بداية من الشهر المقبل.. تفاصيل سفر 5 آلاف عامل مصري إلى اليونان    بايدن: سيكون هناك وقف لإطلاق النار غدا إذا أطلقت حماس سراح الرهائن    أخبار الأهلي: كولر: نستحق الفوز على البلدية.. والجماهير اللاعب رقم 12 ‏    رئيس حزب العدل ل قصواء الخلالي: مصر وقفت ضد تصفية القضية الفلسطينية من أول يوم    تامر حسني يغني حلو المكان في حفل زفاف ابنة مصطفى كامل (فيديو)    إعلام الأزهر تعرض تجربتها خلال القمة العالمية للقيادات الشبابية    الأرصاد: أمطار ورياح مثيرة للرمال غدًا    بسبب قيام الجار باعمال هدم.. انهيار عقار مكون من 3 طوابق في المنيا    خلال تدشين كنيسة الرحاب.. البابا تواضروس يكرم هشام طلعت مصطفى    متحدث الوزراء يكشف الموعد المتوقع بدء تشغيل أول خطوط مصانع إنتاج السيارات    "الصحفيين" ترفض قرار "الأوقاف" بمنع تصوير الجنازات.. وتؤكد: مخالف للدستور    «الخيانة وفقد الشغف».. 5 أسباب لفشل الحب على طريقة بسمة وتامر في البدايات (تقرير)    رئيس جامعة طنطا يهنىء عميد كلية الطب لاختياره طبيبا مثاليا من نقابة الأطباء    فلسطين: القمة العربية ستدعو لتمويل خطة الاستجابة للتصدى للتداعيات على غزة    أسامة كمال: نتنياهو فقد شعبيته في إسرائيل    وفد من وزارة البيئة والبنك الدولي يزور محطات الرصد اللحظي لجودة الهواء    كيف يعالج خبراء البنك الدولي الانبعاثات بتغيير أساليب الإنتاج الزراعي والغذائي    3 مصريين يتأهلون لدور ال16 ببطولة العالم للاسكواش بالقاهرة    إعلام إسرائيلي: أهالى 600 جندي يعارضون استكمال عملية رفح الفلسطينية    هدى الإتربى عن مسلسلها مع حنان مطاوع: انتهينا من تصوير أغلب المشاهد    نشطاء يحاولون تشويه لوحة "الحرية تقود الشعب" ل يوجين ديلاكروا    وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    وزير النقل: تشغيل التاكسى الكهربائى الأربعاء المقبل بالعاصمة الإدارية    "صحة أسوان" تنظم قافلة طبية مجانية بقريتى العتمور ودابود    آفة طلابنا "النسيان".. 10 أخطاء يرتكبونها تقلل تركيزهم.. وأسباب نسيان المعلومات فى ليلة الامتحان.. ونصائح فعالة تخلى المعلومة تثبت فى دماغهم.. وقائمة يقدمها الأطباء بأكلات ومشروبات للتذكر والتخلص من التشتت    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    سر الأهلي.. هل ينهي الزمالك خطيئة جوميز مع جروس؟    وزير الشباب: إنشاء حمام سباحة وملعب كرة قدم بمدينة الألعاب الرياضية بجامعة سوهاج    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    أوكرانيا تحبط هجمات روسية جديدة على الحدود في منطقة خاركيف    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    ملك حمزة لاعبة منتخب الجمباز تتأهل لأولمبياد باريس    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    السعودية تطور نظام التبريد بالحرم المكي والنبوي لتصل ل6 آلاف طن تبريد    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    جامعة القاهرة تستضيف وزير الأوقاف لمناقشة رسالة ماجستير حول دور الوقف في القدس    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    العثور على جثة سيدة مجهولة مفصولة الرأس بمحطة الفشن ببني سويف    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    للتوفير في الميزانية، أرخص وجبتين يمكنك تحضيرهم للغداء    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    وسائل إعلام فلسطينية: إطلاق وابل من القنابل الضوئية في أجواء منطقتي خربة العدس وحي النصر شمالي رفح    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلام أهل الفضل بما جاء فى ليلة القدر

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ، ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، أما بعد .... فقد أظلنا شهر كريم ، أمتدح الله فيه عباده الصائمين القائمين ، ورزقهم فيه ليلة القدر خير من ألف شهر من شهور السنين ، ورغب فى قيامها نبيه الأمين ، ايمانا واحتسابا للأجر من رب العالمين ، فأحببت أن أذكر نفسى واخوانى المسلمين ، بما جاء فيها ليلتمسوها فى العشر الأواخر من الشهر الكريم ، فأقول مستعينا بالعزيز العليم :-
الوقفة الأولى : سبب التسمية :-
سميت ليلة القدر بذلك لأسباب كثيرة ذكرها العلماء منها :-
قال النووى – رحمه الله - فى " شرحه على صحيح مسلم " : { قال العلماء : وسميت ليلة القدر ؛ لما يكتب فيها للملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة ، كقوله تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم وقوله تعالى : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ومعناه : يظهر للملائكة ما سيكون فيها ، ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم ، وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به ، وتقديره له ، وقيل : سميت ليلة القدر ؛ لعظم قدرها وشرفها } أه .
