رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جحيم السيناويين.. القصة الكاملة
نشر في المصريون يوم 01 - 02 - 2017

الترابين «كومة ركام» والمنازل تسبح على الألغام.. تدمير 120 منزلاً بحي أبورفاعي
6 أشهر معارك بين «ولاية سيناء» وقوات الأمن حوّلت «أبو رفاعى» إلى خرابة
توقف 9 مدارس بالشيخ زويد.. ودروب جبلية لشراء الخضراوات
أصحاب المزارع: لتر الوقود ب10 جنيهات.. ومنع السماد بزعم استخدامه في العبوات الناسفة

يعيش من بقى من أهالى القرى فى جنوبى مدينتى الشيخ زويد ورفح، أوضاعًا صعبة، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية التى تقوم بها القوات فى حربها ضد الجماعات المسلحة التى تظهر وتختفى فجأة بتلك المناطق.
ويبلغ عدد القرى جنوبى المدينتين ما يقرب من 14 تجمعًا أو قرية صغيرة، كان أهلها قبل 3 سنوات فقط يعيشون فى أمان كامل، ولا يتعرضون للموت أو الضربات، ومع رحيل أغلب سكان القرى، أجبر آخرون بالبقاء فى منازلهم، برغم تعرضهم للمخاطر، سواء من الرصاص غير معلوم المصدر أو القذائف المجهولة، والتى أودت بحياة الكثيرين من اهالى القرى.
مأساة "الجورة" بالشيخ زويد
يعانى أهالى قرية الجورة وقرية أبو العراج جنوب الشيخ زويد، من حالة الحصار التى يعيشونها منذ قرابة الثلاثة شهور، برغم إرسال استغاثات لجميع الجهات سواء الحكومية أو نواب مجلس الشعب من أهالى سيناء.
يقول الحاج سليمان السويركى، من سكان قرية الجورة جنوب الشيخ زويد، إنه منذ قيام القوات الأمنية بحملة مداهمات على قرى جنوب رفح والشيخ زويد، القريبة من المقاطعة والظهير، تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى قرى الجورة وشيبانة وأبو العراج جنوب الشيخ زويد ورفح، على إثر ذلك بشكل نهائى.
وأضاف، أنه فى حال شراء بضائع من مدينة الشيخ زويد، والتى لا تبعد سوى 10 كم من ميدان الجورة إلى ميدان الشيخ زويد، حيث كانت المسافة فى السابق لا تزيد على ربع الساعة بالسيارة النصف نقل، أجبرتنا الأوضاع الحالية باتخاذ طريق التفافى من الكيلو 17 بين الجورة والبرث جنوبًا، ثم طريق العجراء الصبات ومنه إلى طريق قريب للحدود، ومنه إلى شمال رفح، قاطعين مدينة رفح عرضًا، متخذين طريق الساحل الالتفافى بعرض 15 كم، وصولاً إلى ساحل الشيخ زويد، ومنه ندخل وسط الشيخ زويد من الخلف.

وأوضح، أن هذا الطريق الالتفافي، برغم معاناته، فإنه يستغرق ما بين 4 و6 ساعات ذهابًا، ومثلها إيابا، حال أنه كان ميسرًا ولا توجد حملات أو اشتباكات بالطريق.
وأكد محمد حماد من سكان المنطقة، أنه فى حالة شراء خضراوات أو مواد غذائية، نسير فى تلك الدروب ونقطع كل تلك المسافات وهى فى الأصل لا تتعدى ربع الساعة من ميدان الجورة حتى ميدان الشيخ زويد.
وأضاف خالد زايد، أحد سكان المنطقة أن هناك ما يقرب من 9 مدارس حرمت من التعليم بسبب الأوضاع السيئة وعملية الإغلاق، ومع هذا كله حرص الشباب المتعلم من أهالى المنطقة على فتح فصول تقوية للتلاميذ من سكان المكان، ممن تعذر عليهم الوصول إلى المدارس، حتى لا تضيع عليهم العملية التعليمية.
