كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر, أن هناك ثلاثة أهداف محورية للجولة الخارجية التي بدأها الرئيس دونالد ترامب في 20 مايو بزيارة السعودية, والتي تقوده أيضا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والفاتيكان ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل وصقلية في إيطاليا، حيث سيشارك في قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى. ونقلت "رويترز" عن ماكماستر, قوله إن الأهداف الثلاثة هي :إعادة التأكيد على دور الولاياتالمتحدة القيادي على الساحة الدولية، وبناء علاقات مع زعماء عالميين، وتوجيه "رسالة وحدة لأصدقاء أمريكا وأتباع ثلاث من أكبر الديانات في العالم". وتابع " ترامب يسعى إلى توحيد الناس من جميع العقائد وراء رؤية مشتركة للسلام والتقدم والرخاء". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصل السعودية السبت الموافق 20 مايو, في أول زيارة خارجية له منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في يناير الماضي. وحسب "الجزيرة", جرت مراسم استقبال رسمية للرئيس الأمريكي والوفد المرافق له في قصر اليمامة بالرياض، تبعها لقاء قمة بين ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي, تخلله قيام الملك سلمان بإهداء ترامب وسام الملك عبد العزيز، وهو أرفع وسام ملكي في المملكة، كما أقام الملك استقبالا رسميا لترامب في الديوان الملكي، حيث عزفت الموسيقى الملكية ترحيبا بالضيف الأمريكي. وخلال القمة بين الملك سلمان وترامب, جرى توقيع اتفاق "الرؤية المشتركة" بين البلدين، كما جرى بحضورهما توقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي تبلغ قيمتها 460 مليار دولار. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في ختام القمة الأمريكية السعودية, إن توقيع "الرؤية المشتركة" للبلدين سيرتقي بعلاقتهما إلى علاقة إستراتيجية، ويمكّن من مواجهة الإرهاب والتوسع الإيراني. وأضاف الجبير إن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال القمة ستمكّن من تحقيق قفزة جديدة في العلاقات الأمريكية مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ومع العالمين العربي والإسلامي بشكل عام. وتابع " هذه الاتفاقيات ستدعم أيضا جهود البلدين في مكافحة الإرهاب، وتطور القدرات الدفاعية والتعاون الدفاعي المشترك"، مشيرا إلى إن إعلان الرؤية المشتركة سيشمل كذلك دعم التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم ومجالات أخرى مختلفة، بما يجعل زيارة الرئيس ترامب غير مسبوقة بالفعل. وأضاف الجبير أن الاتفاقيات التجارية تشمل مشاريع في البنية التحتية والتكنولوجية، وستوفر مئات آلاف الوظائف في البلدين، وتدعم اقتصاديهما، وقال أيضا إن القمة تناولت الوضع في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك الوضع في اليمن، مشيرا إلى أن الملك سلمان ثمّن جهود ترامب لإيجاد مخرج سياسي وسلمي لهذه الأزمات. وحذر وزير الخارجية السعودي من الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وقال إن طهران خلقت أكبر منظمة إرهابية في العالم وهي حزب الله اللبناني, وإنها تواصل التدخل في سوريا واليمن والعراق، وقال إن إيران تمول الميليشيات التي تريد أن تزعزع الوضع في المنطقة وهم الحوثيين وحزب الله. ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن تنسيق الجهود مع المملكة العربية السعودية وحلفاء واشنطن لمواجهة تهديدات إيران، لا سيما دعمها الميليشيات المتطرفة في عدة دول بالمنطقة، مشيرا إلى أن البلدين يركزان على إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية. وقال تيلرسون في رده عن سؤال حول إيران إنه يأمل من الرئيس الإيراني الذي تمت إعادة انتخابه حسن روحاني أن "ينهي التجارب الصاروخية الباليستية، وأن يوقف دعم الشبكات الإرهابية في المنطقة ووقف تمويل الإرهاب". وأضاف إن إعلان الرؤية المشتركة الذي تم توقيعه خلال هذه "الزيارة التاريخية" للرياض يهدف إلى تقوية العلاقات بين البلدين، ويسهم في إرساء شرق أوسط سلمي يفتح الباب أمام التنمية والتعاون الاقتصادي. وتابع تيلرسون "الإعلان يشمل عدة عناصر تتطلب حوارا مستمرا بين البلدين، مما يحتم عقد اجتماعات بشكل دوري ومنتظم، لبحث إستراتيجيات جديدة في مجال مواجهة الإرهاب والتطرف وردع مموليه وتعزيز الإمكانيات الدفاعية". وبدوره, قال وزير التجارة السعودي ماجد القصبي إن بلاده منحت تراخيص للاستثمار بالسعودية ل23 من كبرى الشركات الأمريكية, فيما قالت "الجزيرة", إن السعودية والولاياتالمتحدة وقعتا اتفاقيات دفاعية بقيمة 460 مليار دولار، منها 110 مليارات دولار قيمة صفقات عسكرية سابقة، وستسلم بموجبها واشنطن أسلحة على الفور للجانب السعودي، بالإضافة إلى صفقات تعاون دفاعي أخرى بقيمة 350 مليار دولار على مدى عشر سنوات. وحسب مراقبين, فإن الاتفاقات الموقعة غير مسبوقة في تاريخ البلدين، وتعتبر دليلا على عودة الدفء بوتيرة متسارعة في العلاقات السعودية الأمريكية، وذلك بعد فترة من الفتور بينهما في آخر فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ويعقد الأحد 21 مايو اجتماع بين ترامب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي يركز على التهديدات الأمنية والتصدي لسياسات إيران، كما تعقد قمة إسلامية عربية أمريكية تبحث فرص التعاون والشراكة الأمنية والدفاعية، إضافة إلى السياسات الإيرانية. وسيلقي ترامب خطابا خلال القمة الإسلامية الأمريكية يتناول فيه تصوره لانتشار رؤية سلمية للإسلام في العالم. ويقوم الرئيس الأمريكي بجولة خارجية تشمل خمس دول في ثمانية أيام، تشمل زيارة السعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والفاتيكان وبروكسل وصقلية، حيث سيشارك في قمة مجموعة السبع. وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد الجمعة 19 مايو أن زيارة ترامب ستعزز الشراكة الإستراتيجية بين الرياضوواشنطن، وكذلك بين الولاياتالمتحدة والدول العربية والإسلامية. وأضاف الجبير أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية ستشهد حضورا مكثفا لقادة الدول المعنية، حيث من المنتظر أن يشارك في فعالياتها 37 من القادة بين ملوك ورؤساء، إضافة إلى ستة من رؤساء الحكومات، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي.