علقت الإعلامية جميلة إسماعيل، على حكم بطلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، قائلة: لقد أراد الرئيس ممثلًا لسلطة الدولة ونظامها السياسي، إعادة ترسيم حدود مصر حسب مقتضيات لا يعلمها غيره، وأعادت المحكمة ترسيم حدود سلطته حسب دستور 2014. وأضافت "إسماعيل"، فى تدوينة على صفحتها الرسمية ب"فيسبوك"، اليوم الاثنين، أن المسار الذي اتخذته مجموعات الدفاع عن مصرية تيران وصنافير، كشف العبء الذي تتحمله السلطة من وجود فكرة الدولة ومؤسساتها من الأساس، هذه الأفكار ذات الطابع الديمقراطي والمضاد لحكم الفرد الواحد، الذي تكون الدولة مجرد تجل من تجلياته، تمثل عبئًا على الديكتاتور الذي يتعامل على أن السكان مجرد رعايا ينتظرون منحًا وعطايا من الدولة، وينتظرون دموعها بمصاحبة قبضتها الشرسة. واستكملت: الرئيس السيسي أراد أن يكون صاحب الكلمة الوحيدة في الأرض بمنطق فضفاض ومثير للغواية اسمه السيادة، ورغم أن الدستور ينص على أن السيادة للشعب، فإن وكالة السلطة للشعب ابتلعت الحق الأصلي وأصبحت السيادة للجالس على المقعد الكبير، وأصبحت تواجه بها. وأشارت إلى أن مسار القضية يضع أيضًا احتكار السلطة لمفاهيم الوطنية وتحويلها إلى أناشيد وتسبيحات للجالس على الحكم وحلقات ذكر لمحاسنه، والهجوم على كل مختلف، معارض باتهامات جاهزة بالخيانة والعمالة باعتبار أن الوطنية تعني الخضوع للحاكم وليس مفهومًا يربط بين سكان ومواطني مصر، على حد قولها. وتابعت: ربما يدفع الحكم إلى مزيد من محاولات السيطرة على القضاء، أو استهلاك المجال السياسي بتصادم بين سلطتي البرلمان والقضاء، لكنها لحظة فارقة في ترسيم حدود السلطة.