قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, تتعامل مع المعارضة كأنها "عدو", وهي الخطوة التي تسبق جنوحها نحو الاستبداد الكامل. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 25 فبراير, أن منع بعض وسائل الإعلام, التي تنتقد ترامب, من حضور المؤتمر الصحفي اليومي للبيت الأبيض, هي خطوة استبدادية تنتهك الدستور الأمريكي. وتابعت " كبير المخططين الاستراتيجيين بالبيت الأبيض اليميني المتشدد ستيفن بانون لن يتورع عن الضغط من أجل تبني الاستبداد الكامل في عهد ترامب". وأشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطية الأمريكية تتعرض لتهديد غير مسبوق على يد إدارة ترامب, وأن على الكونجرس التحرك على وجه السرعة لوقف هذه الكارثة, وحماية الدستور الأمريكي. وكانت وسائل إعلام أمريكية كبرى استنكرت إقدام البيت الأبيض الجمعة الموافق 24 فبراير على منعها من حضور المؤتمر الصحفي اليومي، وذلك بعد ساعات من وصف الرئيس دونالد ترمب بعضها بأنها "عدو الشعب". وحسب "الجزيرة", شمل قرار المنع "صحيفتي نيويورك تايمز ولوس أنجلوس تايمز وشبكة سي ان ان الإخبارية ومجلة بوليتيكو الإلكترونية ومؤسسة بظفيد نيوز". وعندما حاول صحفيون من المؤسسات الإخبارية المحظورة دخول مكتب المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر لحضور المؤتمر تم إبلاغهم بأنهم لن يتمكنوا من الحضور لأنهم ليسوا على قائمة الحضور، وفقا لشبكة "سي ان ان". وكان البيت الأبيض قرر فجأة إجراء الإيجاز الصحفي اليومي بدون كاميرات، حيث اكتفى بحوار غير مصور بين سبايسر وعدد من الصحفيين. وقال سبايسر إن البيت الأبيض أجرى حوارا فحسب وليس مؤتمرا صحفيا مفتوحا لأن الرئيس دونالد ترمب ألقى خطابا رئيسا في وقت سابق الجمعة. وقاطع ممثلو وكالة أسوشيتد برس للأنباء ومجلة "التايم" المؤتمر الصحفي, تضامنا مع المؤسسات المذكورة. وقال رئيس التحرير التنفيذي بصحيفة "نيويورك تايمز" دين باكيه في بيان :"لم يحدث شيء مثل هذا على الإطلاق في البيت الأبيض في تاريخنا الطويل من تغطية الإدارات المتعددة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي". وتابع "نحن نحتج بشدة على إقصاء صحيفة نيويورك تايمز ومؤسسات إخبارية أخرى، حرية وصول وسائل الإعلام إلى حكومة شفافة هي مصلحة وطنية مهمة". واعتبرت "نيويورك تايمز" قرار المنع بأنه "إساءة واضحة للقيم الديمقراطية"، مشيرة في افتتاحيتها السبت 25 فبراير إلى أن معاوني ترامب "قليلو التجربة، يتملكهم الرعب على ما يبدو فلا يناقشون رئيسهم المتقلب المزاج". ووصفت شبكة "سي ان ان" الخطوة بأنها "تطور غير مقبول من جانب البيت الأبيض بقيادة ترامب". وأضافت الشبكة في بيان "يبدو أن هذه هي طريقة انتقامهم عند تغطية الحقائق التي لا يحبونها، وسنستمر في التغطية بغض النظر عن هذا". كما احتجت جمعية مراسلي البيت الأبيض على استبعاد عدد من وكالات الأنباء. وقال رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض جيف ميسون إن "مجلس إدارة جمعية مراسلي البيت الأبيض يحتج بقوة ضد الكيفية التي تم بها التعامل مع اجتماع اليوم من قبل البيت الأبيض". وجاءت ردود وسائل الإعلام على منعها من حضور الإيجاز الصحفي بعد ساعات من كلمة ألقاها ترامب في افتتاح مؤتمر العمل السياسي للمحافظين, والتي وجه خلالها كلمات قاسية لوسائل الإعلام، ووصفها بأنها عدو، واتهمها بنقل أخبار كاذبة. وأمام المؤتمر، قال ترامب :"نحن نحارب الأخبار الزائفة، إنها زائفة، كاذبة، زائفة". وأضاف "هؤلاء أعداء الشعب". واتهم ترامب ما سماها "وسائل الإعلام المزيفة" باختلاق المصادر، واستنكر استخدام مصادر لا تتم تسميتها. وكان ترامب هاجم أيضا في وقت سابق من خلال تغريدة وسائل إعلام في بلاده، من بينها "نيويورك تايمز"، وذلك من خلال اتهامه وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) بأنهما من قاما بشكل غير قانوني بتسريب معلومات حول اتصالات مفترضة بين أعضاء في حملته الانتخابية ومسؤولين روس قبل انتخابات الثامن من نوفمبرالماضي. وكتب ترامب في هذه التغريدة "تُعطى المعلومات لنيويورك تايمز وواشنطن بوست الفاشلتين من مجتمع المخابرات مثل روسيا بالضبط، الفضيحة هنا هي أن المخابرات تقدم المعلومات السرية بشكل غير قانوني، كأنها توزع قطع الحلوى". وكانت "نيويورك تايمز" نشرت أن سجلات اتصالات هاتفية ومكالمات تم التنصت عليها أظهرت أن أعضاء في حملة ترامب (بينهم مدير الحملة السابق) ومساعدون آخرون له قاموا باتصالات متكررة مع مسؤولين كبار في المخابرات الروسية في العام الذي سبق الانتخابات. وأضافت أنه تم اعتراض الاتصالات في الوقت الذي تبين فيه أن روسيا كانت تسعى للتأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية من خلال قرصنة بيانات حملة هيلاري كلينتون.