فيما أكد أحد أهالى الجورة جنوب الشيخ زويد، أن هناك انتظامًا فى امتحانات النقل فى مدارس قرية الظهير وهى الإعدادية والابتدائية، ومدارس قرية الجورة وهى الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة والتجارية والصناعية، ويحضر جميع التلاميذ بعد سيرهم لمسافات كبيرة بسبب انعدام المواصلات، وبعض المعلمين يحضرون من المناطق الأخرى، فى سيارات خاصة يستأجرونها لأقرب نقطة وصول وتكلفهم مبالغ كبيرة.
وتسبب الخوف الكبير من سير التلاميذ مسافات طويلة على الأقدام فى قيام أولياء الأمور، بمرافقة أبنائهم للمدارس وانتظمت الامتحانات وسط أجواء تعليمية جادة، فى تحدى للظروف.
وناشد الأهالى، الجهات المسئولة بفتح الطرق المغلقة لوصول الخدمات ورفع معاناة سكان تلك المناطق.
كما تعانى أغلب القرى بجنوبى الشيخ زويد ورفح، من العطش حيث قال نصر سالم، من إحدى قرى جنوب الشيخ زويد، إننا نستقدم المياه بسيارات من مرفق المياه وسط الشيخ زويد إلى القرية، ولكن أصحاب السيارات رفعوا السعر كثيرًا، مشيرين إلى أنهم يقومون باتخاذ طرق بديلة وصعبة من أجل الوصول إلى القرية، فقد ارتفع سعر فنطاس المياه 1000 لتر إلى 80 جنيهًا بدلاً من 50 جنيهًا قبل 6 شهور فقط.
وأضاف، أن الأهالى مرغمون على شراء المياه، لعمليات الطبخ والشرب والغسيل، بعد تعذر وصول المياه الحكومية، مؤكدًا أن مشكلة المياه مستمرة لأكثر من ثلاث سنوات .
أصحاب المزارع
أما أصحاب المزارع بشمالى رفح والشيخ زويد، فإن معاناتهم لا تقل خطورة وصعوبة من معاناة أهالى القرى، والتى تجسدت فى كل شىء، من بداية زرع الثمار حتى جنيه، فرى الأشجار أصبح مرهقًا، حيث تنقطع الكهرباء أغلب أيام الأسبوع، ومولدات الآبار تعتمد على الكهرباء أو مولد يعمل بالوقود، واستقدام وقود من العريش إلى الشيخ زويد أو رفح، ليس بالأمر الهين، فإن أغلب الكمائن الموجودة بطريق العريش الشيخ زويد، تمنع وصول الوقود فى جراكن بشكل نهائى.
أصحاب السيارات أجبروا على الذهاب إلى العريش بمسافة 100 كم والوقوف فى طوابير محطات الوقود لتعبئة السيارة، ثم العودة إلى الشيخ زويد، لشفط ما تمت تعبئته فى زجاجات، وبيعها على المزارعين، اللتر بعشرة جنيهات.
وقال محمد أبودر، أحد المزارعين، إننا مخيرون أن نشترى فى اليوم 10 لترات لتشغيل المولد وشفط مياه من الآبار، لسقاية الثمار أو تركها تموت عطشًا، والخسارة تكون كبيرة.
وأضاف أن جميع الأدوية الزراعية، غير موجودة بسبب إغلاق 95% من أصحاب المحال الزراعية محالهم، بسبب عدم السماح لهم بإدخال الأدوية الزراعية متعللين بأن أنواع مثل "الكيماوى، والفوسفات، البتموس" وغيرها من الأدوية الزراعية تدخل فى صناعة العبوات الناسفة، بحسب المصادر الأمنية.
