أفردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، للمهندس والقيادي الإخواني جهاد الحداد مقالًا مطولًا، ليخرج فيه الأخير عن صمته بعد سنوات، معتبرًا أن دوره حان لتبرئة ذمة جماعة الإخوان المسلمين من وصمها بالإرهابية، في أعقاب بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصدار مشروع قانون بحظر جماعة الإخوان المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بصفتها جماعة إرهابية. وتابع "الحداد" في مقاله الذي أرسله من محبسه ب"طرة": "نحن لسنا بإرهابيين، فالجماعة هى فلسفة استلهمت منهجها من فهم الإسلام الذي يؤكد قيم مثل العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون، معتبرًا أنه منذ عام 1928 عاشت الجماعة وفقًا لمرحلتين أولهما النضال لمقاومة البيئة العدائية المحيطة بها، ثانيهما السعي لرفع العبء عن كوننا مهمشين، فعلى الرغم من أن الإعلام لا يتوقف عن الحديث عنا إلا أنه من النادر أن تتاح لنا كإخوان فرصة للحديث عن أنفسنا". واستمر "الحداد" في الدفاع عن الجماعة بقوله: كل ما أردناه يومًا هو ترجمة الإيمان إلى أفعال، كونه هو الخير الذي يسعى إليه الجميع في حياتهم، وأن العمل الجماعي والتواصل مع الشباب هو السبيل الوحيد لتطوير الأمة، معتبرًا أنه لا يجب لأحد أن يفرض رؤيته الفردية على المجتمع بأكمله، مضيفًا وهذا هو ما كنا نفعله من البداية سواء بدخولنا إلى مجال السياسة أو المجتمع لتلبية احتياجات العامة، على الرغم من الاضطهاد الممنهج الذي تعرضنا له في عهد الرئيس السابق "حسني مبارك". ليستطرد: إلا أن انخراطنا في مجال السياسة مع مختلف الأحزاب السياسية، كان دليلًا كافيًا على تنوعنا والتزامنا بالحق القانوني في التغيير والإصلاح، سواء بعملنا مع الاتحادات العمالية، الأحزاب الليبرالية أو الأحزاب ذات الخلفية الدينية ضد توريث السلطة لنجلي "مبارك". في الوقت ذاته لم ينكر "الحداد" خطأ الجماعة في أحيان كثيرة، إلا أنه اعتبر أن العنف لم يكن يومًا من أخطاء الجماعة مؤكدًا سلميتها، مدللًا بتصريحاتهم المستمرة لأعضاء الجماعة بالحفاظ على سلمية مبادئهم في مواجهة اضطهاد وعنف النظام المستمر لهم، معددًا الجرائم التي ارتكبها النظام بحقهم وبحق الإنسانية "بحسب قوله"، وهى احتجاز المئات من المدنيين، وحالات الاختفاء القسري المتكررة، ليضيف أن الجماعة حافظت على سلميتها وإيمانها بأن الخلاف السياسي يجب أن يتم حله بالحوار وليس اللجوء للعنف والإرهاب. وبرر "الحداد" عنف المنشقين عن الجماعة بقوله: "الذين تخلوا عن فلسفة الجماعة السلمية ليسلكوا مسلكًا عنيفًا لم يجدوا مفرًا عن خيارهم بسبب عنف النظام"، مؤكدًا حسن نوايا الإخوان بأعمالهم الخيرية الكثيرة لمساعدة الفقراء في مصر، لسد الفراغ الذي خلقه الفساد. واعتبر "الحداد" أن ندمه الوحيد لجماعة الإخوان، هو المناورة السياسية التي قامت بها والتي خلقت فجوة بينها وبين الشعب الذي عاشت لخدمته، مضيفًا: لقد تعلمنا الدرس بطريقة قاسية، فالحوادث السياسية تحدث ولكن تحول مجرى الأحداث الجذري من كوننا الجماعة التي تولت حكم مصر انتخابيًا إلى الجماعة التي انهارت ولم يبق من أعضائها خارج السجون إلا قليل هو تحول غير مسبوق ويدق ناقوس الخطر.