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى – في " الشرح الممتع " : { أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان اتقان صنعه وخلقه.. ثانيا ً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف لقوله تعالى : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)} [القدر:2-3] وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولا شك . ثالثاً : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » ( متفق عليه ) . وهذا لا يحصل إلا لهذه الليلة فقط ، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة النصف من رجب ، أو ليلة النصف من أي شهر، أو في أية ليلة لم يحصل له هذا الأجر } أه .
وقال الرازى – رحمه الله - فى " التفسير الكبير " : { عن أبي بكر الوراق : سميت ليلة القدر ؛ لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر ، على لسان ملك ذي قدر ، على أمة لها قدر } أه
الوقفة الثانية : فضائلها :-
ذكر العلماء فضائل عدة لتلك الليلة منها :
1- إنزال القرآن فيها : قال تعالى { إنا أنزلناه فى ليلة القدر} ( القدر 1 ) وقال { إنا انزلناه فى ليلة مباركة } ( الدخان 3) فقد أنزل الله القرآن من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا جملة واحدة فى تلك الليلة ثم أنزل بعد ذلك منجما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب الوقائع والأحداث خلال ثلاث وعشرين سنة ، فعن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود ، فقال : { وقع في قلبي الشك : قول الله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } ، وقوله : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ، وقوله : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وقد أنزل في شوال ، وفي ذي القعدة ، وفي ذي الحجة ، وفي المحرم ، وصفر ، وشهر ربيع ؟ فقال ابن عباس : إنه أنزل في رمضان ، في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل على مواقع النجوم ترتيلا في الشهور والأيام } ( أخرجه ابن كثير فى عمدة التفسير وصححه العلامة أحمد شاكر ) .
وقال فخر الدين الرازى – رحمه الله - فى " التفسير الكبير " : { إن قيل : ما معنى أنه أنزل في ليلة القدر ، مع العلم بأنه أنزل نجوما ؟ قلنا فيه وجوه :
أحدها : قال الشعبي : ابتدأ بإنزاله ليلة القدر لأن البعث كان في رمضان . والثاني : قال ابن عباس : أنزل إلى سماء الدنيا جملة ليلة القدر ، ثم إلى الأرض نجوما ، كما قال : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) [ الواقعة : 75 ] وقد ذكرنا هذه المسألة في قوله : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) [ البقرة : 185 ] لا يقال : فعلى هذا القول لم لم يقل : أنزلناه إلى السماء ؟ لأن إطلاقه يوهم الإنزال إلى الأرض ، لأنا نقول : إن إنزاله إلى السماء كإنزاله إلى الأرض ، لأنه لم يكن ليشرع في أمر ثم لا يتمه ، وهو كغائب جاء إلى نواحي البلد . يقال : جاء فلان ، أو يقال : الغرض من تقريبه وإنزاله إلى سماء الدنيا أن يشوقهم إلى نزوله كمن يسمع الخبر بمجيء منشور لوالده أو أمه ، فإنه يزداد شوقه إلى مطالعته كما قال : وأبرح ما يكون الشوق يوما إذا دنت الديار من الديار
وهذا لأن السماء كالمشترك بيننا وبين الملائكة ، فهي لهم مسكن ولنا سقف وزينة ، كما قال : ( وجعلنا السماء سقفا ) [الأنبياء : 32] فإنزاله القرآن هناك كإنزاله ههنا
والوجه الثالث في الجواب : أن التقدير أنزلنا هذا الذكر : ( في ليلة القدر ) أي في فضيلة ليلة القدر وبيان شرفها } أه
