فجّر مصدر دبلوماسي مصري، مفاجأة، مؤكداً أن مسؤولين مصريين طلبوا من نظرائهم السعوديين أخيراً، القيام بدور لدى السودان لوقف المطالبة بضم حلايب وشلاتين في هذه الأثناء، لعدم إثارة الشارع المصري أكثر من اللازم إلى حين الخروج من مأزق تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض، والتي تنازلت مصر بمقتضاها عن سيادتها على الجزيرتين للسعودية. وأكد المصدر أن المشاورات غير المعلنة بين الجانبين، المصري والسعودي، تطرّقت إلى تهيئة الجو العام لإتمام الاتفاقية، لكن في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن المسؤولين المصريين أكدوا أنه سيكون من الصعب اتخاذ أي خطوات فعلية بشأن ملف الجزيرتين في ظل المطالبات السودانية بفتح مفاوضات مباشرة بشأن حلايب وشلاتين، وأن هذا سيزيد من تأجيج الغضب أكثر في الشارع المصري، ومع قوى المعارضة. وأوضح المصدر خلال تصريحات خاصة ل"العربي الجديد"، أن مصر أبدت تفهماً كبيراً ومرونة في ملف إنشاء القاعدة العسكرية السعودية في جيبوتي، بعدما كانت القاهرة متمسكة برفضها، على اعتبار أن هذه المنطقة هي منطقة نفوذ مصري، وأن هذا أمر موجود في الأعراف الدبلوماسية العربية، مشيراً إلى أنه في حال إتمام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، ربما يكون هناك تعاون مصري سعودي على الصعيد العسكري بشأن هذه القاعدة. وكان مسؤول دبلوماسي سوداني أعلن تجديد بلاده شكواها في مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحدودها مع مصر، في إشارة إلى منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن المسؤول الدبلوماسي قوله، الثلاثاء الماضي، إن "الحكومة السودانية طلبت من بعثتها لدى الأممالمتحدة إبقاء شكوى السودان في مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحدوده مع مصر". وأوضح أنه "تمت مخاطبة بعثة السودان إبقاء شكوى السودان بمجلس الأمن الدولي قيد النظر، المتعلقة بحدوده مع مصر". وفي أبريل من العام الماضي، رفضت القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة حلايب وشلاتين، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، وهو الطلب، الذي لوّحت خلاله السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي. ويتطلب التحكيم الدولي أن تقبل الدولتان المتنازعتان اللجوء إليه، وهو الأمر الذي لم تعلن مصر في أي وقت الموافقة عليه بشأن حلايب وشلاتين.