هذه سطور أكتبها من موقع حريق هائل ضرب الشركة التى نقطن فى جوارها..أكتب وقد أغلق مجرى تنفسى الدخان المشبع بمحروقات الوقود والكيماويات..أكتب بعد أن سلمنا أمرنا لله فى قضائنا بالموت حرقًا..أكتب بعد أن سمعنا الانفجار تلو الانفجار وشاهدنا كيف تكالب علينا الإعلام الفلولى ولم يضعنا على مساحته، وكأنه أقسم هو أيضًا لا اعتبار لتلك المدينة كما كان يعاملها رأس الأفعى. فعندما كان يحكم البلاد بالبخور والشبشبة فقد قالت له عرافته أن نهايته من هنا فلم يدخلها.. وسلط عليها محافظين من النوع الفاسد خلقًا.. ودينًا..فانتشرت المخدرات وساد الإهمال.. وغابت الصيانة عن الصروح الصناعية الكبرى ..وزاد الاهتمام بالشركات الخاصة التى أخذت الأرض دون مقابل أرض زائد مرافق.. ليصب كل هذا فى جيب الخاص دون العوام .. -لقد فضح الحريق سوء التخطيط وعدم جدية مرافق حماية الدولة فالمارينزالمصرى خرج بطائرات حماية ضد الحرائق ليستخدم مياه البحر فى الإطفاء ..فيتسبب فى كسر غطاء إحدى الصهاريج فى الانفجار فانتقال النار.من قال إن التعامل مع حريق الوقود يكون بالماء ..أين الفوم وأين العلم؟ .. ----- سأقول لكم شيئًا حتى يتخيل منكم لماذا شركة أنتاج وقود.. --فى المنطقة يوجد 3محطات توزيع وقود.. فى صف على بعض خطوات من بعضها.. أثناء أزمة السولار.. كانت المنطقة تكتظ بسيارات النقل والتريلات والكونتنر وسيارات خزانات الوقود كل فى دوره ليأخذ حصة من السولار لنقلها لبعض المحافظات.. بمعنى أن حل مشكلة السولار كان يبدأ من هذا المكان! منذ الحريق وحتى الآن توقف الأمر وأُغلقت هذه المحطات تحسبًا وحماية.. وفى أثناء حريق الشركة وإغلاق هذه المحطات الوقودية.. كان هناك حريق فى محطة وقود بجوار مسجد حمزة فى مكان آخر من السويس..أصبح الأمر يقول يا من تحاولون حل مشكلة الوقود.. سنحاربكم من المنبع ...- -قرأت خبرًا يقول إن مدير منطقة موانى البحر الأحمر قدم بلاغا فى شركة شل(المنكوبة) لأنها وبعد الحريق الأول سمحت لحاملة بترول من الاقتراب من الميناء لتفريغ حمولتها من غاز البوتجاز !!على رأى المثل ادينى عقلك؟ وبالفعل تم سحب كمية من غاز البوتجاز ولم تنسحب السفينة بعيدًا إلا بعد الانفجار التالى! أتعلمون لماذا هذا التخبط ..لأنكم أعلم الناس كيف وصل هؤلاء المسئولون لتلك المناصب ..- من السويس.