2- أنها ليلة مباركة : قال تعالى { انا أنزلناه فى ليلة مباركة } ( الدخان 3) قال ابن يوسف الأندلسى فى تفسيره البحر المحيط : { والمباركة : الكثيرة الخير ، لما ينتج الله فيها من الأمور التي تتعلق بها منافع العباد في دينهم ودنياهم ، ولو لم يوجد فيها إلا إنزال القرآن وحده ، لكفى به بركة } أه
3- أنها خير من ألف شهر : قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر } ( القدر 3) ، ( وألف شهر أكثر من ثلاث وثمانين سنة ) وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، و تغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم } ( أخرجه السيوطى فى الجامع الصغير وصححه الألبانى ) ، قال القرطبى فى تفسيره : { وقال كثير من المفسرين : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . وقال أبو العالية : ليلة القدر خير من ألف شهر لا تكون فيه ليلة القدر . وقيل : عنى بألف شهر جميع الدهر ; لأن العرب تذكر الألف في غاية الأشياء ; كما قال تعالى : يود أحدهم لو يعمر ألف سنة يعني جميع الدهر .} أه ، وقال ابن كثير فى تفسيره : { وقال سفيان الثوري : بلغني عن مجاهد : ليلة القدر خير من ألف شهر . قال : عملها ، صيامها وقيامها خير من ألف شهر . رواه ابن جرير .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا ابن أبي زائدة ، عن ابن جريج عن مجاهد : ليلة القدر خير من ألف شهر ، ليس في تلك الشهور ليلة القدر . وهكذا قال قتادة بن دعامة والشافعي وغير واحد .
وقال عمرو بن قيس الملائي : عمل فيها خير من عمل ألف شهر .
وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر - وليس فيها ليلة القدر - هو اختيار ابن جرير . وهو الصواب لا ما عداه ، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم : " رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من المنازل " . رواه أحمد وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة ، ونية صالحة : " أنه يكتب له عمل سنة ، أجر صيامها وقيامها " إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك } أه
4- تنزل الملائكة والروح فيها : قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر} ( القدر 4) قال ابن كثير { وقوله : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، أي : يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له . وأما الروح فقيل : المراد به هاهنا جبريل عليه السلام ، فيكون من باب عطف الخاص على العام . وقيل : هم ضرب من الملائكة . كما تقدم في سورة " النبأ " . والله أعلم } أه .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال { ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين ، وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى . } ( أخرجه ابن خزيمة وحسنه الألبانى ) .
5- يقدر فيها الآجال والأرزاق خلال العام : قال تعالى { انا أنزلناه فى ليلة مباركة انا كنا منزلين ، فيها يفرق كل أمر حكيم } ( الدخان 4 ) قال الماوردي – رحمه الله - في " النكت والعيون " : { في تأويل : كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أربعة أوجه : أحدها : الآجال والأرزاق والسعادة والشقاء من السنة إلى السنة ، قاله ابن عباس .الثاني : كل ما يقضى من السنة إلى السنة ، إلا الشقاوة والسعادة ، فإنه في أم الكتاب لا يغير ولا يبدل ، قاله ابن عمر . الثالث : كل ما يقضى من السنة إلى السنة إلا الحياة والموت ، قاله مجاهد . الرابع : بركات عمله من انطلاق الألسن بمدحه وامتلاء القلوب من هيبته ، قاله بعض أصحاب الخواطر .} اه .
