أعلن الداعية الإسلامي البارز وجدي غنيم، تجميد عضويته بجماعة الإخوان المسلمين؛ مطالباً إياها ب"الوضوح والقوة في المواقف والتصريحات"، وفق بيان. وكان بيان وجهته الإخوان (جبهة القائم بأعمال المرشد محمود عزت) إلى القادة العرب، خلال القمة العربية التي عُقدت بالأردن الأربعاء الماضي، أثار جدلاً واسعاً؛ بسبب احتوائه على كلمة "إسرائيل"، في تطور اعتبره أنصارها خطيراً، بعدما دأبت "الجماعة" على تسمية إسرائيل ب"الكيان الصهيوني". وتداركاً لهذا الموقف، قدّم المتحدث باسم الجماعة طلعت فهمي (منتم للجبهة ذاتها)، الخميس الماضي، اعتذاراً عن البيان، مؤكداً على الالتزام بأدبيات الجماعة في "عدم الاعتراف بإسرائيل". وفي بيان اطلعت عليه "المصريون"، قال "غنيم" (66 عاماً)، مساء السبت: "أبلغكم (الإخوان) بقراري النهائي بتجميد انتمائي للإخوان، حتى تعود (الجماعة) إلى ما تربينا عليه من ثوابت والوضوح والقوة والشفافية في القرارات والتصريحات". وأضاف "للأسف وضعتنا الجماعة في مرمى السهام والانتقاد بتصريحات ومواقف لا تليق بتاريخها ولا بمكانتها". ووجدي غنيم، سُجن في مصر أكثر من مرة في تهم ارتبط أغلبها باتهامه ب"الانتماء إلى الإخوان"، قبل أن يرحل عنها إلى عدة دول. وكان من ضمن 7 قيادات إخوانية، طالبت السلطات القطرية منهم في سبتمبر 2014، مغادرة البلاد، لأسباب لم تعلن بعد. ويحاكم غنيم (المقيم بالخارج) حالياً غيابياً على ذمة عدة قضايا بتهم من بينها "الانتماء لجماعة أسست على خلاف القانون (الإخوان)، وإهانة القضاء". واكتسب الداعية "غنيم" شعبية كبيرة في مصر وعدة دول عربية، لاسيما في آواخر تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ بسبب أسلوبه المعتمد على السخرية في التناول للقضايا السياسية والدينية. وتعقيباً على قراره، قال أحمد رامي، أحد المتحدثين باسم حزب الحرية والعدالة (منحل)، الذراع السياسية للإخوان، إن "هذه التصرفات ردود أفعال لها أسباب تتعلق بالأداء العام (للإخوان) الذي قد يكون آن أوان استدراكه". وأضاف للمصريون، أن "الأمر أعمق من استقالة أفراد أو حتى مجموعات". ومتحدثاً عن الإخوان، تابع رامي: "نحن بحاجة لإجراءات تصحيحية عاجلة، الوقت ليس جزءا من العلاج وإذا بدأت هذه الإجراءات قد يلتئم الجسد الإخواني ويتعافى سريعا". ومضى قائلاً "يبدو أن مبادرة (الشيخ يوسف) القرضاوي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) التي لم يكتب لها النجاح في تفادى النفق الذي دخلنا (الإخوان) فيه لم ينتبه البعض أنها كانت النداء الأخير الذي لن تكون الأمور بعد عدم التجاوب معها كما كانت قبلها إطلاقا". وتشهد "الإخوان" أزمة داخلية بين تيارين، أحدهما يتزعمه محمود عزت (محل إقامته غير معروف)، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه إثر غياب مرشدها محمد بديع المحبوس على ذمة عدة قضايا، وأخرى جبهة كان يتزعمها القيادي الراحل محمد كمال (أعلنت الداخلية مقتله في أكتوبر الماضي) الذي كان عضواً قبل وفاته بمكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنفيذية بالإخوان). ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، تنال الأخوان وأفرادها وأنصارها اتهامات ب "التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارا في ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية". فيما تقول الإخوان إن نهجها "سلمي"، في الاحتجاج على النظام الحاكم.