كشفت الدراسات الميدانية الدورية، التي أجراها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر"، عن انخفاض نسبة المعارضين للنظام من المنتمين أو المؤيدين لفكر جماعة الإخوان من 28.3% من المجتمع المصري منتصف يناير 2017 إلى 27.5% من المجتمع منتصف مايو وبمعدل انخفاض بلغ 3% فقط. في حين ارتفع معارضو النظام من المنتمين للتيار الإسلامي العام من 31.5% منتصف يناير إلى 34.7% منتصف مايو 2017، وبمعدل ارتفاع بلغ 10% ؛ برغم التضييق الأمني الذي يمارسه النظام على المنتمين تنظيمياً أو فكرياً لجماعة الإخوان خصوصاً، ولأبناء التيار الإسلامي عموماً. وعن السبب وراء ذلك، أكد مصطفي خضري، رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام"تكامل مصر" ل"المصريون"، أن ذلك يعود ل 4 أسباب منها "1- غياب القيادات المؤثرة شعبيًا في السجون والخارج، 2- الضعف الإعلامي للجماعة، 3- الأخطاء التي ارتكبتها الجماعة خلال الأربع سنوات السابقة، 4- تشويه نظام السيسي للجماعة". وافقه الرأي خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، الذي أكد أن الجماعة فقدت جزءًا كبيرًا من شعبيتها عقب أحداث 3 يوليو؛ وزادت هذه الخسارة عندما تبنت إحدى جبهاتها -"محمد كمال"- المعروفة بالجبهة الشبابية أعمال "العنف" - بحسب قوله. وبسؤاله هل المتراجعون عن تأييد النظام يذهبون للإخوان؟، أكد الزعفراني في تصريح خاص ل"المصريون"، أن هذه الكتلة تمثل كتلة ثالثة في حد ذاتها بين الإخوان والنظام وترفض الطرفين ولا تنتمي لأحد منهما. على الجانب الآخر، أوضح "تكامل مصر" خلال دراسته الخاصة بحجم وتوجهات التيارات السياسية المصرية منذ يناير وحتى مايو2017، ارتفاع الكتلة المعارضة لنظام السيسي إلى 86.3%. ولفت، إلى أنه منذ قيام ثورة 25 يناير؛ ظهر جلياً حجم وقوة تأثير التيارات الإسلامية بمختلف توجهاتها التنظيمية والفكرية على الأحداث، ومثل ذلك جرس إنذار لكل القوى المؤثرة على الساحة المصرية محلياً ودولياً، ومنذ يناير 2011 وحتى الآن؛ ظل تأثير التيار الإسلامي قائماً وشبه ثابت على القاعدة الشعبية المكونة للمجتمع المصري. وأكد المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر، الانخفاض الشديد في الكتلة المؤيدة لنظام السيسي والمظللة باللون الأسود، حيث بدأت تلك الكتلة في النزول من مستوى 7.4% من المجتمع المصري في منتصف يناير2017 وانتهت عند مستوى 4.4% من المجتمع منتصف مايو من نفس العام، وبمعدل انخفاض يزيد على 40%، وهناك مؤشر مهم قابلنا في تلك الدراسة؛ حيث نصف مؤيدي نظام السيسي على الأقل مازالوا ينتمون للكتلة المسيحية. وفي نفس الاتجاه، انخفضت نسبة عدم المهتمين بالوضع السياسي الحالي من 21.1% من المجتمع في منتصف يناير إلى 9.3% فقط في منتصف مايو، وبمعدل انخفاض بلغ 56%. في حين ارتفعت نسبة معارضي النظام من غير المؤدلجين سياسياً أو من المنتمين لتيارات سياسية أخرى من 11.7% من المجتمع منتصف يناير إلى 24.1 % من المجتمع منتصف مايو، وبمعدل ارتفاع يزيد على الضعف تقريباً. وتبعاً للمؤشرات السابقة، فقد ارتفعت الكتلة الكلية المعارضة لنظام السيسي من 71.5% من المجتمع في منتصف يناير إلى 86.3% في منتصف مايو 2017، وبمعدل ارتفاع في نسبة المعارضة بلغ 20.5% تقريباً. ويوضح الشكل البياني التسلسل الزمني لتوزيع التيارات السياسية المؤيدة والمعارضة لنظام السيسي منذ منتصف يناير وحتى منتصف مايو 2017.