قال العقيد ايتي بارون، رئيس قسم الأبحاث بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إنه من الصعب التنبؤ بمن سيفوز فى انتخابات الرئاسة المصرية التي انطلقت أمس، لكن من الواضح أن هناك انخفاضا في المركز الإقليمي لمصر. وأضاف خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن بالكنيست مساء الثلاثاء أن الشباب الذي قادوا الثورة الشعبية في يناير لم ينجحوا في الانضمام للمنظومة السياسية، والذين خرجوا فائزين هم "الإخوان المسلمين" والسلفيين، معتبرًا أن القاسم المشترك بين التيارات والأحزاب هناك هو العداء البارز لإسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة "معاريف". وأيًا كان الرئيس، فإن بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق يرى أن كل المؤشرات تدل على مواجهة بين مصر وإسرائيل في المستقبل ولن تغير هوية الرئيس المصري القادم ونتيجة الانتخابات من الأمر شيئا. من جانبه، قال يورام ميطال رئيس مركز حاييم هرتسوج لدراسات الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون، إن الصراع الشديد في مصر بين عدد من مراكز القوى على السلطة سيستمر، وهذا سينسحب على العلاقات الخارجية وبالأخص الملف الفلسطيني الإسرائيلي الذي سيجد صناع القرار الجدد بالقاهرة تحديات معقدة فيما يتعلق به، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وأضاف أن المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد التزم بنقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة وفقا للدستور الجديد، وعودة الجيش إلى ثكناته، لكن صياغة الدستور تمثل نقطة ضعف للمرحلة الانتقالية، كما أن الخلافات بين مراكز القوى المتعددة تمنع حتى الآن من تحقيق توافق فيما يتعلق بصلاحيات السلطة التشريعية ممثلة في البرلمان والتنفيذية ممثلة في الحكومة والرئاسة. وأوضح أن التقديرات تشير إلى تقييد الدستور الجديد لصلاحيات الرئيس المقبل وتدعيمها لقوة البرلمان، مضيفا أن مكانة الحكومة مشوبة بالغموض، والجيش يسعى لتدعيم مكانته كمدافع عن الدستور وقيم ثورة يناير الشعبية، وهو ما تعارضه غالبية الأحزاب والحركات المدنية، ما يعني أن مراكز القوى برزت في مصر منذ إسقاط مبارك ستستمر بعد وصول الرئيس القادم للسلطة. وقال ميطال إن غالبية المواطنين المصريين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية لكن هناك اختلافات في طريقة تطبيقها، فالسلفيون يريدون دستورا يحتوي على بند يقر بأن الشريعة هي المصدر الأساسي للقوانين، بينما غالبية الأحزاب ومن بينها "الإخوان المسلمين" تفضل الحفاظ على الصيغة القديمة. وذكر أن الانتخابات الرئاسية تتطرق إلى موضوعات داخلية؛ على رأسها إصلاح الأمن الداخلي والاقتصاد المتدهور، والمرشحون يقترحوا برامج لحل مشكلة الفقر وخلق وظائف عمل لملايين الشباب. وأشار إلى أن الانتخابات التاريخية التي تشهدها القاهرة ستنتهي بعد حوالي الشهر في الوقت الذي تتوقع فيه استطلاعات الرأي مشاركة أكبر عدد من الناخبين بها، لكن بالرغم من ذلك فإن المرشح المنتخب الذي سيدخل قصر الرئاسة سيجد تحديات داخلية وخارجية صعبة عليه أن يقوم بمواجهتها.