كما اضطر أصحاب المزارع أيضًا إلى الذهاب إلى العريش، حال احتياجه شراء لتر دواء طارد للديدان أو البكتيريا، أو مقوى للشتلات، حيث تتكرر معاناة المزارعين فى الحصول على الأدوية وأيضًا فى سقاية الأشجار.
وأشار سالم نصرالله، أحد المزارعين من ساحل رفح، إلى أن الأوضاع الأمنية أدت إلى هجرة أغلب المزارعين من ساحل بحر الشيخ زويد ورفح إلى المحافظات الأخرى.
وتابع، أنه فى قرية السلام بساحل بحر الشيخ زويد، رحل منها عائلة السكادرة بشكل تام، لأن أغلب عائلة السكادرة يعملون فى الزراعة، بسبب منع دخول الأدوات الزراعية والأدوية، وانقطاع الكهرباء.
وأوضح محمد مطر من أكبر المزارعين من عائلة السكادرة، ممن هاجر إلى المنوفية، "أننى أتيت إلى هنا بعد أن ضاقت بنا الدنيا فى أرضنا وقريتنا، وتعذر علينا الحصول على الامتيازات التى وجدناها مجابة تمامًا فى محافظات المنوفية والشرقية والبحيرة بربوع مصر.
وأضاف، لقد أتينا إلى أرض الدلتا، وقمنا باستئجار الأرض وزرعناها، وحققنا نجاحات كبيرة، لأن الأرض سعرها أرخص، والعمالة متوفرة، والأدوية والمنتجات الزراعية موجودة فى كل الأماكن.
وأكد الحاج صالح، أحد المزارعين الراحلين من سيناء، إننا فى حال بيع المنتج، نجد من نبيع إليه، أما فى سيناء فإن الأمور بها صعوبة، ونقل المنتج الزراعى من رفح إلى سوق العبور بالشرقية مثلاً، مرهق جدًا، من حيث الوقت، وجميع الطرق مغلقة، ويوجد زحام شديد على معديات القنطرة والإسماعيلية، ناهيك عن عمليات تفتيش على الكمائن، نقوم من خلالها بإنزال جميع الثمار من السيارة أرضًا لتفتيشها، وهذا له آثاره السلبية على المنتج، فإن الطماطم مثلاً حال إنزالها فى الطريق تتعرض للإتلاف، وكذا البرتقال والخوخ وغيرها من المنتجات.
وتابع: أنه قبل 5 أعوام، كان التجار يأتون إلى ساحلى رفح والشيخ زويد، بغزارة ويتنافسون على الشراء، وبعد تعرضهم إلى مضايقات الكمائن، وخوفهم من الأوضاع الأمنية، رفض أغلبهم القدوم إلى سيناء، مطالبًا المزارع بأن يبيعه فى السوق بالمحافظات الأخرى، وهنا يتحكم التاجر بالسعر، ويرغم المزارع على البيع بأى ثمن خوفًا من رجوع البضاعة مرة أخرى أو إتلافها.
كما يعانى المزارعون فى سيناء، حال بيعهم بضاعتهم فى أسواق المحافظات الأخرى، كبورسعيد والشرقية والإسكندرية والقاهرة، من سعر "نولون السيارة"، والذى فاق الأضعاف، فقد كان نولون السيارة 400 جنيه، والآن أصبح 1500 جنيه، وصاحب السيارة غير راغب فى الخروج من المنطقة لتعرضه لمضايقات ومشاكل، وربما للحبس للاشتباه بين العريش والقنطرة.
جحيم العودة
سمحت القوات الأمنية، مطلع شهر نوفمبر من العام الماضى لأهالى "الترابين وأبو رفاعى" بالعودة إلى ديارهم، التى نزحوا منها بعد عام من النزوح والهجران، وذلك بسبب الحرب على الإرهاب.
القوات الأمنية، أكدت لأهالى حى أبورفاعى، أحقية العودة إلى الحى، وذلك بعد إحاطته بعدة كمائن من الناحيتين الشرقية والغربية، ناهيك عن الناحية الشمالية حيث قسم الشيخ زويد المدجج، بعدد من الأكمنة والارتكازات والقناصات الأمنية التى تعتلى القسم، والمدرسة والإدارة التعليمية.
