29% من البنوك المركزية تعتزم زيادة احتياطياتها من الذهب    عيد الخير.. التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى يواصل نشر البهجة بين المواطنين بجميع المحافظات.. توزيع لحوم الأضاحى للأسر الأكثر احتياجا و حفلات ترفيهية وتوزيع الهدايا على الأطفال لاستكمال فرحتهم بالعيد.. صور    النفط يتراجع.. وعوامل تتحكم في أسعاره    مصدر رفيع المستوى: لا صحة لمشاركة مصر في قوة عربية للسيطرة على المعابر مع غزة    الاحتلال يواصل حربه على غزة وسقوط 18 شهيدا وعشرات الإصابات منذ الصباح    وكالة الأنباء السورية: مقتل ضابط جراء عدوان إسرائيلي على موقعين في القنيطرة ودرعا    حسين الشحات ينعي وفاة مشجعتي الأهلي (صورة)    استياء مجلس إدارة الزمالك من جوزيه جوميز بسبب «تسريح» فريق 2003 (خاص)    عكاظ: الوحدة السعودى يستهدف ضم محمد الشناوى حارس الأهلى    رئيس بعثة الحج الرسمية: بدء تفويج حجاج القرعة غير المتعجلين من مشعر منى    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارتين بالقناطر الخيرية    152 سؤالًا لن يخرج عنها امتحان الكيمياء لطلاب الثانوية العامة    تاسع حالة.. وفاة حاجة مصرية من بورسعيد أثناء أداء فريضة الحج بالمشاعر المقدسة    الصحة: تقديم خدمات الكشف والعلاج ل 18 ألف و726 حاجا مصريا    ماذا قال أحمد عز عن تركي آل الشيخ بعد ضجة فيلم ولاد رزق 3؟ (تصريح)    مواليد 4 أبراج فلكية يعشقون النوم.. هل أنت منهم؟    جيش الاحتلال: استهدفنا مبنى عسكريا لحزب الله فى بلدة يارون جنوب لبنان    أجر عمرة.. مسجد قباء مقصد ضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    الصحة: تنفيذ 129 برنامج تدريبي ل 10 آلاف من العاملين بالوزارة    البحرية البريطانية: غرق سفينة استهدفها الحوثيون الأسبوع الماضي    رابع أيام العيد.. محافظ الغربية يتابع جهود رفع الإشغالات والنظافة بالقرى    إيرادات قطاع الضيافة في ألمانيا ترتفع في أبريل    الإسكان: إنهاء 381 مشروعا ب3 مراكز بمحافظات كفر الشيخ والغربية ودمياط ضمن مبادرة حياة كريمة    "لُقب بميسي وتألق تحت قيادة والده".. من هو فرانسيسكو كونسيساو "مُنقذ" البرتغال؟    صباحك أوروبي.. عودة دي يونج.. قلق كامافينجا.. ورحيل شقيق مبابي    ذا صن: سرقة قطعتين من كأس الدوري الإنجليزي    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025 للموسم الثاني على التوالي    السياحة: ⁠توافد كبير من الزائرين على المواقع الأثرية والمتاحف خلال إجازة عيد الأضحي    مراكز شباب المنيا تواصل استقبال الأهالي في رابع أيام العيد    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    «بكم طن حديد عز؟».. سعر الحديد اليوم الأربعاء 19 يونيو 2024 بالمصانع المحلية    استشاري باطنة: المبادرات الصحية في مصر مبتكرة وساهمت في القضاء على أمراض متوطنة    لجنة التدريب ب«القومي للمرأة» تناقش خطة عملها الفترة المقبلة    وفاة جديدة بين سيدات الغردقة أثناء أداء مناسك الحج.. وأسرتها تقرر دفنها في مكة    «إكسترا نيوز» ترصد مظاهر الاحتفال بالعيد في قنا والقناطر الخيرية (فيديو)    «الصحة» تحدد أفضل طريقة لطهي اللحوم الحمراء: لا تفرطوا في تناولها    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    عصابة الماكس.. أفراد تخلت عنهم العائلة وجمعتهم الجريمة    بعد وصف وزارة العمل علاقتها بمصر بأزهى العصور.. تعرف على المنظمة الدولية    القناة 12 الإسرائيلية: الجيش لا يزال بعيدا عن تحقيق مهامه برفح    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب المناطق الشمالية في باكستان    فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    أسعار البيض اليوم الأربعاء    تنسيق الجامعات 2024.