اعتبرت وكالة رويترز أن النتائج التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين خلال المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية ، تجعل الإسلام السياسي أقوى قوة معارضة في مصر ، مشيرة إلى أن ذلك فاجأ الحكومة والحزب الحاكم ، رغم القيود التي فرضتها الحكومة على مرشحي الجماعة ومؤيديهم واعتقال المئات من عناصر الجماعة ومحاصرة اللجان التي يعتقد أنها تمثل ثقلا لمؤيدي الجماعة . ونجح مرشحو الإخوان خلال جولة الإعادة للمرحلة الثانية ، التي أجريت أمس الأول ، في اقتناص 29 مقعدا ، إضافة إلى 13 مقعدا حصلوا عليها في الجولة الأولى لهذه المرحلة ، وكذلك 34 مقعدا في المرحلة الأولى ، وبالتالي وصل إجمالي مقاعد الجماعة حتى الآن إلى 76 مقعدا تمثل ربع المقاعد التي جرى عليها التنافس حتى الآن . ومازال نحو ثلث عدد مقاعد البرلمان المكون من 454 مقعدا يشغل عشرة منها بالتعيين محل منافسة للمرحلة الثالثة والأخيرة التي ستبدأ في الأول من ديسمبر القادم . ورغم هذا الفوز الكبير إلا إن الإخوان لن يشكلوا أي تهديد لأغلبية الحزب الوطني في البرلمان ، حيث لم ينافس مرشحو الجماعة سوى على ثلث مقاعد البرلمان ، ولكن أهمية ذلك تتمثل في أن المعارضة داخل البرلمان باتت تمثل تحديا حقيقيا للحزب الوطني الحاكم ، وهو ما يفرض عليه ضرورة تحسين أدائه . ولفتت رويترز إلى أن السلطات قيدت جو الحرية الذي منحته للإخوان المسلمين في المراحل المبكرة من الاقتراع ومنعت وصول ناخبين مؤيدين لها إلى مراكز الاقتراع واعتقلت 860 من أعضاء الإخوان السبت الماضي ، كما حاصرت قوات مكافحة الشغب لجان الاقتراع في معاقل الإخوان المسلمين ومنعت ناخبين من الدخول أو سمحت بدخول عدد قليل منهم للتصويت. واعتبر محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان أن هذه الممارسات استهدفت منع الناخبين من الوصول إلى صناديق الانتخابات والتأثير على نتيجتها ، لكن مع الإصرار والمثابرة استطاع الشعب واستطاع الإخوان تجاوز كل العقبات. ولفتت رويترز إلى أبرز النجاحات التي حققها مرشحو الإخوان ، مشيرة إلى أن مرشح للجماعة نجح في إسقاط الدكتور يوسف والي نائب رئيس الحزب الوطني ونائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة السابق ، بذلك يصبح والي أبرز مرشح للوطني سقط خلال المرحلتين الأولى والثانية . وتغلب مرشح إخواني آخر على خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة السابق وزعيم حزب التجمع الوطني التقدمي في معقله الانتخابي كفر شكر بمحافظة القليوبية. وأكدت وكالة رويترز أن منظمات المجتمع المدني التي تتولى مراقبة الانتخابات أشارت إلى أن مشاحنات وقعت بين مؤيدين للحزب الوطني ومؤيدين لجماعة الإخوان ، وأن شهود عيان ومصابين قالوا إن بلطجية مسلحين بالمدى هاجموا مؤيدين للإخوان المسلمين في مدينة واحدة على الأقل. وحاولت الشرطة أيضا تقييد التغطية الصحفية. وقال صحفيون من وكالة فرانس برس ووكالة رويترز وهيئة الإذاعة البريطانية ووكالة أسوشيتدبرس للأنباء إنهم تعرضوا لمضايقات وان معدات أو أوراقا أخذت منهم.