أرجو أن تلاحظ معى حجم ونوعية الدِّعاية التى بدأت تنتشر فى شوارع القاهرة الكبرى لمرشحى الرئاسة، خاصة تلك الموجودة أعلى الكبارى والأنفاق والطرق الدائرية والسريعة والمحاور الرئيسية، ومع بدء الموعد القانونى لبدء الدعاية لمرشحى الرئاسة، انهمر سيل اللافتات لبعض المرشحين. كانت البداية القوية للفريق أحمد شفيق والذى ملأت حملته الإعلانية معظم الأماكن الحيوية بالقاهرة الكبرى، ويمكن القول إنها الحملة الأضخم بين كل المرشحين، وبلغت تكلفة تلك الحملة مبلغ 2.9 مليون جنيه، ثم احتل المرشح الرئاسى عمرو موسى المرتبة الثانية، من حيث كثافة الإعلانات، ولكن لا نعرف التكلفة المادية لحملته، وإن كانت تقل قليلاً عن تكلفة حملة شفيق. وفى المقابل فقد اختفت دِعايات بقية المرشحين، وظهرت مثلاً مُلصَقات (بوستر) لعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى، ولكن لا توجد أية لافتات أو ملصقات لبقية المرشحين مثل عبد الله الأشعل أو هشام البسطويسى أو أبو العز الحريرى. ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين وحزب "الحرية والعدالة" يتمتعان بقدرات مالية كبيرة إلا أن حجم الإنفاق الدعائى والإعلانى لمرشحهم فى انتخابات الرئاسة د.محمد مرسى يبدو قليلاً، حيث إن لافتات مرسى فى شوارع القاهرة الكبرى تبدو قليلة للغاية، والملاحظات السابقة لها أكثر من دلالة تستحق التأمل من بينها مثلاً: 1- يبدو التيار المدنى والمحسوب على النظام السابق أو الذى عمل معه ويمثله موسى وشفيق الأكثر استعدادًا لتلك اللحظة من السباق الرئاسى، مقارنة ببقية المرشحين خاصة من ذوى المرجعية الدينية. 2- بين المرشحين مَن يتمتع بقدرات مالية جيدة، تسمح له بالإنفاق على حملات إعلانية جيدة له، من الممكن أن تدعمه أمام الناخبين، لكنه لا يفعل، ربما ظنًا أو اقتناعًا منه بأن فرصته فى الفوز ضعيفة، فلماذا الإنفاق المالى الكبير؟!، خاصة أنه حقق ما يريده من سباق الترشح للرئاسة، وهو مزيد من الشهرة، والتى ربما تعود عليه بالنفع والاستفادة فى قادم الأيام. 3- يبدو أن مرشحى التيار الإسلامى وتحديدًا أبو الفتوح والعوا، لم يلتفتا لأهمية الحملات الدعائية فى الميادين الرئيسية ولا يزالان على قناعتهما باستبدال تلك الحملات بالتواجد فى وسائل الإعلام، وتحديدًا القنوات الفضائية، ثم المؤتمرات الجماهيرية فى مختلف المحافظات. 4- احتل أحمد شفيق المرتبة الأولى فى الحملات الإعلانية فى الشوارع والميادين، وظنى أن هذا سببه أنه المرشح الرئاسى الأقل تواجُدًا بين الجماهير، ولم تكن له مؤتمرات جماهيرية كثيرة ومتعددة مثل غالبية مرشحى الرئاسة؛ لذا ربما قرر تعويض ما فاته بتلك الحملات. 5- هل ستؤثر الحملات الدعائية فى قناعات الناخبين أم أنها وسيلة لتذكرتهم بأسماء المرشحين؟!، هذا ما سوف تقرره نتائج الانتخابات النهائية. 6- المرشح الشاب خالد على هو أقل المرشحين من حيث الدعاية الانتخابية؛ حيث لم نجد له ملصقًا واحدًا فى غالبية شوارع القاهرة، وينطبق هذا على مرشحين آخرين هما حسام خير الله وعبد الله الأشعل؛ لأنها المرة الأولى التى تجرى فيها تجرِبة انتخابات رئاسية حرة؛ لذا لم تستقر قواعد العملية الانتخابية، ولكن المؤكد فى الانتخابات القادمة أنه سوف يكون للحملات الدعائية نصيب من اهتمام كل المرشحين، إذا عشنا وكان لنا عمر.