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة بوزارة التعليم العالى    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    برلين تنتقد قرار موسكو إعلان معهد دي إتش آي الألماني منظمة غير مرغوب فيها    ناقد فني: أعمال عادل إمام توثق مراحل مهمة في تاريخ مصر    هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟ دار الإفتاء المصرية تكشف مفاجأة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    في ثالث ايام عيد الاضحى.. مصرع أب غرقًا في نهر النيل لينقذ ابنته    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 19 يونيو 2024    علامتان محتملتان للإصابة بالسرطان في يديك لا تتجاهلهما أبدًا (صور)    بعد وفاة العشرات خلال الحج بسببها.. كيف يمكن أن تكون ضربة الشمس قاتلة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو الفتوح يتفوق في استطلاعات تصويت المصريين بالخارج
نشر في المصريون يوم 26 - 04 - 2012

على الرغم من ضعف نسبة عدد المسجلين من الجاليات المصرية بالخارج، التى تجاوزت نصف المليون بقليل من واقع عشرة ملايين، إلا أن هذه الكتلة التصويتية حديثة العهد بالانتخابات المصرية لم تكن خارج حسابات معركة انتخابات مرشحى الرئاسة، فقد طاروا إليها فى رحلات مكوكية؛ لاقتناصها لما لها من كبير الأثر، وثقيل الوزن فى تغيير اتجاه مسار انتخابات الرئاسة لصالح مرشح ضد الآخر بسبب وضوح خريطة مرشحى الرئاسة وتباين الفروقات بين التيارات السياسية المختلفة التى ينتمون إليها، على عكس ما كان فى الانتخابات البرلمانية من كثرة عدد المرشحين، والدوائر الانتخابية، فضلاً عن عدم معرفتهم بالمرشحين، وهو ما عظم من دورهم فى انتخابات الرئاسة.
لقد بدأ العد التنازلى لعملية اقتراع المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها فى الفترة من الجمعة الموافق الحادى عشر إلى الخميس الموافق السابع عشر من مايو المقبل ولمدة أسبوع، على أن تكون الإعادة إذا اقتضى الحال ذلك يوم الأحد الموافق الثالث وحتى يوم السبت الموافق التاسع من يونيه المقبل، وحسبما ذكرت وزارة الخارجية أن عملية الاقتراع للمصريين بالخارج ستكون بنفس الإجراءات التى تم بها التصويت فى الانتخابات البرلمانية الماضية، من حيث قيام المصريين بالخارج بسحب بطاقات إبداء الرأى من على الموقع الإلكترونى الخاص بلجنة الانتخابات الرئاسية من على شبكة المعلومات الدولية، وانتخابات مَن يرغب فى ترشيحه للرئاسة، ثم إرسالها بالبريد العادى إلى السفارات والقنصليات التابع لها، أو أن يتوجه الناخب بنفسه إلى السفارة أو القنصلية التابع لها وتسليم بطاقة انتخابه بعد تسويدها فى ظرف مغلق، كذلك ستتم عمليات فرز أصوات المصريين بالخارج فى مقار السفارات والقنصليات المصرية، على أن يتم إرسال النتائج لوزارة الخارجية والتى ستقوم بدورها بنقلها للجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
ويبلغ عدد المصريين بالخارج الذين يحق لهم التصويت فى الانتخابات الرئاسية حوالى586,914 ناخب مصرى بالخارج، منهم 261,820 فى السعودية، 119,204 فى الكويت، 61,391 فى الإمارات، 32,823 فى قطر، 27,262 فى الولايات المتحدة الأمريكية، 11,882 فى كندا، 10,041 فى إيطاليا، 9,107 فى سلطنة عمان، 6,229 فى بريطانيا، 5,923 فى فرنسا، 5,122 فى البحرين, 3,135 فى ألمانيا، 5,068 فى استراليا، 1,514 فى النمسا، 1,986 فى هولندا، 72 فى فلسطين, 99 فى إسرائيل، 30 فى إيران.
وجدير بالذكر أن هذا العدد الذى لم يتجاوز نصف المليون إلا بقليل هو رقم زهيد جدًا إذا ما قورن بحجم المصريين المغتربين بالخارج الذى يصل إلى عشرة ملايين مغترب على أقل تقدير أى ما يوازى 10 % من مجموع المصريين، ويبدو أن ضعف نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من المصريين بالخارج حيث لم ترق إلى مستوى التوقعات المأمولة، والتى تتضح من ضعف نسبة التسجيل؛ حيث لم يسجل من الجدد سوى87 من المغتربين، ترجع إلى القرار الذى يدرسه اتحاد المصريين فى أوروبا والذى يضم 18 دولة أوروبية من إجمالى 39 دولة ممثلة فيها مصر فى أوروبا بخصوص مقاطعة الانتخابات الرئاسية؛ بسبب استياء الجاليات المصرية بالخارج مما وصفوه بالتهميش من قبل الحكومة، والبرلمان، ومرشحى الرئاسة؛ وذلك جراء عدم تمثيلهم فى البرلمان، وعدم تمثيلهم فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور والتى من المنتظر إعادة تشكيلها بعد حكم محكمة القضاء الإدارى بوقف التشكيل الحالى، وعدم اتجاه مرشحى الرئاسة إليهم، على الرغم من أنهم يمثلون 10 % من مجموع تعداد المصريين، وذلك فضلاً عن عدم حمل معظمهم لبطاقة الرقم القومى؛ وخصوصًا فى دول المهجر أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا، مما يؤثر سلبًا على نسبة المشاركة فى الانتخابات، على حين تم رفض مطالبتهم التصويت باستخدام جواز السفر، وهو ما يسبب إشكالية كبيرة لأغلب الناخبين المغتربين.
وعلى الرغم من ضعف نسبة المشاركة المتوقعة فى الانتخابات الرئاسية على إثر ضعف نسبة التسجيل فى كشوف الناخبين، وعلى الرغم أيضًا من تأرجح الآراء بين المشاركة والمقاطعة من بعضها، إلا أن أنظار مرشحى الرئاسة قد اتجهت صوب هذه الكتلة التصويتية التى لا يستبعد أن تلعب دورًا مهمًا فى ترجيح كفة أحد المرشحين إذا استطاع أن يسقطها فى مرماه، ومن هنا كانت تلك الزيارات المكوكية لبعض المرشحين، فكانت زيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية إلى السعودية وهى من أعلى الجاليات المصرية بالخارج من حيث التعداد؛ حيث يصل عدد من لهم حق التصويت إلى 204,119 ناخب، ولنفس السبب كانت زيارة الدكتور محمد سليم العوا، وأيضًا زيارة الدكتور عبد الله الأشعل، بعد زيارته لدبى، وهى أيضًا ثالث الأماكن التى بها كتلة تصويتية بعد السعودية والكويت، كما قام المستشار هشام البسطويسى بجولة أوروبية بدأها بالنمسا التقى فيها عددًا من أبناء الجالية المصرية فى عدد من اللقاءات الثقافية عرض فيها لبرنامجه الانتخابى، فالجالية المصرية فى أوروبا على وجه التحديد عايشت الديمقراطية فى دول أوروبا، وهو ما يجعلها بالطبع تنظر إلى البرامج، وليس إلى شخصية المرشحين.
وإذا حاولنا تحديد اتجاهات آراء الجاليات المصرية بالخارج حول مرشحى الرئاسة من خلال ما يصدر عنهم من مؤشرات، وجدنا الموقف يعتريه الغموض، ويغلفه الضباب، وذلك يعد انعكاسًا لما يحدث على الساحة السياسية فى الداخل، وبالتالى لا نستطيع أن نقف على اتجاه محدد لهذه الكتلة التصويتية، وخصوصًا فيما يتعلق بالجاليات الأوروبية، فنجد على سبيل المثال حوالى 63 تظاهرة لشباب الجالية المصرية بباريس كانت تحت شعار" إيد واحدة" رفع فيها المتظاهرون علم مصر، وطالبوا باستكمال الثورة واستمرارها، ومنع فلول النظام السابق من الترشح لانتخابات الرئاسة، وعلى رأسهم اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات ونائب رئيس الجمهورية السابق، وكذلك الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، وهو ما يرجح كفة التيار الإسلامى كما حدث فى الانتخابات البرلمانية الماضية، إلا أن عدم وجود مرشح توافقى من قبل التيار الإسلامى، عكس أيضًا هذا التشرذم والانقسام على الوضع السياسى خارج مصر، وبات من الصعب وجود رأى قوى اتجاه مرشح بعينه من مرشحى التيار الإسلامى.
وفى السياق ذاته، رحبت الجالية المصرية بقطر فى صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك باستبعاد اللواء عمر سليمان من انتخابات الرئاسة، معتبرة ذلك خطوة إيجابية على طريق توافق القوى الإسلامية حول مرشح توافقى، ويكون خروج اللواء عمر سليمان هو بذرة توحيد الصف الإسلامى.
وعلى صعيد آخر، أعرب عدد من أفراد الجالية المصرية بالإمارات عن رفضهم التام لخوض جماعة الإخوان المسلمين سباق الانتخابات الرئاسية، ونقضهم لوعدهم السابق برفض دخول ماراثون الرئاسة، وعدم تأييدهم لمرشح إسلامى، واصفين ذلك برغبة جماعة الإخوان المسلمين فى الاستحواذ على السلطتين التشريعية والتنفيذية، واعتماد مبدأ المغالبة لا المشاركة كما وعدوا بذلك قبل الانتخابات البرلمانية، ولفتوا إلى أن وصول الإخوان لمقعد الرئاسة سوف يؤثر سلبًا على علاقة مصر بالعالم العربى، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجى، لما سوف يترتب على ذلك من وجهة نظرهم، من تقارب العلاقات المصرية الإيرانية، فضلاً عن أن ذلك سوف يفتح الباب على مصراعيه للصراعات الداخلية بين القوى والتيارات السياسية المتباينة، وهو ما يعتبر مؤشرًا خطيرًا يؤثر سلبًا على مرشح جماعة الإخوان المسلمين من قبل الجاليات المصرية فى دول التعاون الخليجى.
وإذا ما أتينا إلى الجالية المصرية باليونان وجدناها تقف على مسافات متقاربة من مرشحى الرئاسة من إسلاميين وليبراليين، باستثناء مرشحى النظام السابق الذين يطاردهم الرفض فى أى مكان من المصريين المغتربين فى الخارج، ويبقى الالتزام الحزبى لمن ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين هو المخرج من الارتباك الذى يسود مشهد مرشحى الرئاسة، وبالتالى فالأصوات سوف تكون لمرشح الجماعة، خارج سياق جماعة الإخوان للمسلمين يتصدر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المشهد الرئاسى باعتباره الأكثر شعبية والأوفر حظًا، فيما تقل فرص السيد عمرو موسى الذى لا يوجد له حتى مجرد منسق لحملته فى اليونان، ولا توجد له أية شعبية بين أبناء الجالية المصرية.
فى البداية توقع الدكتور حامد الحامد، أستاذ هندسة الفضاء بجامعة أريزونا أحد أفراد الجالية المصرية بأمريكا، اتجاه الغالبية العظمى من أصوات الجالية ناحية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح جراء ما يتمتع به المرشح الرئاسى من قبول واسع بين أفراد الجالية المصرية نتيجة جنوحه للأفكار الليبرالية والإصلاحية، وتواصله مع أفراد الجالية، الذين عانوا كثيرًا من الإهمال على مدى عقود مضت.
ويقول المهندس صادق الشرقاوى أحد أفراد الجالية المصرية بلندن إن التجربة السابقة للجاليات المصرية فى أوروبا عمومًا فى الانتخابات البرلمانية جاءت مخيبة للآمال حيث صبت كلها فى بوتقة الإسلاميين، كاشفًا أن الاتجاه الغالب للمصريين المغتربين فى أوروبا هو الاتجاه العلمانى، وتوقع الشرقاوى ذهاب أصوات الجاليات المصرية فى أوروبا عمومًا إلى مرشحى التيار الإسلامى، وذهاب الكتلة التصويتية للمصريين المغتربين فى أمريكا واستراليا إلى مرشحى التيار العلمانى.