يقول عز الدين رفاعى من سكان الحى، إن القوات الأمنية سمحت لنا بالعودة إلى الحى، بعد شهور قضيناها فى الترحال عند أقاربنا سواء بحى الكوثر وبحى أبوزرعى بنطاق الشيخ زويد.
وأضاف، أننا عدنا إلى الحى، حيث وجدنا معظم البيوت مدمرة، وذلك جراء الاستهدافات التى كانت تحدث بين الجماعات المسلحة والقوات الأمنية، والتى شردت الأهالى من سكان المنطقة، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والمياه عن الحى بشكل تام.
وأكد حسن أبو على، من سكان الحى، أننا وجدنا الحى عبارة عن خرابة، فحوالى 90% من البيوت مدمرة والأشجار مقلوعة تمامًا، إلا القليل الذى بقى، وطالبنا المسئولين بضرورة أن يكون هناك تعويضات، والسماح لنا بإدخال مواد البناء والأسمنت لترميم البيوت والعيش بها.
وأشار، إلى أن الحكومة وعدتنا عن طريق النواب والمشايخ والوجهاء، إلا أنه لم يتحقق شيئًا من هذا القبيل حتى الآن، ونحن نحاول أن نعيش بأى طريقة فى الحى المدمر.
وأكد عبد الحكيم رفاعى، من أهالى الحى أن بعض شباب الحى قاموا بتوصيل وصلات كهربائية أرضية من خط عمومى للكهرباء قادم من الشيخ زويد فى طريقه إلى الجورة جنوب المدينة، فى محاولة لإضاءة الحى، وبالفعل تمت إضاءة ما يقرب من 20 بيتًا فى الحى، وقد تم تقسيم البيوت بين الرجال والنساء، ومعظم من تم تدمير بيوتهم ينامون عند أقاربهم فى الحى، سواء من الرجال أو النساء.
وأضاف، أن الجميع وافقوا بمبيت جماعى بدلاً من دفع مبالغ طائلة فى الشقق المستأجرة فى الشيخ زويد والعريش والمناطق الأخرى التى نزحوا إليها.
فيما أوضح محمد أبو رفاعى، أنه آخر من خرج من الحى، بعد أن تلقى عدة تهديدات من أشخاص ملثمين، وحينما سألهم من أنتم قالوا لى نحن من "ولاية سيناء" وطالبوه بأن يرحل من المكان، تاركًا كل شىء فى الحى.
وتابع، أنه بعد تحرير الحى من الجماعات المسلحة، ذهبت إليه، فوجدته فى حالة تدمير تمام، وأثاث بيتى مسروق جميعه، ولا أدرى من الذى سرقه ونحن غياب، فإن خسائرى قدرت بنحو 100 ألف جنيه، وجيرانى مثلى وأكثر، هناك لصوص استغلوا نزوحنا من الحى، وعدم سماح القوات الأمنية لنا بحمل أمتعة أو أثاث من الحى، فلقد حرق ما حرق وسرق ما سرق تحت أنقاض البيوت المدمرة، والتى قدرت بنحو 120 بيتًا، معظمها من الطراز الفاخر، لما يتميز به سكان الحى الذى يعيش معظمهم فى دولة الإمارات العربية تاركين أسرهم ورأس مالهم عبارة عن بيوت ومزارع دمرت عن بكرة أبيها، خلال الاشتباكات التى تمت على مدار 6 شهور بالحى الجنوبى لقسم الشيخ زويد بداية من عام 2016م حتى نهايته.
