كشف الدكتور "حازم حسني"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حقيقة إيقافه عن الكتابة بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما نشرت العديد من المواقع الإخبارية قائلًا: "لا أحب البطولات الزائفة، ولا تمثيل دور الضحية، لا أعرف متى نتخلى عن ثقافة المبالغة، ولا متى نتحرر من آفة البحث عن الإثارة التي لا تسمح بالتفكير العقلاني للخروج من الأزمة، فقد فوجئت ببعض المواقع تتحدث عن توقفي المؤقت عن الكتابة بعناوين مثيرة ترى أنني توقفت بأوامر من السيسي، أو بسبب تعرضي لضغوط أمنية لم أتعرض لأي منها". وأضاف "حسني"، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "رغم تفهمي لحالة انعدام الثقة في أساليب النظام التي تزيده ضعفًا فوق ضعفه، ومن ثم تفهمي لمنطقية التفكير في أنني توقفت عن الكتابة بتوجيهات أمنية (فللأمر سوابق تبرر هذا التفكير)، إلا أنني أؤكد أنني لم أتعرض لأية ضغوط ولا لأية مضايقات أمنية مباشرة لمنعى من الكتابة، اللهم إلا حالة التهميش الإعلامي - والتهميش بشكل عام - التي لا تخفى على أحد، وهي حالة ليست بالجديدة، ولا هي تقتصر على نظام السيسي وحده، فالكل لا يستريح لمن يسبحون ضد التيار حتى وإن كانت في السباحة ضد التيار مصلحة عامة تعصم الدولة كلها من الانزلاق نحو المجهول". وتابع: "لقد بينت في "بوست" الاستئذان أسباب توقفي المؤقت عن الاشتباك كتابةً مع تضاريس المشهد الملتبس الذي تعيشه مصر هذه الأيام، وقلت صراحةً إننى "أحتاج للاختلاء بنفسي لبعض الوقت، وربما أحتاج أيضًا لترتيب كثير من الأوراق التي بعثرها بكل قسوة الواقع العبثى الذي نعيشه إلى حين، وكى أكون أكثر صراحةً فإن قرارى هذا جاء مع بداية السنة الحاسمة التي تسبق بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية المقرر أن تبدأ مع مطلع شهر فبراير 2018، وما أقدره من أن نمط ما أكتب خلال هذه السنة الحاسمة يجب أن يختلف جذريًا عن نمط ما كنت أكتب قبل هذا". واستكمل: "نقدي لنظام السيسي ولسياساته العامة - أخذ النظام ببعضه أو تجاهله كليةً - كان له دور في إعادة الوعي لفريق من المصريين الذين أرهقت عقولهم عقود من الإفساد السياسي الذي مارسته كل الأنظمة السابقة، بما فيها تيارات معارضة لم تكن عند مستوى توقعات المصريين، ولا معنى للاستمرار في هذا النمط من الكتابة الآن بعد أن صارت الحقائق واضحة أمام كل من يريد أن يراها". واستطرد: "ما نحتاجه اليوم هو مساعدة المصريين لا على إدراك حقيقة الحاضر الذي يعيشونه وإنما على رؤية ملامح المستقبل الممكن مرحليًا، دون خداعهم ودون أن نبيعهم الوهم، وهو ما يحتاج مني بعض التفكير الهاديء بعيداً عن صخب الحاضر المهترئ الذي يكاد يحجب بصخبه معالم الطريق إلى المستقبل". وأردف: "أرجو من الجميع - والحال هذه - أن يحترم رغبتي في الاحتجاب المؤقت، وألا يحاول الزج باسمي فى معارك طائشة لا علاقة لها بي ولا علاقة لي بها، فلست من هواة لعب أدوار البطولة الزائفة في مواجهة سلطة راحلة، ولا أنا من هواة لعب دور الضحية في مشهد الحاضر المأزوم". وأردف: "انشغالي الآن هو بمحاولة بناء صورة للمستقبل كي لا يضيع منا هذا المستقبل كما ضاع سابقه، وأرجو أن أوفق - ولو بقدر - في تبديد بعض الغيوم التي تمنعنا من رؤية هذا البناء الذي تنتظره مصر "أم الدنيا" التي أضاعها البعض بصخب الحديث الأجوف عن مشروع "قد الدنيا" الذي انتهى بنا إلى مشروع "احنا فقرا قوى" وإلى مستقبل شعاره "إيه يعمل التعليم فى وطن ضايع؟". واختتم أستاذ العلوم السياسية تدوينته ب "حتى ألقاكم على خير (كما أرجو)، آمل أن يتقبل مني الجميع - وخاصة في المواقع الإلكترونية - شكري لهم لاهتمامهم بي وجزعهم علىّ، كما أرجو أن يطمئنوا جميعًا إلى أن أحدًا من أجهزة الدولة المسماة بالسيادية - أو حتى من أجهزتها غير السيادية - لم يتعرض لي بشكل مباشر بما يبرر الحديث عن شخصي المتواضع باعتباري بطلاً قرر الهروب أو ضحية فُرِض عليها الانسحاب، وشكراً مقدمًا". ولم يتسنَ ل"المصريون" التأكد من صحة ما تم تداوله بالمواقع الإخبارية ونُسب للكاتب.