وتوقع المهندس طارق سيد عبد الصبور أحد أفراد الجالية المصرية بالكويت، ذهاب أصوات الجالية إلى مرشح جماعة الإخوان المسلمين، فعلى الرغم من حدوث نوع من الجدل حول موقف الجماعة المتغير من الدفع بمرشح لها فى الانتخابات الرئاسية، إلا أن ذلك من حقها، وخصوصًا بعد الظهور المفاجئ لرموز النظام السابق، ومحاولة السيطرة على الدولة مرة أخرى، ومن هنا نفهم تغير موقف الجماعة فى الدفع بمرشح رئاسى فى وقت حرج سبب احتقانًا شديدًا فى الأحداث، إلا أنه فى الصالح العام.
وانتقد المحاسب محمد أحمد بالسعودية دعوات التقليل من تأثير أصوات المصريين بالخارج فى اختيار مرشح الرئاسة القادم، موضحًا أن الجالية المصرية بالسعودية من أكبر الجاليات فى الخارج، هو ما دفع بمعظم المرشحين وخاصة مرشحى التيار الإسلامى إلى زيارة الجالية المصرية، وعرض برامجهم، والإجابة على استفساراتهم، متوقعًا أن تذهب معظم أصوات المصريين لمرشحى التيار الإسلامى، وخاصة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لما يتمتع به من قدرة فائقة على الحوار، واجتذاب قلوب الجماهير، مستبعدًا أن تذهب أصوات الجالية المصرية بالسعودية ناحية أى من مرشحى الفلول، وإن كانت هناك أصوات فسوف تكون قليلة، وستكون من نصيب عمرو موسى باعتباره كان بعيدًا عن فساد النظام السابق، ولم يشارك فى أحداث ما قبل الثورة.
وأشار المحاسب محمد عبد الله إلى أن هناك مزاجًا عامًا فى داخل مصر وخارجها يتجه ناحية اختيار التيار الإسلامى بشكل عام أيًا كانت فرص المرشحين، مؤكدًا أن كل ما يقال من عدم التوافق، أو الانقسام بشأن الإسلاميين لن يقلل من فرصهم شيئًا، متوقعًا أن تسير الانتخابات الرئاسية على نفس خطا التجربة البرلمانية من حيث تأييد الأغلبية للتيار الإسلامى بكل فصائله، كذلك توقع أن تكون فرص مرشحى التيار الإسلامى متساوية.
وأوضح الصيدلى أحمد فاروق أحد أفراد الجالية المصرية بالإمارات أن انتخابات الرئاسة تختلف عن الانتخابات البرلمانية، موضحًا أن الأسس التى يقوم عليها الاختيار تختلف فى الأولى عن الأخيرة، فسوف يكون التقييم بين مرشحى الرئاسة على أساس مشاريع البرامج الواضحة والشاملة للمعالجات التى تحتاجها البلاد فى كل المجالات فى المرحلة الراهنة، وكذلك فى المستقبل، ولا شك أن مصر تواجه تحديات مستقبلية خطيرة، مستبعدًا أن تؤثر العلاقات المتوترة بين جماعة الإخوان المسلمين والإمارات على فرص التيار الإسلامى عمومًا، ومرشح جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، مؤكدًا على عظم فرصة التيار الإسلامى فى حصد أصوات المصريين فى الانتخابات الرئاسية، كما كان الحال فى الانتخابات البرلمانية، بسبب الرغبة الحقيقية لدى الجميع فى التخلص من رموز النظام السابق الذين أفسدوا كل شىء وأهلكوا الحرث والنسل.
فيما رفض المحاسب وحيد على، أحد أفراد الجالية بدبى محاولة وضع السلطتين التشريعية والتنفيذية فى يد جماعة الإخوان المسلمين، مطالبًا بضرورة إحداث نوع من التوازن بين السلطات، محذرًا من مغبة السقوط فى دوامة استحواذ تيار بعينه على سلطات الدولة وإعادة إنتاج نظام مبارك التسلطى، مستنكرًا دخول جماعة الإخوان المسلمين سباق الرئاسة تحت أى دعاوى بهدف السيطرة والاستحواذ على السلطتين التشريعية والتنفيذية، متوقعًا أن تتجه أصوات أغلبية أصوات الجالية المصرية بالإمارات فى انتخابات الرئاسة ناحية التيار المدنى وليس الديني.