فيما أضاف عبد المنعم أبورفاعى، أننا وجدنا مئذنة المسجد التى كانت ترى من جميع المناطق فى الشيخ زويد، مدمرة، والمسجد به فتحات نتيجة دخول قذائف، ولكننا قمنا بإيصال الكهرباء للمسجد، والعمل على ترميمه بعض الشىء، وتنظيفه، والحمد لله نصلى به كل الفرائض، فقد سمحت لنا القوات بالصلاة فيه العشاء والفجر، لأنه داخل نطاق بيوتنا، ولا نخرج منه إلى الطريق الرئيسى.
كما يعيش حى الترابين، نفس مأساة حى أبو رفاعى، إلا أن حى الترابين أكبر من أبورفاعى ضعفين على الأقل، وسكانه من البدو من أهالى المكان، والوافدين من المحافظات الأخرى قبل عشرات السنين، ممن توظفوا واشتروا أراضى ومنازل فى الشيخ زويد، فقد تواصل سكان الحى بعد عودة أهالى أبو رفاعى إلى بيوتهم مع القوات الأمنية، والتى بالفعل سمحت لهم بالعودة بعد شهر بالتمام والكمال من عودة جيرانهم حى أبو رفاعى.
ولكن كانت الطامة الكبرى، كما يقول سكان الحى، أن 70% من البيوت مدمرة تمامًا، ولا توجد مياه ولا كهرباء ولا طرق، والحى أشبه بكومة من الركام والمنازل والأثاث أسفلها.
وبعد معاناة بين الأهالى والحكومة، قامت شركة الكهرباء بإيصال أسلاك عادية غير جيدة إلى بعض البيوت فى الحى، لينام عليها الفقراء الذين لا يستطيعون استئجار بيوت أو شقق خارج الحى، فإن أغلب سكان الحى من الفقراء والمعدومين، وتدمير بيوتهم بمثابة انتهاء مصيرهم، ويعيشون الآن على الأمل فى أن تقوم الحكومة بتعويضهم والسماح لهم بإدخال مواد البناء والأسمنت.
يقول محمد التربانى، إننا وجدنا الحى مزروعًا وملغمًا بالعبوات الناسفة بالشوارع والبيوت، وقد قمنا بالإبلاغ عن بعض العبوات التى وجدناها، إلا أننا كل يوم نجد عبوات أخرى فى المكان، فإن الحى جميعه ملغم، والقوات الأمنية تركتنا نواجه مصيرنا فى الحى.
وأوضح، أننا لا نعرف الطريقة التى من خلالها نقوم بإزالة العبوات أو تفجيرها، فإن القوات الأمنية فجرت ما يقرب من 20 عبوة داخل الحى، منذ شهرين،عن طريق إطلاق الرصاص عليها من بعد، ولكنها لم تقوم بتمشيط الحى بالكامل.
وأكد سكان حى الترابين، القريب من قسم الشيخ زويد، أن رجلاً وزوجته وابنته قتلوا بعد أن كانوا يركبون على عربة كاروا ويقومون بجمع الأسلاك فى الحى، حيث مرت العربة فوق عبوة ناسفة، أدى ذلك إلى موت الرجل وزوجته والطفلة والحمار، حيث حملناهم إلى المستشفى أشلاء.
وأضاف حسن السويركى، من سكان الحى، أن الشىء المرهق أننا نقوم بحمل المياه على ظهورنا مسافة كبيرة، بعد تعذر إيصال المياه الحكومية بسبب الانقطاع التام فى الكهرباء فى تلك المناطق.
كما أن القوات الأمنية أغلقت الطريق المؤدى إلى ميدان الشيخ زويد، وأجبرت الأهالى على اتخاذ طريق التفافى إلى حى بحبوح، ومن ثم إلى الحمايدة ومنه إلى وسط الشيخ زويد، وذلك لأسباب أمنية.
كما أشار أهالى الحى، إلى أنه مر علينا أكثر من 3 شهور، ونحن ننتظر الوعود الحكومية بالتعويضات، وفتح الطريق وإيصال المياه والكهرباء، وتمشيط الحى من العبوات رحمة بنا وبأطفالنا، ولكن دون جدوى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.