6- أنها سلام حتى مطلع الفجر : قال تعالى { سلام هى حتى مطلع الفجر } ( القدر 5) وقال الشوكانى – رحمه الله - فى " فتح القدير " : { سلام هي أي ما هي إلا سلامة وخير كلها لا شر فيها ، وقيل هي ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن أو مؤمنة . قال مجاهد : هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى . وقال الشعبي : هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر يمرون على كل مؤمن ويقولون السلام عليك أيها المؤمن ، وقيل يعني سلام الملائكة بعضهم على بعض . قال عطاء : يريد : سلام على أولياء الله وأهل طاعته حتى مطلع الفجر أي حتى وقت طلوعه . قرأ الجمهور " مطلع " بفتح اللام . وقرأ الكسائي ، وابن محيصن بكسرها ، فقيل هما لغتان في المصدر ، والفتح أكثر نحو المخرج والمقتل ، وقيل بالفتح اسم مكان ، وبالكسر المصدر ، وقيل العكس ، و حتى متعلقة ب تنزل على أنها غاية لحكم التنزل أي لمكثهم في محل تنزلهم بأن لا ينقطع تنزلهم فوجا بعد فوج إلى طلوع الفجر ، وقيل متعلقة ب " سلام " بناء على أن الفصل بين المصدر ومعموله بالمبتدأ مغتفر } أه
7- أنزل الله فى فضلها سورة كاملة تتلى الى أن يرث الله الأرض ومن عليها : وهى سورة القدر { انا أنزلناه فى ليلة القدر ، وماأدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر }
8- مغفرة الذنوب لمن قامها : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :{ من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } ( رواه البخارى ) فقد علق الله تعالى نيل المغفرة في ليلة القدرعلى هذين الشرطين " الإيمان والاحتساب " ومعنى ذلك : إيماناً : تصديقاً بثواب اللّه ، أو أنه حق ، أي الإيمان بأنه من أمر الله ومن أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بحقيقة هذا الثواب . واحتساباً : لأمر اللّه به طالباً الأجر من وراء هذا العمل ، أو إرادة وجه اللّه لا لنحو رياء فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف أو رياء .
وفى رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم : { من يقم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } ( رواها البخارى ) ، قال ابن حجر – رحمه الله - فى " فتح البارى " : { لما بين الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - علامات النفاق وقبحها رجع إلى ذكر علامات الإيمان وحسنها ؛ لأن الكلام على متعلقات الإيمان هو المقصود بالأصالة ، وإنما يذكر متعلقات غيره استطراداً ، ثم رجع فذكر أن قيام ليلة القدر وقيام رمضان وصيام رمضان من الإيمان ، وأورد الثلاثة من حديث أبي هريرة متحدات الباعث والجزاء ، وعبر في ليلة القدر بالمضارع في الشرط ، وبالماضي في جوابه ، بخلاف الآخرين فبالماضي فيهما " يعني قال في باب قيام ليلة القدر من الإيمان ( من يقم ليلة القدر ) ( من يقم ) في المضارع ( ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ) وقال في الموضع الثاني : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ) في الموضع الثالث : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ) . وعبر في ليلة القدر بالمضارع في الشرط ، وبالماضي في جوابه ، بخلاف الآخرين فبالماضي فيهما. قال الكرماني : فإن قلت : لم قال : من يقم بلفظ المضارع ، وقال فيما بعده : من قام رمضان ومن صام رمضان بالماضي ؟ قلت : لأن قيام رمضان وصيامه محقق الوقوع ، يعني لأنه معروف الوقت هذا بالنهار وهذا بالليل ، فجاء بلفظ يدل عليه ، بخلاف قيام ليلة القدر ، فإنه غير متيقن ، فلهذا ذكره بلفظ المستقبل كذا قال ، لكن من قام الليالي ، ليالي العشر بهذا القيد إيماناً واحتساباً جزم بأنه أدرك ليلة القدر على ما سيأتي ؛ لأنها في العشر الأواخر ، كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام - على ما سيأتي بيانه - إن شاء الله تعالى – يقول : فإن قلت : فما بال الجزاء لم يطابق الشرط في الاستقبال مع أن المغفرة في زمن الاستقبال ؟ ما قال : من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً يغفر له ، قلت : إشعاراً بأنه متيقن الوقوع ، متحقق الثبوت ، فضلاً من الله تعالى على عباده ، فهو نظير قوله تعالى : { أَتَى أَمْرُ اللّهِ } ( سورة النحل : 1 ) . } أه
9- استجابة الدعاء فيها : عن عائشة رضى الله عنها قالت { قلت يارسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولى اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنى } ( أخرجه الترمذى وصححه الألبانى ) فقول عائشة ، ورد النبى صلى الله عليه وسلم عليها يدل على أن الدعاء مستجاب فيها عن غيرها من الليالى .
الوقفة الثالثة : وقتها :-
ليلة القدر لا تكون الا فى رمضان خاصة دون سائر العام ، والدليل على ذلك الآتى :
من القرآن : قوله تعالى { شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن } ( البقرة 185 ) يدل على أن القرآن نزل فى شهر رمضان ولم ينزل الى السماء الدنيا فى شهر غيره . وقوله تعالى { انا أنزلناه فى ليلة القدر ) ( القدر1) يدل على أن القرآن نزل الى السماء الدنيا فى تلك الليلة من رمضان دون غيرها من الليالى .
