قال مدير "مركز أبحاث ما بعد عصر الصناعة" بموسكو فلاديسلاف إنوزمتسيف, إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد عودة بلاده لعظمتها، بينما يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأمين مصالح بلاده بوقف حلف الناتو في حدوده الراهنة، وأن تبقى أوكرانيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي الأخرى في إطار نفوذ روسيا. وأضاف إنوزمتسيف في مقال له بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 4 فبراير, أن بوتين يريد أيضا رفع العقوبات الغربية، والاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضا روسية، وأن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، معتبرا أن أيا مما يريده بوتين لن يمثل مشكلة لأمريكا. وتحدث الباحث الروسي عن ملامح الصفقة المحتملة بين بوتين وترامب, قائلا:" إن الرئيس الأمريكي سيعرض على نظيره الروسي إطلاق يده في أوكرانياوسوريا, مقابل تخليه عن تحالفه مع الصين". وتابع " البعض يعتقد أن أمريكا ستساوم روسيا على سوريا, لكن الحقيقة أن سوريا ليست مغرية للرئيس الأمريكي, الذي يرى أنها لن تستقر قريبا, وسيستمر تدفق اللاجئين منها". وخلص إنوزمتسيف إلى القول :" إن الصين هي الهاجس الأكبر لترامب, بينما أوكرانياوسوريا هما الهاجس الأكبر لبوتين، ولذا فإن أجندة كل منهما لا تتعارض مع بعضها البعض". وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلت في 2 فبراير عن ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب، قوله :"إن بلاده مقبلة على حرب مع الصين في بحر الصين الجنوبي". يذكر أن بانون كان قال أيضا لشبكة "بريت بارت" الإخبارية الأمريكية, إن الولاياتالمتحدة ستدخل في حرب مع الصين خلال السنوات العشر القادمة, إضافة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت أيضا في 20 يناير الماضي, إن هناك دولا على رأسها الصين تتطلع لأخذ القيادة العالمية من الولاياتالمتحدة, بسبب مواقف الرئيس الأمريكي المنتخب ونالد ترامب الرافضة للعولمة, واتفاقيات التجارة الحرة, ورفعه شعار "أمريكا أولا". وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بمناسبة تنصيب ترامب رسميا, أن الصين تحاول استثمار توجه ترامب لإلغاء اتفاقية التجارة مع الدول الآسيوية بالسعي إلى إنشاء تكتل اقتصادي للتجارة الحرة في آسيا. وتابعت الصحيفة " على الرئيس الأمريكي الجديد أن يتذكر أنه حيثما ترفض الولاياتالمتحدة القيادة, فثمة آخرون يرغبون بذلك"، محذرة من أن الخطر الأكبر على الاستقرار العالمي, يكمن في بحر الصين الجنوبي, الذي تصاعد التوتر بشأنه في الفترة الأخيرة مع تصريحات ترامب حول أن الجزر الاصطناعية التي أنشأتها الصين والمنشآت العسكرية التي نصبتها هناك تعد أمرًا غير قانوني، وأنه ينبغي على أمريكا منع الصين من الوصول إلى هذه الجزر. وتتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة. وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية في مياهه. ويقول الأمريكيون إنهم لا ينحازون لطرف ضد آخر في النزاعات الاقليمية، لكنهم ارسلوا مع ذلك سفنهم الحربية وطائراتهم العسكرية الى المناطق القريبة من جزر متنازع عليها، في عمليات يطلقون عليها اسم "عمليات حرية الملاحة" ويقولون إنها تهدف الى ابقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع. ويتبادل الصينيون والامريكيون الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد الى "عسكرة" بحر الصين الجنوبي. وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيا الى نقطة احتكاك، وإن عواقب أي صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمي.