جاء قرار محكمة جنايات القاهرة أمس الثلاثاء، بإدراج اسم لاعب الكرة الدولي السابق محمد أبو تريكة، ضمن قوائم الإرهابيين لمدة 3 سنوات كاملة، وكذلك حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية جزيرتي "تيران وصنافير" المبرم بحقهما اتفاقية تؤول بموجبها للسعودية أول أمس الاثنين ليشكلا ضربة كبيرة للنظام الحالي. الغريب فى الأمر أنه على الرغم من الاختلاف بين كلا الحدثين فإن حكم الإدارية العليا بمصرية الجزيرتين أفقد الحكومة مصداقية سياسيًا لدى الرأي العام باعتبارها المبرمة للاتفاقية والمدافعة عن سعوديتهما في حين تسبب قرار إدراج أبو تريكة على قوائم الإرهاب في سخط كبير لدى كثير من الأوساط السياسية والشعبية والشبابية على النظام. ومن المدهش أيضًا في قرار إدراج أبو تريكة على قوائم الإرهاب أنه جاء مخالفًا لحكم محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة السابق بقبول الطعن المقام من أبو تريكة لإلغاء قرار التحفظ على أموال شركته "أصحاب تورز" بعد توصية هيئة مفوضي الدولة، بإلغاء قرار لجنة التحفظ على أموال الإخوان، وأمرت بإلغاء قرار التحفظ. كما أن هيئة مفوضي المحكمة الدستورية، أوصت بالاعتداد بأحكام القضاء الإداري، التي تبطل قرارات التحفظ، وإذا أخذت المحكمة الدستورية بتوصية هيئة المفوضين، فسوف تزول تلقائيًا جميع العقبات التي حالت دون تنفيذ أحكام بطلان التحفظ على الأموال وعلى مدار عامين ونصف تقريبًا أية أحكام في طعون التحفظ على الأموال المنظورة أمامها، رغم أنه سبق لهيئة مفوضي الدولة إيداع العديد من التقارير التي أوصت فيها بتأييد أحكام بطلان التحفظ. الحكم الأول بإدراج معشوق الجماهير محمد أبو تريكة ضمن قوائم الإرهابيين تسبب في سخط كبير وموجة من الغضب، في الأوساط السياسية والشعبية ومواقع التواصل الاجتماعي تجاه السلطة التي سرعان ما اشتعلت نتيجة لهذا القرار ونشر المئات من النشطاء صور نجم الكرة المصرية مشيدين بدوره الساحر وما قدمه لمصر من بطولات خلال مسيرته الكروية على مدار عمره. ودشنت أيضًا مجموعة من محبيه هاشتاج على تويتر بعنوان “أبو تريكة مش مجرم”، هاجموا فيه النظام مؤكدين أنه في الوقت الذي يٌكرم فيه أبو تريكة في دول أخرى تتم إهانته في بلده. وأعلن عدد كبير من النشطاء تضامنهم مع أبو تريكة، كما دافعت مجموعة من الشخصيات المعروفة عن نجم الكرة المصرية المعتزل. ونشر الإعلامي باسم يوسف، تغريدة على صفحته الرسمية في تويتر، قال فيها "أبو تريكة أكثر من لاعب كرة قدم، وهو رمز مصري معاصر لن يستطيع أحد النيل من قيمته". حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، عبر عن غضبه من ذلك في صفحته على "فيس بوك" قائلا: إن أبوتريكة "ليس إرهابيًا". ودافع النجم السابق أحمد حسام "ميدو"، عن أبو تريكة، قائلا "إنه واحد من أفضل الشخصيات التي تعاملت معها في حياتي.. لا أعرف أي تفاصيل عن مشكلته، وأتمنى من المسؤولين في الدولة أن يوضحوا لنا ما هي مشكلته الحقيقية، وهل هناك دلائل على تورطه في أي شيء له علاقه بالإرهاب؟". وأضاف "حتى ذلك الوقت سندافع عنه جميعا، وسأظل أدعمه حتى يثبت بالدلائل تورطه في أي شيء، رغم أنني أشك أن رجلا بمواصفاته يمكن أن يكون متورطا في أي شيء ضد مصر". كما عبر عدد كبير من الإعلاميين عن غضبهم تجاه هذا القرار كان من أبرزهم وائل الإبراشي الذي استنكر وضع اسم محمد أبو تريكة - نجم الأهلي ومنتخب مصر سابقًا - على قوائم الإرهابيين معبرًا عن صدمته من هذا القرار. وقال "الإبراشي" عقب مداخلة مع محامي "أبو تريكة": "أبو تريكة أمتعنا وأبهجنا وأبهرنا.. وهو ليس ملكًا للإخوان إنما ملك لكل المصريين لأنه حين حقق هذه البطولات كان يحققها لمصر مضيفا : "أنا مصدوم أنه بدلًا من وضع أبو تريكة على قوائم المجد، نضعه على قوائم الإرهاب ". وبالرجوع إلى قضية "تيران وصنافير" فقط جاء حكم محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة الاثنين الماضي ببطلان اتفاقية الجزيرتين بين مصر والسعودية والتي تقضي بتبعيتها إلي المملكة ليوجه ضربة أخرى للحكومة وضعتها في مأزق بعد أن وافقت على نقلها للسعودية وتسبب ذلك في غضب شعبي كبير تحول إلى فرحة بعد حكم الإدارية. ومن المؤكد أن الحكومة لم تصمت حيال هذا الحكم فقد أكد وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، مجدي العجاتي، في أول تصريح بعد الحكم القضائي النهائي ببطلان الاتفاقية، أن البرلمان هو صاحب القول الفصل في اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وفقا لنص المادة 151 من الدستور ما يبن أن هناك جولات أخرى في هذه القضية ستضع الحكومة أمام صدامات شعبية أخرى.