لم تقتصر أزمة الجمعية التأسيسية للدستور على الانسحابات التى وصل عددها ل27 استقالة بل وصلت حتى لداخل اللجنة المصغرة، التى شكلها الدكتور سعد الكتاتنى رئيس اللجنة للتواصل مع المنسحبين لإقناعهم بالعودة، لتضم فى عضويتها الدكتور نصر فريد واصل والشاعر فاروق جويدة ووحيد عبد المجيد، والثنائى نادر بكار ومحمد البلتاجى، خاصة بعد تهديد الأعضاء بالاستقالة فى حال فشل المفاوضات مع المنسحبين من التيارات الليبرالية. فالدكتور وحيد عبد المجيد، عضو اللجنة التأسيسية للدستور، واحد أعضاء اللجنة المصغرة للحوار مع المنسحبين من التيارات الليبرالية، قال إن المفاوضات قد بدأت منذ مساء الأربعاء مع الأعضاء المنسحبين بشأن الوصول لمقترحاتهم حول نسبة التمثيل الأمثل داخل الجمعية قبل تقديم المقترح النهائى للجمعية بشأن الموافقة من عدمها. واعترف عبد المجيد بوجود صعوبات لإقناع المنسحبين من الشخصيات العامة بالعودة خاصة مع وجود حجج قوية بغياب التمثيل المناسب لكل الطوائف وسيطرة تيار بعينه على مقاعد الجمعية، مشدداً أن اجتماع المشير مع رؤساء الأحزاب السياسية لن يأتى بجديد لأنه كالعادة سيتحول "لمكلمة" بحسب وصف عبد المجيد وسينتهى بمجرد اتفاقات نظرية ليست لها علاقة بالواقع، موضحاً أن سيحسم مصيره بين البقاء أو الاستقالة من اللجنة التأسيسية بعد أن يتأكد من أنه لا أمل فى الوصول لحل توافقى بين القوى السياسية. فيما ربط الشاعر فاروق جويدة، عضو اللجنة ذاتها استمراره باللجنة التأسيسية، بالموافقة على مقترحه الذى عرضه فى جلسة الأمس وهى أن تتنازل الأغلبية الإسلامية عن 15 مقعدا داخل الجمعية من أجل مشاركة فقهاء القانون والدستور الذين أغفلهم التشكيل النهائى للجمعية مثل إبراهيم درويش ويحيى الجمل وأحمد كمال أبو المجد وغيرهم، موضحاً أنه وجد تجاوبًا من عدد من ممثلى الإسلاميين داخل اللجنة بشأن تنفيذ المقترح، ولكنه شدد أنه فى حال عدم الشروع فى تنفيذ تلك المقترح خلال الأيام الحالية سيتقدم باستقالته خلال جلسة الجمعية المقبلة المقرر لها الأربعاء القادم. يأتي هذا فيما قرر مجمع البحوث الإسلامية بالإجماع، في اجتماعه أمس برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر اعتذار الأزهر عن عدم المشاركة فى الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور. وشهد الاجتماع الشهري للمجمع مناقشات ساخنة بين أعضائه، معلنين رفضهم التام المشاركة فى تلك اللجنة، وذلك لضعف تمثيل الأزهر بصفته المؤسسة الإسلامية الأولى في العالم مبديا استياء المجمع على عدم انتخاب الأعضاء الثلاثة الذين رشحهم ومنهم الدكتور عبد الدايم نصير ومحمد عبد السلام المستشار القانونى واقتصار الأمر على اختيار الدكتور نصر فريد واصل فقط الذي رشحه المجلس لعضوية التأسيسية. في سياق متصل، نفى الدكتور محمد عمارة عضو المجمع والجمعية التأسيسية ما تردد عن انسحابه من اللجنة بصحبة الدكتور نصر فريد واصل. وقال عمارة ما تردد عن انسحابى "كذب وافتراء"، مؤكدًا: "لم ولن أنسحب" من اللجنة مهما كانت الظروف والمتغيرات.