شهدت مليونية "حماية الثورة"؛ التي دعا إليها عدد من القوى الوطنية والأحزاب والائتلافات الثورية وعلى رأسهم جماعة "الإخوان المسلمين"، للمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية فى مواعيدها وتسليم السلطة فى نهاية يونيو المقبل، إقبالاً محدودًا لم يرق إلى الأعداد التي شاركت في مليونيتي الأسبوعين الماضيين. وكان من بين المشاركين في مليونية الأمس أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل مرشح الرئاسة المستبعد و"الجبهة السلفية"، وجماعة "السلفية الجهادية"، مطالبين بضرورة إسقاط المادة 28 وحل اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، احتجاجًا على قرارها باستبعاد المرشح الإسلامى بزعم حصول والدته على الجنسية الأمريكية. وشهد ميدان التحرير أمس أربع منصات رئيسية، إحداها لأنصار أبو إسماعيل، والأخرى لحركة "حازمون"، بينما نصب "ثوار بلا تيار" مِنصَّة خاصة بهم، إلى جانب منصة رابعة لحزب "العمل الجديد"، بينما كان لافتًا غياب جماعة الإخوان المسلمين، التي تزعمت الدعوة للمليونية. وكان عدد من الأحزاب الائتلافات والحركات الثورية على رأسها "الجبهة الحرة للتغيير" السلمي وأحزاب الوفد والجبهة الديمقراطية والتجمع أعلنوا مقاطعتهم مليونية الأمس بعد أن اعتبروا الهدف منها "تصفية الحسابات بين القوى الإسلامية والمجلس العسكري"، ودعوا في تحرك مواز إلى مليونية جديدة أول مايو المقبل. وطالب الشيخ هانى صادق، خطيب الجمعة بميدان التحرير وأحد أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بضرورة التأكد من إجراء الانتخابات الرئاسية فى أجواء نزيهة بعيدًا عن التزوير لضمان تحقيق إرادة الشعب. وشدد خلال خطبته، التى ألقاها من أعلى منصة "شباب بلا تيار"، على أهمية تضافر جهود كل القوى السياسية من أجل إعلاء مصلحة مصر العليا والخروج من الأوضاع الحالية إلى بر الأمان، لافتاً إلى أن تطبيق الشريعة الإسلامية يعد أحد أهم الأهداف التى يسعى المصريون إلى تحقيقها، مضيفًا أن المشروع الإسلامى الذى كان يستهدف "أبو إسماعيل" تطبيقه فى الشارع المصرى تم إقصاؤه من "قضاة مبارك"، مؤكدًا أنهم قاموا بالتربص من أجل استبعاد المرشح الذى أعلن صراحة بأنه سيقوم ب" تطبيق الشريعة الإسلامية وتطهير الداخلية وإعادة محاكمة رموز مبارك". وطالب صادق المعتصمين بأن يثبتوا على مواقفهم واعتصامهم بالميدان لفضح التزوير، الذى تم تجاه مرشحهم من قِبَل لجنة الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن ثبات أنصار المشروع الإسلامى وأنصار أبو إسماعيل سيكون انطلاقة لثورة ثانية وسبيلاً للقضاء على الفساد والاستبداد، الذى مازال يمارسه فلول مبارك بقيادة المجلس العسكرى عقب ثورة 25 يناير، منتقدًا فى الوقت ذاته التراخى فى محاكمة قتلة الثوار، ومطالبًا بسرعة البت فى تلك القضية. فى الوقت ذاته، سادت حالة من الغضب بين المتظاهرين بالميدان إثْر قيام بعض الصحف القومية بعمل استبيان حول مرشحى الرئاسة الثلاثة عشر الذين تم غلق باب اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بعد اختيارهم، مما أثار استياء أنصار أبو إسماعيل، مطالبين المتظاهرين بعدم الاستجابة لمثل هذه الاستفتاءات، موضحين أن جميع هذه الاستفتاءات تؤدى إلى توجيه الرأى العام والمساهمة فى التزوير، الذى تبنَّته اللجنة الرئاسية. وقال جمال صابر، مؤسس حملة "حازمون"، إن القضية الآن ليست قضية خاصة بأنصار أبو إسماعيل، ولكن القضية أصبحت قضية شعب زوَّروا إرادته، وقرروا مصيره ، وتساءل مَن يضمن لنا بعد الآن نزاهة الانتخابات ونزاهة قرارات اللجنة المحصنة؟!، مستنكرًا عودةَ أحمد شفيق من جديد للسباق الرئاسى، فى حين تم استبعاد مَن صدر حكم قضائى لصالحه، مؤكدًا أنهم لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام هذا التلاعب واستمرارية الاعتصام، مطالبًا الإعلامَ بإظهار الحقيقة كما هى. وقال الشيخ سيد ظاهر، عضو جماعة "السلفية الجهادية"، إن مطالبهم الأولى هى تطبيق الشريعة الإسلامية والإفراج عن المعتقلين بسجن العقرب الذى يصل عددهم إلى 33 شخصًا، وأكد أنهم سيظلون معتصمين لحين الاستجابة لمطالبهم.