قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري, إنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب على "منظمات الإسلام الراديكالي", تعيش حركة حماس في المقابل مرحلة انتعاش سياسي وعسكري, حسب تعبيره. وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير له في 23 فبراير, أن ترامب يعادي جماعة الإخوان المسلمين, التي تعتبر حماس امتدادا لفكرها, ورغم ذلك, تجري الأمور في صالح الحركة, خاصة بعد تقاربها الأخير مع مصر. وتابع " الغريب في الأمر, أن مصر جنحت لتغيير سياستها تجاه حماس, وحدث تقارب بينهما, بالتزامن مع وصول ترامب إلى رئاسة الولاياتالمتحدة". وأشار الموقع إلى أنه لا يجد تفسيرا لهذا الأمر, داعيا حكومة بنيامين نتنياهو إلى أخذ الحيطة والحذر في هذا الصدد, خاصة بعد فوز يحيى السنوار برئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة. واستطرد " انتخاب السنوار بما يشكله من توجهات متطرفة, قد يدفع باتجاه حرب جديدة ضد إسرائيل, وعلى إسرائيل أخذ تقارب مصر وحماس من جهة, وانتخاب السنوار من جهة أخرى, بالجدية اللازمة". وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية, تحدثت في وقت سابق عن مفاجأة مفادها أن عودة السفير الإسرائيلي في مصر ديفيد جوفرين إلى تل أبيب, لم تكن بسبب مخاوف أمنية، مثلما تردد في البداية. وأضافت القناة الإسرائيلية في تعليق لها في منتصف فبراير, أن خطوة سجب السفير الإسرائيلي جاءت في إطار غضب تل أبيب من بعض التحركات المصرية في الفترة الأخيرة, أبرزها التقارب بين مصر وحركة حماس. وتابعت " إسرائيل مستاءة بشدة من تقارب مصر وحماس, بالإضافة إلى غضبها من تأييد مصر لقرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي, رغم قيامها في البداية بإعطاء مؤشرات على عرقلتها لهذا القرار", حسب ادعائها. وكان موقع "والا" الإخباري العبري كشف أيضا عن معلومة خطيرة مفادها أن القصف الذي نفذته إسرائيل على قطاع غزة في 6 فبراير, لم يكن ردا على إطلاق صاروخ من القطاع مثلما أعلنت تل أبيب, وإنما كان بهدف تحذير النظام المصري من أن أية تغييرات في غزة دون موافقة إسرائيل, غير مقبولة. وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير له في 7 فبراير, أن تقارب مصر وحركة حماس في الأيام الأخيرة أزعج إسرائيل بشدة, ولذا سارعت لإرسال تحذير عملي مفاده, أنه دون التنسيق معها, فإن أي تغييرات في المستقبل بغزة, لن يكتب لها النجاح. وتابع الموقع " الصاروخ الذي أعلنت تل أبيب أنه أطلق في 6 فبراير من غزة تجاه إسرائيل, لم يتم العثور عليه, لكن ذلك لم يمنع الجيش الإسرائيلي من الهجوم على أهداف تابعة لحماس بشمال القطاع, وهو ما يؤكد أن للقصف رسالة أخرى". وكشف "والا" أيضا عن تناقض في الرواية الإسرائيلية, قائلا :"إن المدفعية الإسرائيلية قصفت عدة أهداف في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة, وقالت تل أبيب إن هذا القصف جاء ردا على إطلاق قذيفة على جنوب إسرائيل, وبعدها بساعات, قالت مصادر إسرائيلية إن دورية إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار قرب موقع كسوفيم القريب للسياج الحدودي مع غزة". وكان فلسطيني أصيب بجروح الاثنين الموافق 6 فبراير إثر غارات شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية استهدفت موقعين تابعين لحماس وأرضا زراعية في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وجاءت الغارات ردا على قذيفة صاروخية سقطت جنوبي إسرائيل، بحسب زعم ناطق عسكري إسرائيلي. وقد قصفت الطائرات الإسرائيلية مواقع تابعة لوزارة الداخلية واستهدفت موقع قوات البحرية شمال القطاع، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشرقية للقطاع موقعا لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة لحماس. وحسب "الجزيرة" , استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين قصفه لقطاع غزة باستهداف برجين تابعين لأحد الفصائل الفلسطينية، ردا على ما قال إنه إطلاق نار تعرضت له إحدى دورياته على الحدود الشرقية للقطاع. واستهدفت آليات إسرائيلية متمركزة بالقرب من الشريط الحدودي بمدفعيتها برجيْن يستخدمهما مسلحون فلسطينيون للرصد والمراقبة شرق بلدة البريج وسط قطاع غزة، وتسبب القصف بإحداث أضرار كبيرة في البرجين. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال في بيان له إن "مدفعية الجيش استهدفت موقعا لحركة حماس على حدود غزة". وكان إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال في 27 يناير الماضي :"إن العلاقة مع مصر ستشهد نقلات نوعية وإيجابية ستظهر نتائجها الأيام القادمة.. وتحدث هنية للصحفيين عقب وصوله إلى قطاع غزة قادما من القاهرة عبر معبر رفح البري, قائلا :"حماس ستستمر في تطوير العلاقة مع مصر وتعزيزها.. أنهينا زيارة ناجحة ومثمرة التقينا خلالها المسئولين المصريين". وأضاف "في المرحلة القادمة والأيام المقبلة، سنرى نتائج هذه الزيارة وانعكاسها بشكل إيجابي على القضية الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة" دون تقديم المزيد من التفاصيل, لكنه لفت إلى أنه ناقش مع المسئولين هناك كافة الملفات الفلسطينية، وفي مقدمتها فتح معبر رفح، والأوضاع الأمنية على الحدود. وقال بيان صادر عن حماس إن وفدا تابعا للحركة برئاسة هنية اختتم زيارة للقاهرة استغرقت عدة أيام، مضيفا أن الوفد -الذي ضم عضويْ المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وروحي مشتهى- عقد سلسلة من "اللقاءات المثمرة" مع المسئولين المصريين، وعلى رأسهم وزير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي. ووصل وفد حماس إلى القاهرة في 23 يناير الماضي لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين. وكانت الإذاعة الإسرائيلية، كشفت في 14 فبراير أن السفير الإسرائيلي بالقاهرة دافيد جوفرين عاد إلى تل أبيب قبل عدة أسابيع, بسبب مخاوف أمنية. يذكر أن جوفرين تولى منصبه في أغسطس من العام الماضي وأصبح السفير الإسرائيلي الثالث عشر لدى مصر منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين في عام 1979. وأعادت إسرائيل فتح سفارتها في مصر في سبتمبر 2015، بعد أربع سنوات من اقتحام متظاهرين السفارة في سبتمبر 2011 , وإجلاء الدبلوماسيين الإسرائيليين منها. وحطم المتظاهرون حينها الجدار الأمني الخارجي، وألقوا بالأوراق من شرفات السفارة، ومزقوا العلم الإسرائيلي. وبعد ساعات أنقذت قوات خاصة مصرية ستة حراس أمن إسرائيليين علقوا داخل مبنى السفارة. ويزعم مسئولون إسرائيليون أن التنسيق الأمني مع مصر تحسن بشكل غير مسبوق منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم عام 2014.