"بين أجراس تدق، وترانيم مسيحية تتلى، تتوجه الأنظار صوب أسر مسيحية مصرية هاجرت سرا من شمال سيناء ،واستقرت مؤقتا في كنيسة الأنبا أنطونيوس، بمحافظة الإسماعيلية المجاورة مع استهداف مسلحين للأقباط هناك".. بهذه الكلمات استهلت وكالة "الأناضول" للأنباء تقريرها الخاص عن أوضاع أقباط مصر في سيناء. وتابعت الوكالة:"تلك "الهجرة المؤقتة" ظهرت في أركان الكنيسة الأرثوذكسية بتلك المحافظة القريبة من شمال سيناء مع تراكم أثاث المنازل وتجمعات لتناول الطعام، وشباب ينقل صناديق الإعانات والإعاشة، وأسر يرتدى معظمها الأسود حدادا على الفقد المسيحي في سيناء، وفق مشاهدات وأحاديث بذلك المقر الكنسي. شحاته حنا، الرجل الذي أتى الحزن على تضاريس وجهه المجعد، يقول بأسى، للأناضول، عن وقائع قتل مسيحيين والتي دفعته للهجرة من سيناء: "كنا نفاجيء بهم (أي المسلحين) في منازلنا بأسلحتهم رغم أن لدينا كمائن (حواجز أمنية) لكن لا نعلم من أين يأتون؟". ويضيف وهو يزدرد لعاب الخوف والقلق: "كنا نُقتّل وكأن لا شيء حدث أو هناك دولة". ويستمر بلغة الجمع متحدثا عن شعور مسيحيي سيناء ومطالبهم قائلا: "نريد الأمن في بلادنا لم نستطع أن نراه في بيوتنا، وخرجنا منها متخفيين وخائفين من أن يتم تصفيتنا في الطريق". "لا فتنة" عبارة كررها رجل مسيحي في فناء الكنيسة أثناء حواره مع بعض علماء الدين الإسلامي الذين كانوا يزورن ضحايا النزوح المسيحي بالمقر الكنسي، في إطار حديثه عن الترابط بين المسلمين والمسيحيين رغم تلك الأحداث. الزي الأسود، هو المشهد اللافت في تجمع نسائي في أحد جوانب الكنيسة التي تستمر ترانيمها الحزينة، وسط حديث من السيدة نجوي فوزي، لآخرين عن الأوضاع في سيناء. السيدة التي خط الشعر الأبيض في شعرها علامات تقدم العمر، تتحدث عن نجل أختها مدحت سعد حكيم ووالده اللذين قتلا برصاص مسلحين في سيناء، منذ أيام، قائلة للأناضول: "طرقوا الباب وقتلوا مدحت ثم والده المسن وتركوا أختي تخرج"، دون مزيد من التفاصيل. وشهدت محافظة شمال سيناء خلال الأسابيع الأخيرة مقتل 6 مسيحيين برصاص مجهولين. وتزامنت تلك الهجمات مع بث تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش" الإرهابي، الأحد الماضي، تضمن تهديداً باستهداف المسيحيين داخل مصر. ويتواجد "داعش" في سيناء عبر ذراعه جماعة "ولاية سيناء"، التي بايعته في نوفمبر 2014.