وسط حالة من التراشق الإعلامي من جانب مؤيدي النظام السياسي القائم في مصر واتهام دول الخليج بإثارة البلبلة بين مصر والسودان، لا سيما بعد زيارة الشيخة موزة والدة أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، إلى الخرطوم مطلع الأسبوع الماضى. الإعلاميون المحسوبين على السلطة الحالية في مصر وربطوا بين زيارة الشيخة موزة وبين التصعيد السوداني ضد مصر عقب القرارات التي اتخذتها الحكومة السودانية بشأن حظر استيراد بعض المنتجات المصرية واعتبارها فاسدة، بالإضافة إلى تصريح رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان (حكومية) بالعمل على تكوين لجنة تضم كافة الجهات ذات الصلة" لحسم قضية منطقة مثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين الحدودية، وإخراج المصريين منها بالطرق الدبلوماسية. وبحسب مراقبين، فإن هناك ما أسموه عملية حصار خليجي للنظام السياسي المصري في إفريقيا خاصة أن الساحة السياسية خلال الشهور القليلة الماضية شهدت زيادة ملحوظة في التحركات الدبلوماسية والاقتصادية لدول الخليج، خاصة قطر والسعودية والإمارات في إثيوبيا عامة والسودان على وجه الخصوص . صابر عبدالقوي عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، قال: إن هناك بعض الدول العربية يعلمها الجميع كقطر وتركيا بالإضافة إلى دول صهيونية تعمل على تأجيج وإثارة العلاقات المصرية الأفريقية عامة والسودانية على وجه الخصوص. وأضاف عبدالقوي في تصريحه ل«المصريون»، أن ما تسعى إليه هذه الدول في الفترة الراهنة من زيادة التوتر المصري السوداني لن يؤثر في العلاقات وإن كان هناك أحاديث إعلامية بين الجانبين يرفضها الجميع، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحكومة تسعى في الفترة الراهنة إلى رأب الصدع الذي تحاول هذه الدول سالفة الذكر تأجيجه. ونوه عضو اللجنة الإفريقية بمجلس النواب، إلى أن السعي الحثيث من جانب هذه الدول في خلق بيئة اقتصادية وعمل استثمار في إفريقيا لن يكون له تأثير كبير ؛ وذلك بسبب عدم وجود جذور لهذه الدول في إفريقيا – بحسب قوله. وعن التراشق الإعلامي من قبل بعض الإعلاميين في مصر ،لا سيما بعد حديث وزير الإعلام السوداني عن الآثار المصرية، لافت النائب البرلماني إلى أن هناك بعض الإعلاميين بمصر يظنون أنهم يدافعون عن الرئيس السيسي والشعب المصري، لكنهم في الحقيقة كالدبة التي قتلت صاحبها، مطالبًا المسئولين في مصر بعدم الانسياق وراء ما أسماه ب «المهاترات». و قال كمال أحمد عضو مجلس النواب، إن ما تقوم به بعض الدول العربية كقطر وغيرها في إثيوبيا عامة وفي السودان بصورة خاصة ما هو إلا «كيد نسا» ، ولابد التعامل معه من جانب الحكومة المصرية بطريقة أكثر جدية يحكمها لغة الحوار العاقلة التي تعي أهمية العلاقات المصرية الإفريقية. وأضاف أحمد في تصريحه ل«المصريون»، أن التعامل الإعلامي بين الجانبين أمر سيء يجب وقفه في الحال ؛ وذلك لأن ما تشهده الساحة السياسية والدبلوماسية بين الجانب المصري والسوداني لن يؤثر في العلاقات المتجذرة بين مصر ودول إفريقيا، معتبرًا في الوقت ذاته أن ما يحدث من قبل الإعلاميين هو ما يعمق الأزمة . وأشار إلى أن الاستثمار الذي يحدث من بعض الدول العربية كالسعودية وقطر والإمارات في الفترة الراهنة ليس بجديد، كما أن الزيارات المتكررة من جانب دبلوماسيين من تلك الدول ما هي إلا أمور طبيعية لن تؤثر على العلاقات المصرية السودانية.