وقلل نصر الدين الضو، خبير أمنى بالأمم المتحدة وباحث فى الشئون الإنسانية، من شأن أصوات الجاليات المصرية بالخارج فى اتجاه سير الانتخابات الرئاسية جراء قلة عدد المسجلين فى كشوف الانتخابات الذين لم يتجاوزوا نصف المليون، بسبب ما حدث من ارتباك وتشرذم وانقسام بين مرشحى التيارات المختلفة، مما أدى إلى عودة الفلول ومحاولة انقضاضهم مرة أخرى على مقعد الرئاسة، واصفًا من تبقى منهم فى سباق الرئاسة بأنهم لا يصلحون ويفتقدون كاريزما الرئيس، التى مازالت عالقة بأذهان المصريين فى الداخل والخارج، مستبعدًا أن يحظى مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى بعد استبعاد المهندس خيرت الشاطر من السباق الرئاسى بتأييد الجاليات المصرية فى الخارج، وخاصة أمريكا وأوروبا، لما قد يترتب على وجود رئيس من جماعة الإخوان المسلمين من صدام مع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.
وتوقع الخبير الأمنى بالأمم المتحدة تأييد أغلبية الجاليات المصرية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأكثر ليبرالية، وذى الخلفية الإسلامية المعتدلة، وهو ما يتوافق مع أجواء الليبرالية والديمقراطية التى عاشت فيها الجاليات المصرية بالخارج، وتتمنى أن تراها فى مصر رأى العين.
وأكد الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بالأهرام أن الجاليات المصرية بعد ثورة 25 يناير حققت ما كانت تطمح إليه من حيث دخولها بؤرة الاهتمام بشأنها، بعد أن عانت من الإهمال، والتهميش فى ظل النظام السابق، وقد استطاعت مؤخرًا أن تنتزع حقها الدستورى والقانونى فى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وأصبحت مثل بقية الجاليات العربية من موريتانيا وتونس والجزائر والمغرب، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أننا كنا نفخر بأن لدينا مجلس شورى النواب منذ عام 1866 لكن الجاليات المصرية لم تكن تشارك فى الانتخابات كما كانت باقى الجاليات العربية.
ولفت خبير العلاقات السياسية إلى أنه رغم تحقق هذا الإنجاز إلا أنه من المؤسف أن الوضع الداخلى المرتبك انعكس كذلك على الوضع فى الخارج، فكما هو الحال فى الداخل من تشرذم وانقسام حول مرشحى الرئاسة، كذلك وضع الجاليات المصرية فى الخارج شابه هو الآخر الانقسام والتشرذم، ورغم كثرة عدد المرشحين على مقعد الرئاسة باتوا حائرين يتساءلون عن مَن هو الرئيس القادم؟ موضحًا أن الوضع السياسى فى الخارج هو امتداد للوضع السياسى فى الداخل، مؤكدًا أن وضع الانتخابات الرئاسية بالغ الصعوبة، وأصبح الأمر يحيط به الغموض فى الداخل والخارج، واستبعد خبير العلاقات الدولية أن يحظى التيار الإسلامى بأصوات أغلبية الجالية المصرية فى الخارج، وخصوصًا الجاليات التى فى دول الشمال والتى عايشت الديمقراطية عن قرب، كما أن هناك انتخابات رئاسية وشيكة فى فرنسا، سوف تلقى بظلالها على انتخابات الرئاسة المصرية؛ فهناك علاقة بين الشمال والجنوب.
وأرجع خبير العلاقات السياسية توقع ضعف نسبة التصويت لصالح التيار الإسلامى من الجاليات المصرية بالخارج، وخاصة من هم فى دول الشمال الأوروبى عكس ما حدث فى الانتخابات البرلمانية السابقة إلى انقسام التيار الإسلامى، وعدم توافقه على مرشح بعينه، كذلك دخول جماعة الإخوان المسلمين سباق الانتخابات الرئاسية، بعدما أكدت من قبل على عدم خوضها الماراثون الرئاسى، الأمر الذى أربك كل حسابات المرشحين، وزاد من تأزم وضع الانتخابات، على المستويين الداخلى والخارجى، كذلك مما زاد الأمر تعقيدًا رغبة جماعة الإخوان المسلمين فى الهيمنة على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأيضًا الاستحواذ على الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، مما اعتبرته الجاليات المصرية نقضًا للعهد الذى قطعته الجماعة على نفسها من قبل، وبالتالى لن يحظى التيار الإسلامى بكل فصائله بأغلبية أصوات المصريين المغتربين بالخارج.
