ما يجرى فى سيناء حاليًا لا يمت بصلة إلى تعاليم الإسلام ولا حتى أخلاقيات الدنيا!! وتلك البقعة الغالية من أرضنا واقعة بين شقى رحى أو فك كماشة!! إرهاب الجماعات المتطرفة من ناحية، وبطش الحكومة وظلمها لأبناء المنطقة من جهة أخرى. وأهالى سيناء فى حالة ثورة ضد السلطة الحاكمة وتصرفاتها وذلك بعد مقتل شباب أبرياء فى الصراع الدائر هناك. وقصة مقتلهم تثير الفزع وهى حكاية غريبة جدًا لا تخطر على بال أحد، وبدايتها عندما استهدف الإرهاب نقطة تفتيش للشرطة أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير منهم!، وفشلت الأجهزة الأمنية فى العثور على القتلة المجرمين، وفكرت فى حل عبقرى شيطانى لتغطية فشلها لم يسبق أن لجأ إليه أحد من قبل وقامت بالإفراج عن عدد من شباب سيناء المعتقلين لديها ثم اصطحبتهم إلى مكان مهجور وأطلقت الرصاص عليهم وقتلهم بحجة الثأر لضحايا الشرطة!! وثار أهالى سيناء على الجريمة التى وقعت فى حق أبنائها ومن سوء حظ الحكومة أن بعض آباء هؤلاء الشباب تصادف أن كانوا معتقلين مع أبنائهم! وهكذا تأكد الجميع أن هؤلاء الذين قتلتهم السلطة الباغية كانوا فى السجون وقت وقوع الاعتداء على كمين الشرطة، فلا صلة لهم بالجريمة!!، وما جرى يصلح فيلمًا سينمائيًا متكاملاً مليئًا بالدراما والأحداث المأساوية، ويظل الواقع أقوى منه!! والقتل فى سيناء شيء عادى جدًا وينقسم إلى أربعة أقسام أولها الحرب ضد الإرهابيين وهى معركة مشروعة ولكن إلى جانبها نجد الضرب فى المليان لأى شىء متحرك، والقتل الخطأ وقد تكرر كثيرًا ولا عزاء للضحايا! وأخيرًا التصفية الجسدية غير المشروعة كما حدث فى القصة الحقيقية المأساوية التى رويتها لحضرتك!!، وبقى أن تعلم أن كل نشاط هناك متوقف فلا يوجد صناعة ولا زراعة ولا تجارة، فهناك شلل تام، حتى أن هناك عددًا لا بأس به من المدارس أغلقت أبوابها، ومع ذلك تجد الحكومة تفرض ضرائب باهظة ضج منها الأهالى وما فيش أى مساعدة أو مساندة إنسانية لهم. وهذا كله بالطبع يصب فى النهاية لصالح الجماعات الإرهابية ويخلق بيئة شعبية حاضنة لهم، وبلادى الخاسر الأكبر من الإرهاب والظلم الذى فاق الحدود.