في يوم «حوض النيل».. هل تتجاهل مصر «عنتيبي» تجنبًا للصدام مع إثيوبيا؟ تعقد قمة حوض النيل، اليوم الخميس، في أوغندا، بحضور وتمثيل مصري قوي، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية ووزارة الري المصريتين مشاركتهما في القمة، وانتهائهما من صياغة مسودة المطالب المصرية خلال تلك القمة. ولم تُعلن أي من الوزارتين في بيانات رسمية لهما، الملفات التي سيتم مناقشتها، لكن وزارة الخارجية ألمحت إلى أن اتفاقية عنتيبي الموقعة بين دول حوض النيل، ستكون حاضرة للمناقشة وهو ما بنيت عليه تحليلات المتخصصين، معتبرين أن تجاهل فتح ملف عنتيبي يضيع حق مصر إلى الأبد. وأرجع سياسيون السبب في تأزم العلاقات المصرية الإفريقية إلى عدم المواجهة المباشرة، مؤكدين أن مصر تجاهلت على مدار السنوات الماضية دول إفريقية عديدة تمكنت إثيوبيا من احتوائها فيما بعد، محذرين من تمادي مصر في غلق ملف القضية وعدم القبول أو الرفض بها. وقال السفير جمال عبد المتعان، مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون"، إن "مصر عليها مناقشة الاتفاقية مع دول حوض النيل، وسواء وقعت عليها أو أصرت على عدم التوقيع، فإن فتح الاتفاقية ومناقشتها يعني أن مصر تستعيد مكانتها الإفريقية". وأضاف عبدالمتعان: "السياسة الخارجية المصرية في التعامل مع إفريقيا بنيت على أسس خاطئة طوال السنوات الماضية، ما تسبب في انحياز أكثر دول حوض النيل لإثيوبيا وتمرير اتفاقية عنتيبي"، لافتًا إلى أن "الدور المصري ظهر مجددًا على الواجهة السياسية وهو ما يعني تراجع النفوذ الإثيوبي". واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن "إثيوبيا يُقلقها أن تتمكن مصر من العودة إفريقيا، وكذلك مصر يقلقها ردود فعل إثيوبيا من وجود سد النهضة، لذلك فإن المحتمل ألا تصعد مصر بقوة تجاه إثيوبيا خلال الاجتماع". وأيّدت الدكتورة منى محرز، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، الحديث القائل بأن "مصر ستتعامل بمرونة، ولن تستند كثيرًا إلى سد النهضة في مطالبها بزيادة السعة التخزينية للسد الإثيوبي"، مؤكدة أنه من العقل ألا يستشاط الشيطان الإثيوبي حاليا. وأوضحت ل "المصريون"، أن "فتح ملف عنتيبي المغلق منذ سنوات يجب أن يتم عبر مراحل وبالتدريج، بحيث يعرض الممثل المصري القضية من جميع أبعادها، ويطالب بزيادة الحصة المائية لمصر، لكون هناك متغيرات طرأت خلال السنوات الماضية". وأشارت إلى أن "عددًا كبيرًا من دول حوض النيل "متفهم" للمطالب المصرية، وكذلك المخاوف من وجود سد النهضة الإثيوبي بدون الاستدلال أو الإشارة"، لافتة إلى أن تعديل بنود عنتيبي لكي تحصل مصر على زيادة في حصتها المائية سيجعلها بالتأكيد توقع فورًا عليها.