التى ثار عليها الشعب وأسقطها، دولة النفاق التى نهبت أموالنا ثم استدارت وحاولت الالتفاف على الثورة وأخذت تنفق من هذه الأموال كى تعود مرة أخرى متدثرة بثوب صناديق الاقتراع "فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون"، ليعلم جميع المصريين أن من أخذ مالاً من هؤلاء فهو سحت يحرم عليه أخذه لأنه مال الشعب الذى نهب وسرق، "وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به"، ليعلم أبناء مصر جميعًا أن هذه الانتخابات ليس فيها الآن إلا ثمة إيمان ونفاق وطنية ونفعية نهضة أو عودة للخلف مئات السنين، إن جميع ما ينفقه أهل النفاق بل ما يأكلونه ويلبسونه ويتنعمون به، إنما هو من أموالكم معاشر المصريين، فكيف يتنعمون بها ثم يعطونكم الفتات فترضون به وتصدقونهم، "كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم"، إن أهل النفاق قد اتحدوا مع إخوانهم الطائفيين الذين يخافون من العدل ويرغبون فى التميز دائمًا وأحبابهم الطرقيين الذين أذن الله بشتات شملهم على أيدى أبناء الصحوة، فهم يمتلئون غيظًا وحنقًا على أبنائها، فاصطفوا جميعًا صفوفًا طويلة لإعادة إنتاج دولة النفاق مرة أخرى، يراود كل واحد منهم حلم إعادة المكتسبات والمميزات التى كانوا يتمتعون بها والتى سيمنع منها إقامة العدل المنشود بين الناس. إننا لا يسعنا مجرد أن نخرج لندلى بأصواتنا لصالح مرشحنا فحسب، بل لابد من أن نخرج بأبنائنا ونسائنا وجميع أهلينا وأصدقائنا بل ونجلى الأمر للناس تمامًا حتى لا نفاجأ بعودة دولة النفاق مرة أخرى، خاصة أن أذنابها قد نشطوا فى كل مكان بعد الوعود التى حصلوا عليها لو نجح مرشحهم وقد جربوا ذلك مرارًا فمنهم من حصل على مستودع غاز والآخر على محطة وقود والثالث على مخبز وهلم جرًا. إن الذين يتكلمون عن الرضا بنتيجة الصندوق إذا نجح مرشح دولة النفاق إنما هم بذلك يهيئون الناس لعدم الخروج فليتقوا الله عز وجل وكفاهم تمزيقًا للأمة وتشتيتًا لأبنائها، فنحن كما ذكرنا لا يكفينا مجرد الخروج، وليعلم كل ممتنع وكل داع لعدم الخروج أنه سيتخندق فى معسكر النفاق شاء أم أبى، خاصة بعد وضوح ظاهرة التصويت الطائفى والطرقى إضافة لتكتل النفعيين والانتهازيين الفاسدين الذى يسمون برجال الأعمال الذين ارتبطوا بدولة النفاق فى السابق خلف مرشحها، ليعود الحال كما كان عليه من قبل، إضافة إلى ضلوع دور جهاز مباحث أمن الدولة فى التصويت للمرشح سالف الذكر، مما يوجب علينا أن نتخندق جميعًا، ومن الآن خلف مرشحنا وإلا فكما قلت قديمًا سيأتى علينا زمان نترحم فيه على أيام مبارك.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد، والحمد لله رب العالمين.