وتابع الدكتور كمال الهلباوى، الرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية فى بريطانيا أن الجالية المصرية فى بريطانيا سوف تكون أميل إلى من زارها وتواصل معها، وهم على علاقة وطيدة، وتربطهم صلة قوية بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية، لافتًا إلى أن أكثرهم ارتباطًا بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فئة الأطباء والمهندسين؛ جراء علاقته القوية بهم، كما أن المهنة تجتذب الناس، مشيرًا إلى أن الدكتور محمد سليم العوا قد زار أيضًا الجالية المصرية بلندن، إلا أنه لم يوفق فى زيارته بسبب كثرة الميول من قبل الجالية المصرية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. وكشف الهلباوى أن الإسلاميين الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين سوف تذهب أصواتهم إلى مرشح الجماعة، وأوضح الهلباوى أن أقباط الجالية المصرية ببريطانيا تربطهم علاقة وثيقة بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فضلاً عن تميزهم برجاحة العقل؛ وبالتالى سوف تكون أغلبية أصواتهم من نصيب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وذلك على عكس أقباط أمريكا الذين سوف تتجه أصواتهم لغير المرشحين الإسلاميين؛ بسبب وجود بعض المشاغبين فى الولايات المتحدة الأمريكية مثل موريس صادق الذى يسعى جاهدًا لتشويه سمعة الإسلاميين، بل وسمعة مصر كلها، كذلك توقع المتحدث الرسمى السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب أن تذهب أغلبية أصوات الجالية المصرية فى أمريكا إلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح باستثناء أصوات الأقباط التى توقع سقوطها فى سلة عمرو موسى المرشح لرئاسة الجمهورية.
وأشار الهلباوى إلى أن الكتلة التصويتية فى الخليج سوف تسير فى نفس الاتجاه، فمن ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين سوف يعطون أصواتهم لصالح مرشح الجماعة التزامًا بالتعليمات التى سوف تصدر إليهم، وما عداها من أصوات الإسلاميين سوف تكون من حظ الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ومن غير الإسلاميين سوف تكون من نصيب عمرو موسى.
وأشار الدكتور أحمد حماد، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس إلى أن المصريين المغتربين فى فلسطين ينحصر وجودهم فى قطاع غزة وهو امتداد طبيعى لمصر، كما أن القطاع تسيطر عليه حركة حماس ذات التوجه الإسلامى، والقريبة من جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى فسوف تكون أكثر ميلاً لاختيار مرشح جماعة الإخوان المسلمين، أو على الأقل أى مرشح ينتمى للتيار الإسلامى، لافتًا إلى أن الوضع فى إسرائيل سوف يختلف تمامًا؛ فإسرائيل لن تسمح بالتوجه الإسلامى بداخلها، موضحًا أن من يتواجدون داخل إسرائيل معظمهم من ذهبوا للعمالة من بدو سيناء، أو من تزوجوا من الفلسطينيات اللاتى يطلق عليهن عرب 1948، وهؤلاء لا يهدفون من وراء ذلك إلا إثبات انتمائهم لمصر من خلال مشاركتهم فى الانتخابات.
وتوقع رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية أن يستبعد هؤلاء مرشحى التيار الإسلامى بالمرة، ويتجهون للتيار العلمانى أو اليسارى، استجابة لانتماءاتهم الأيديولوجية بطبيعة الحال.
فيما أشار الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير فى الشأن الإيرانى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن أمر الجالية المصرية فى إيران يتوقف على خلفياتهم الأيديولوجية والعقائدية، موضحًا أنهم إذا كانوا من الشيعة الذين يؤمنون بتقريب المذاهب، فسوف يتجهون بأصواتهم ناحية الدكتور محمد سليم العوا، أما إذا كانوا من السنة فسوف تكون أصواتهم من نصيب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو الدكتور محمد مرسى، أما إذا كانت ميولهم علمانية فسوف تتجه أصواتهم ناحية عمرو موسى.