من السنة : 1- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، و تغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم } ( أخرجه السيوطى فى الجامع الصغير وصححه الألبانى ) .
2- سألت أبي بن كعب رضي الله عنه . فقلت : { إن أخاك ابن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر . فقال : رحمه الله ! أراد أن لا يتكل الناس . أما إنه قد علم أنها في رمضان . وأنها في العشر الأواخر . وأنها ليلة سبع وعشرين . ثم حلف لا يستثنى . أنها ليلة سبع وعشرين . فقلت : بأي شيء تقول ذلك ؟ يا أبا المنذر ! قال : بالعلامة ، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ ، لا شعاع لها . } ( رواه مسلم )
الوقفة الرابعة : تحديدها :-
اتفق الفقهاء على أنها فى العشر الآواخر من رمضان ، وليست فى رمضان كله ، فعن أبى سلمة قال : { انطلقت الى أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه فقلت ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث ، فخرج ، فقال : قلت : حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر ؟ قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأول من رمضان ، واعتكفنا معه ، فأتاه جبريل فقال : إن الذي تطلب أمامك ، فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه ، فأتاه جبريل فقال : إن الذي تطلب أمامك ، قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا ، صبيحة عشرين من رمضان ، فقال : من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع ، فإني أريت ليلة القدر وإني نسيتها وإنها في العشر الأواخر ، وفي وتر ، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء . وكان سقف المسجد جريد النخل ، وما نرى في السماء شيئا ، فجاءت قزعة فأمطرنا ، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء . على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته ، تصديق رؤياه } ( رواه البخارى )
أما من قال أنها فى رمضان كله استنادا الى ما رواه أبو داود عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال هي في كل رمضان } فالحديث سنده ضعيف كما بين ذلك العلامة الألبانى فى ضعيف أبى داود .
وأختلفوا رحمهم الله فى تحديدها فى العشر على أكثر من أربعين قولا ، ويمكن جمع هذه الأقوال على ثلاثة آراء :
الرأى الأول : تحديدها فى الليالى الفردية من العشر الآواخر ( ليالى 21، 23، 25 ، 27، 29 ) :
أ - ليلة 21 :-
1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : { إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ ، قَالَ : فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ : إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ ، قَالَ : وَإِنِّي أُريْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ ، فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ ، فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ} (رواه البخارى ) قال ابن حجر في الفتح : ( بعد أن أورد الأقوال الواردة في ليلة القدر: ذهب علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعائشة من الصحابة ، والشافعي وأهل المدينة ومكة من الأئمة إلى أن أرجى لياليها ليلتا إحدى وعشرين وثلاث وعشرين ، وقد رجح ذلك ابن القيم رحمه الله ) أه .
ب - ليلة 23 :-
1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { قَالَ لَهُمْ وَسَأَلُوهُ عَنْ لَيْلَةٍ يَتَرَاءَوْنَهَا فِي رَمَضَانَ قَالَ : لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ )) ( رواه أحمد ) و فى رواية عند الطبراني { تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين } ( صححها الألبانى )
2- عن عبد الله بن أنيس الجهنى قال : { كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا من يسأل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان فخرجت فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب ثم قمت بباب بيته فمر بي فقال ادخل فدخلت فأتي بعشائه فرآني أكف عنه من قلته فلما فرغ قال ناولني نعلي فقام وقمت معه فقال كأن لك حاجة قلت أجل أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال كم الليلة فقلت اثنتان وعشرون قال هي الليلة ثم رجع فقال أو القابلة يريد ليلة ثلاث وعشرين } ( رواه أبوداود وقال عنه الألبانى حسن صحيح )
3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا ، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ ، قَالَ : فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْصَرَفَ وَإِنَّ أَثَرَ الْمَاءِ وَالطِّينِ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ ؛ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَقُولُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ } ( رواه مسلم )
4- عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال : { أتيت وأنا نائم في رمضان فقيل لي إن الليلة ليلة القدر قال : فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي قال : فنظرت في تلك الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين } (رواه أحمد وصححه أحمد شاكر )
ج - ليلة 25 :-
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع ِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : { أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ } ( رواه أحمد وحسنه الألبانى ) وهذا القول حكاه بن العربي في العارضة وعزاه بن الجوزي في المشكل
د – ليلة 27 :-
1- قال الشنقيطى فى أضواء البيان : { ومما يمكن أن يكون له صلة بالسورة ذاتها ، ما حكاه ابن كثير أن بعض السلف ، أراد استخراجها من كتاب الله في نفس السورة ، فقال : إن كلمة " هي " في قوله : سلام هي ، تقع السابعة والعشرين من عد كلماتها ، فتكون ليلة سبع وعشرين . وقيل أيضا : إن حروف كلمة ليلة القدر تسعة أحرف ، وقد تكررت ثلاث مرات ، فيكون مجموعها سبعة وعشرين حرفا ، فتكون ليلة سبع وعشرين .}
2- عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ووالله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها } ( رواه مسلم )
3- عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : { رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أرى رؤياكم في العشر الأواخر . فاطلبوها في الوتر منها } ( رواه مسلم ) .
4- وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { التمسوا ليلة القدر ليلة سبع و عشرين} ( رواه الطبرانى فى معجمه الكبير وصححه الألبانى )
5- عن عبد الله بن عباس { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها ليلة القدر قال : عليك بالسابعة } ( رواه أحمد فى مسنده وصححه أحمد شاكر ) وهو الراجح من مذهب أحمد ورواية عن أبي حنيفة وبه جزم أبي بن كعب وحلف عليه، ورواه بن أبي شيبة عن عمر وحذيفة وناس من الصحابة .
الرأى الثانى : تحديدها فى الليالى الزوجية ( ليالى 22، 24 ، 26 ، 28 ، 30 )
أ- ليلة 22 :-
عن عبد الله بن أنيس الجهنى قال { كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا من يسأل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان فخرجت فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب ثم قمت بباب بيته فمر بي فقال ادخل فدخلت فأتي بعشائه فرآني أكف عنه من قلته فلما فرغ قال ناولني نعلي فقام وقمت معه فقال كأن لك حاجة قلت أجل أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال كم الليلة فقلت اثنتان وعشرون قال هي الليلة ثم رجع فقال أو القابلة يريد ليلة ثلاث وعشرين } (رواه أبو داود وقال عنه الألبانى حسن صحيح )
ب – ليلة 24 :-
عن أبي نضرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :{ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَبْلَ أَنْ تُبَانَ لَهُ ، فَلَمَّا انْقَضَيْنَ أَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَقُوِّضَ ، ثُمَّ أُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَأَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَأُعِيدَ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهَا كَانَتْ أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَإِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلانِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ .قَالَ قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا ، قَالَ : أَجَلْ نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ ، قَالَ قُلْتُ : مَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ ؟ قَالَ : إِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَهِيَ التَّاسِعَةُ فَإِذَا مَضَتْ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ فَإِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُون فَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَة} ( رواه مسلم )
فهذا تفسير أبي سعيد رضي الله عنه بأنها في الليالي الزوجية ، وهو الذي روى حديث ليلة الحادي والعشرين كما تقدم ، مما يدل على أن ليلة القدرقد تكون في الليالي الزوجية أيضًا .
ولهذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين ، منهم بن مسعود والشعبي ومحكي عن بلال وابن عباس والحسن وقتادة .
ج – ليلة 26 :-
قوله فى الحديث السابق { فاذا مضى خمس وعشرون فالتى تليها الخامسة }
د – ليلة 28 :-
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : { صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ قَامَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِيهَا لَمْ يَقُمْ بِنَا فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ قَامَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَذْهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ ، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ قَالَ لا إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِيهَا لَمْ يَقُمْ بِنَا ، فَلَمَّا أَنْ كَانَتْ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ وَاجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ يَفُوتُنَا الْفَلاحُ ، قَالَ قُلْتُ وَمَا الْفَلاحُ قَالَ السُّحُورُ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا يَا ابْنَ أَخِي شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ} (رواه أحمد فى مسنده }
ه - ليلة 30 :-
عن معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان } ( أخرجه السيوطى فى الجامع الصغير وصححه الألبانى )
فاذا كان رمضان ثلاثين يوما ، فآخر ليلة هى ليلة ثلاثين . وحكى هذا القول عياض والسروجي في شرح الهداية ورواه محمد بن نصر والطبري عن معاوية وأحمد
** نائب رئيس هيئة قضايا الدولة و الكاتب بمجلة التوحيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.