طرحت بعض الأوساط الصحفية العربية التي حضرت مباراة الأهلي واتحاد جدة علامة استفهام حول لغز الهبوط الغريب واللافت للنظر في لياقة لاعبي الاهلي البدنية بعد ربع ساعة فقط من بداية الشوط الأول، لدرجة أننا رأينا اللاعبين يجرون أقدامهم جرا في الربع ساعة الأخيرة من هذا الشوط وهم يلهثون! ان هبوط اللياقة وانحداره الى هذا الحد هو مدعاة للتساؤل ولا علاقة له بقوة الدوري العام في مصر أو ضعفه لأننا تعودنا من لاعبي الاهلي وخاصة بركات وحسن مصطفى الجري وبذل الجهد حتى آخر دقيقة من المباريات التي لعبوها محليا وأفريقيا. الحديث حول هذا اللغز هو في حقيقته اتهام بين السطور من هذه الأوساط لبعض لاعبي الاهلي بتناول المنشطات والدليل أن مجهودهم انحدر إلى حد مفزع ومثير للشكوك في هذه البطولة التي خضعت لكشف المنشطات بحزم شديد، شأنها شأن كل البطولات التي ينظمها الفيفا. نحن لا نتهم لاعبي الاهلي وخصوصا الأحصنة بركات وحسن مصطفى ومحمد شوقي، لكننا نريد اعطاء حماية كاملة للاعبينا من الوقوع في هذا المأزق لأن ذلك معناه أن نجوميتهم وبريقهم سيظل محليا صرفا. ينبغي التحرك فورا لاخضاع المسابقات المحلية لكشف المنشطات وبشكل حازم يترتب عليه عقوبات فورية تصل إلى حد الشطب للاعب الذي يثبت تعاطيه لها. إن شائعات تناول اللاعبين للمنشطات في الدوري المصري كثيرة ومتداولة منذ عدة مواسم. فعلى سبيل المثال تردد عن بعض لاعبي الاسماعيلي ومن بينهم بركات والنحاس والشاطر في بطولة الدوري التي حصلوا عليها تحت قيادة محسن صالح أنهم كانوا يتناولون المنشطات! ومما تردد في هذا الشأن أن خبيرا استعان به صالح كان يكتب أدوية معينة للاعبي الفريق يتناولونها قبل المباريات، وهو أمر لم ينفه بعض المسئولين في جهاز محسن صالح لكنهم نفوا ان تكون منشطات وانما فيتامينات مقوية! عموما لا يوجد دواء واحد في قائمة المنشطات، فبعض الفيتامينات المقوية تعامل كمنشطات وهذا معروف وكثيرا ما وقع فيه بعض الرياضيين بحسن نية قبل المسابقات الدولية الكبرى، كأن يتناولون مقويات وعند اختيارهم لأخذ العينة يثبت تعاطيهم للمنشطات، ويفاجئون هم بذلك، لأنهم أصلا ليست لديهم ثقافة المنشطات! ولا أعرف لماذا لم يتحرك الاتحاد المصري لكرة القدم لاعتماد كشف المنشطات وتأسيس معمل في القاهرة، فنحن لسنا أقل من تونس أو المغرب اللتين يوجد بهما معامل من هذا النوع! وعلى فكرة.. فان كشف المنشطات طبق بشكل تجريبي في بطولة الأمم الافريقية التي نالها المنتخب المصري عام 1998 بقيادة محمود الجوهري في بوركينا فاسو، وكانت ترسل العينات إلى باريس، وقد أظهرت تلك التي اخذت من لاعبين مصريين وقع عليهم الاختيار ان اثنين على الاقل تناولا قبل المباريات منشطات! في بطولة أندية العالم بطوكيو تم تطبيق معايير متشددة على كشف المنشطات، فاللاعب الذي يتم اختياره لاخذ العينة يخرج مباشرة الى معمل التحليل حتى لا يتيسر له حسب لجنة الفيفا المشرفة على البطولة أخذ دواء يبطل معفول المنشطات التي تناولها. إن كثيرين يلعبون في الدوري المصري تطاردهم شكوك تناول المنشطات، لن أذكر منهم أحدا لأننا لا يجب أن نقيم أحكاما على شائعة أو كلام مرسل، لكننا في المقابل نطالب باخماد هذه الشائعات باخضاع بطولتي الدوري والكأس لكشف المنشطات وانشاء معمل متقدم في مصر لهذا الغرض، واعطائه كل الضمانات والحيادية لمنع التأثير في نتائجه من أية جهة مهما كان نفوذها. مرة أخرى.. أنا لا اتهم أحدا ولكن أطالب بوضع طبيعي مطبق في جميع أنحاء العالم الكروي المتقدم. لا أنسى في نهاية هذا المقال الذي ساغلق به ملف الحديث عن اخفاق الاهلي في طوكيو، أن اشيد برفض الاتحاد السعودي رفع الايقاف عن اسامة المولد من أجل المشاركة مع فريقه في هذه البطولة التي يمثل فيها الكرة السعودية والاسيوية.. فالمبادئ والقيم اهم من اي بطولة او انتصار.. بالفعل مثل هذا الاتحاد جدير بأن يدير اقوى بطولات الدوري في العالم العربي وان يصل منتخبه الى بطولة كأس العالم اربع مرات متتالية. كذلك اشيد بالاتحاد الاسيوي الذي رفض رفع الايقاف عن لاعب الاتحاد جوب.. تلك هي القيم والمبادئ التي تنتصر بها الرياضة ويتوج بها الرياضيون. [email protected]