وأوضح الدكتور محمد عبد السلام، الخبير بالمركز القومى للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه فيما يتعلق بعدد المسجلين فى كشوف الانتخابات وحجم التأثير لم يكن كبيرًا فى الانتخابات البرلمانية، وذلك بسبب توزيع الأصوات على عدد كبير من الدوائر، فضلاً عن عدم معرفة المرشحين، لافتًا إلى أن حجم تأثير الكتلة التصويتية بالخارج سوف يكون أقوى فى الانتخابات الرئاسية بسبب وضوح خريطة المرشحين، ومعرفة الناخبين بهم، وبانتماءاتهم السياسية، فالفروقات واضحة وكبيرة بين مرشحى التيارات المختلفة.
كما أكد الخبير السياسى أن أصوات المغتربين ستكون أكثر تأثيرًا فى الجولة الثانية عنها فى الأولى إذا ما اقتضى الأمر ذلك؛ لأنها فى هذه الحال سوف تسير فى اتجاه واحد أو اثنين على الأكثر، متوقعًا أن تتجه أصوات الكتلة المصرية فى الغرب ناحية التيار المدنى، مرجعًا السبب فى ذلك إلى أداء التيار الدينى فى فترة ما بعد الثورة، والذى لم يكن على قدر أحلام وطموحات المصريين المرجوة منه، كذلك الارتباك الشديد على الساحة السياسية الذى أحدثه الانقسام نحو مرشح الرئاسة، وعدم قدرته على الوصول لمرشح توافقى واحد يعبر عن التيار الإسلامى.
ورجح عبد السلام ارتفاع الأسهم التصويتية للتيار المدنى فى دول غرب أوروبا وأمريكا، وانقسام أصوات المصريين بمنطقة الخليج العربى بين التيارين الليبرالى والمدنى.
وفى النهاية أكد الدكتور ياسر كاسب، خبير الشئون البرلمانية والنظم السياسية أنه لم يعد يحظى التيار الإسلامى بنفس الزخم الذى كان يحظى به فى الانتخابات البرلمانية السابقة، على الرغم من احتفاظ تيارات معينة وكيانات سياسية بأوضاع خاصة، فما زالت الجاليات المصرية فى دول الخليج العربى تميل إلى التيار الإسلامى، إلا أنه لم يعد بنفس القدر، فهناك كتل تصويتية سوف تميل ناحية التيار المدنى، وفى أغلب الظن ستكون باتجاه عمرو موسى، وخاصة الإمارات، وإن كان الجانب الأكبر سوف يتجه ناحية التيار الإسلامى، وإذا ما نظرنا للجاليات المصرية فى الدول الأوروبية، ومعظمها توجد فى دول غرب أوروبا فسوف تكون أميل إلى التيار الليبرالى، وذلك بحكم اتجاهات المنطقة الجغرافية، كذلك المشكلات التى وقع فيها التيار الإسلامى منذ فوزه فى الانتخابات البرلمانية وحتى الوقت الحالى، من إثارة العديد من الصدامات فى العلاقات الدولية على المستوى الإقليمى والدولى، الأداء البرلمانى لم يكن على المستوى المرجو منه، لم يحدث أى تقدم على المستوى الاجتماعى والاقتصادى، فيما يتعلق باجتذاب رءوس الأموال المصرية الموجودة بالخارج، ودعم الاستثمار المصرى، كل ذلك سبب نوعًا من أنواع الإحباط فى المنتج البرلمانى. وأضاف الخبير فى النظم السياسية، أن الأمر سوف يرتبط أيضًا لدى الجاليات المصرية فى الغرب وأمريكا بالنظر إلى البرامج والأطروحات المقدمة من المرشحين، وهنا تظهر إشكالية أن برامج مرشحى الرئاسة لا تحتوى على آليات وأدوات عمل حقيقى يمكن من خلالها تقديم حلول عملية للمواطن، وبالتالى سيكون الحكم من خلال الإطار العام للبرنامج.
وتوقع الخبير فى الشئون البرلمانية أن تكون المنافسة بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كتيار محافظ ليبرالى، وعمرو موسى ممثلاً للتيار المدنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.