اعتبرت الأحزاب الإسلامية أن إنشاء الدكتور محمد البرادعى حزبًا سياسيًا ليبراليًا جديدًا هو نوع من المشاركة السياسية الجيدة التى تخلق نوعًا من التنوع فى الساحة السياسية التى تتسع للجميع، نافين أن يتم التوحد بين القوى الإسلامية والليبرالية فى الوقت الحالى على حزب واحد، أو أن يعتبر حزب البرادعى خصمًا منافسًا بقوة ضد التيار الإسلامى أو أن يخصم من رصيد الإسلاميين فى الشارع. قال المهندس أحمد محمود، النائب بمجلس الشعب، وعضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، إنه يتمنى أن يكون الحزب الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى المسمى بالدستور، إضافة للساحة السياسية وعاملاً لزيادة خصوبتها، لأننا عانينا من أصحاب الفكر الليبرالى المتشددين فى فكرهم، ويحتكرون إرادة الشارع المصرى، ولا يحترمون الشرعية التى أعطاها الشعب لنوابه فى البرلمان. وأضاف محمود أنه يتمنى أن يكون البرادعى معبرًا عن الليبرالية الحقيقية، وأن يكون التنافس السياسى تنافسًا شريفًا، لأن الساحة السياسية تتسع للجميع سواء كان اتجاه الأحزاب إسلاميًا أو ليبراليًا، طالما التنافس بشكل موضوعى، وبأسلوب ديمقراطى، ولا يمارس فيه الإقصاء بأى نوع من أنواعه. واستبعد أن يكون حزب البرادعى خصمًا سياسيًا للقوى الإسلامية بالشكل الكبير الذى يضخمه الإعلام، وأنه لن يخصم من رصيد الإسلاميين فى الشارع. فى حين قال عصام دربالة، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، إن من حق جميع المصريين التعبير عن آرائهم ومشروعاتهم المتعلقة بنهضة الوطن سواء كان لحزب البرادعي أو أى حزب آخر فى مصر, لأن الشعب يستطيع أن يحكم فى نهاية الأمر على كل هذه الأحزاب ويحدد أيها أكثر تجاوبًا مع أماله. وتمنى ألا يتجاهل مؤسسو الأحزاب الجديدة هوية هذا الشعب وألا يتصادموا معها، مشيرًا إلى أن حزب البرادعي يمثل تيارًا آخر وهو التيار الليبرالى العلمانى ويطرح رؤى غير التيار الإسلامى. وأكد دربالة أن الجماعة الإسلامية كانت دائمًا ضد إقصاء الذين كانوا يتحدثون مع التيار الإسلامي من قبل, ومن ثم نحن في صدد إتاحة الحرية لكل التيارات في والوجود, سواء فى الساحة السياسية أو غيرها والتعبير عن جميع الآراء والبرامج. ومن جانبه قال هشام مصطفى، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن إعلان الدكتور محمد البرادعى رغبته فى التوحد مع الأحزاب والتكتلات السياسة الأخرى من أجل توحيد الصفوف هى خطوة إيجابية، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية تحتاج من الجميع إلى توحيد الصفوف بين التكتلات الواحدة وتوحيد برنامجها فى هدف واحد وذلك من أجل تحقيق الالتقاء بين جميع القوى السياسة فى مصر تمهيدًا للوصول إلى الاستقرار. وأشار إلى أن توحيد القوى التى تحمل أفكارًا متشابهة فى فصيل سياسى واحد سيسهل من مهمة التفاوض بين التكتلات الكبيرة الأمر الذى يتيح تسهيل مهمة هندسة الخريطة السياسة فى مصر والالتفاف حول الأزمات الكبيرة وحلها بسهولة. وقال أحمد الكردى المتحدث الإعلامى لحزب التوحيد العربى إن مصر الآن تحتاج إلى ظهور التكتلات السياسة والائتلافات من أجل إتاحة استكمال أهداف الثورة، مشيرًا إلى أن البرادعى سينجح فى جذب كل القوى السياسة التى تشترك معه فى نفس الأرضية الفكرية. واستبعد انضمام القوى الإسلامية لحزب البرادعى فى الوقت الحالى، موضحًا أنه من المؤكد أن يكون هناك توافق بين التكتلات الليبرالية فى حال ظهورها مع القوى الإسلامية حول المواقف التى تضع مصلحة مصر فى المقدمة. فيما قال عدد من المفكرين الأقباط، إن حزب "الدستور" الذى دشنه الدكتور محمد البرادعى سيلقى قبولا كبيرا وسيجعل أمام الأقباط حرية للاختيار من بين الأحزاب التى تتفق مع رؤيتهم. وقال أندرية زكى - نائب الطائفة الإنجيلية إن الطائفة تؤيد فكرة التعدد والتنوع، واعتبر الحزب إضافة مهمة للحياة السياسية المصرية. وأكد أن الطائفة الإنجيلية ليس لها أى حزب تدعمه، ولكنها تدعم من يقف وراء الدولة الحديثة المدنية ومن يؤمن بالمواطنة، وأضاف أنه يؤمن بأن وجود البرادعى سيسهم فى التنوع والتعددية السياسية على وجهه العموم. من جهته، رأى الأنبا بسنتى – أسقف حلون والمعصرة أن الدكتور محمد البرادعى شخصية لها ثقلها فى الحياة السياسية، وقال :" إن أى مصرى سواء كان مسلما أو مسيحيا يتمنى الانضمام إلى حزبه ولكنهم لابد أن يستمعوا إلى برنامجه أولا قبل التفكير فى الانضمام إليه". وتوقع كمال زاخر - المفكر القبطى انضمام كل المصريين من مسلمين وأقباط إلى حزب البرادعى، ولكنه قال إن الوقت الحالى لا يكفى للحكم على برنامج حزبه. فى نفس السياق عبر نادر شكرى، رئيس المكتب السياسى ل"اتحاد شباب ماسبيرو" عن ترحيب الاتحاد بأى حزب مدنى أو سياسى يساهم فى زيادة التفاعل فى الحياة السياسية لاسيما حزب البرادعى الذى رأى أنه يأتى فى وقت تشهد فيه الأحزاب السياسية المتواجدة الآن ركودا سياسيا. ورأى أن البرادعى، سيجد حوله عددا من التيارات ومن شباب الثورة والنشطاء السياسيين وعددا من المواطنين الذين لم يكن لهم الحظ فى الانضمام للأحزاب أخرى، ولهذا فإن شباب ماسبيرو يرحب بالانضمام إلى تجربة البرادعى. وقال هانى رمسيس – عضو الاتحاد أن الأقباط خرجوا للمشاركة فى الحياة السياسية بعد ثورة 25 يناير وبالتالى فإنهم ستكون لديهم الرغبة فى الإنضمام إلى أى حزب يحترم قواعد الدولة المدنية ويحقق مبدأ المواطنة بين جميع المصريين.